يترقب المواطنون في المغرب الخطاب الذي سيلقيه الملك محمد السادس أمام مجلسي النواب والمستشارين يوم الجمعة المقبل، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، وهي الأخيرة في عمر البرلمان الحالي، بانتظار تجديد أعضائه، بعد الانتخابات العامة القادمة في 2026، التي ستنبثق عنها حكومة جديدة. وتواجه الحكومة الحالية والبرلمان والمنتخبين والطبقة السياسية كافة، انتقادات حادة من لدن آلاف الشباب، الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة، في الوقت الذي ابدى فيه عدد من الوزراء تفهمهم لمطالب المحتجين وشدد رئيس الوزراء عزيز أخنوش على ان الحل يكون عبر الحوار.
وتركز المطالب على معاودة النظر في برامج السياسات العمومية، خاصة منها قطاع الصحة والتعليم وسوق العمل التي تعاني من ضعف في الأداء الحكومي، رغم تحقيق تقدم في النمو الاقتصادي بلغ أربعة في المئة في المتوسط. ويقول هؤلاء الشباب إنهم لا يلمسون آثار التقدم، في القطاعات التي تحظى باهتمامهم، وعلى رأسها المجالات الاجتماعية، ومعدلات البطالة التي تجاوزت 12 في المئة، في بلد ينفق عشرات مليارات الدولارات على البنى التحتية الحديثة. ما يجعل المغرب يسير بسرعتين غير متوازيتين برأيهم.
"جيل زد" من الفضاء الرقمي إلى الشارع
وشهدت عدة مدن مغربية في الأيام الأخيرة، احتجاجات ذات طابع اجتماعي سياسي، تحت شعار "الشعب يريد إسقاط الفساد" بقيادة حركة شبابية مجهولة لم يُسمع بها من قبل، أطلقت على نفسها اسم "جيل زيد 212" (GZ-212)، عبر تطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنت من تجميع نحو 163 ألف منتسب افتراضي من الداخل والخارج عبر تطبيق "ديسكورد". وتتراوح أعمارهم بين 15 و28 سنة، وليس لهم انتماء سياسي أو نقابي أو أيديولوجي أو عقائدي معلن، ولدوا بين نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، في زمن التكنولوجيا والعولمة واتساع الحريات الفردية والجماعية.