تمر إيطاليا بمرحلة إرباك وضياع بسبب المأساة الفلسطينية في غزة التي تنتشر كبقعة الزيت وباتت تطال معظم الشرائح والقطاعات والمقاطعات. وقد زاد من حالة الإرباك خبر إعلان احالة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني مع وزيري الخارجية والداخلية من حكومتها إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية ضد فلسطينيي غزة. ولم تكشف هوية الشخص الذي رفع الدعوى، ولكن إذا لم تتم محاكمة بنيامين نتنياهو فهل من المعقول أن تتم محاكمة رئيسة حكومة أوروبية لم تقم بإدانة عملية الإبادة؟ غير أن إعلان ميلوني نفسها الخبر الهدف منه هو شد عصب مؤيديها أمام الغضب الشعبي العارم الذي يجتاح إيطاليا تضامنا مع الفلسطينيين واستياء من موقف ميلوني المهادن لإسرائيل ولأميركا ترمب. وكانت ميلوني قد أيدت "خطة السلام" في غزة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووافقت عليها حركة "حماس" التي تصنفها الحكومة الإيطالية منظمة إرهابية. من ناحية أخرى، فإن الأزمة السياسية والاقتصادية التي تتخبط فيها إيطاليا لأسباب متعددة ساهمت أيضا في هذا الإرباك، أهمها الحرب الروسية على أوكرانيا وحرب رسوم ترمب الجمركية على أوروبا التي لم يستثن منها إيطاليا رغم موقف رئيسة الحكومة التي لا تخفي إعجابها به وتعاطفها معه. فهل ذلك عن قناعة أم عن مصلحة أم رضوخا للأقوى؟
في وقت تكافح فيه أوروبا للتعامل مع الهجرة غير الشرعية، يثير…