في ليلة سبت غارقة بظلام دامس لا قمر في سمائها، دوى هدير النيران في جبال نوشكي، وتمزق الهواء الساكن تحت وطأة ضربات المدفعية الباكستانية عندما شن الجيش هجوما مضادا عبر الحدود الأفغانية. وتصاعدت ألسنة اللهب من الأبنية التي وصفها المسؤولون بـ"مواقع قيادة طالبان" ومن بينها مقر غزنة، الذي يعتقد أنه كان مركزا للتسلل عبر الحدود.
ووصف مسؤولون أمنيون العملية بأنها "سريعة ونظيفة وحاسمة". ووفقا لقسم العلاقات العامة والجناح الإعلامي للقوات المسلحة الباكستانية، فقد استهدفت باكستان مواقع متعددة لطالبان بعد إطلاق نار "غير مبرر" عبر الحدود في وقت سابق من ذلك اليوم من الأراضي الأفغانية عبر عدة بلدات مثل أنغور أدا، وباجور، وكورام، ودير، وتشيترال.
وقال مصدر عسكري باكستاني رفيع المستوى لـ"المجلة": "أرادوا اختبار صبرنا، وقد عرفوا الإجابة بالتأكيد".
مع بزوغ الفجر، كانت أعمدة الدخان تتصاعد من مركز القيادة المدمر فوق التلال الحدودية. وأكدت السلطات الباكستانية مقتل ثلاثة وعشرين جنديا، والقضاء على أكثر من مئتي مسلح، معظمهم ينتمون لـ"حركة طالبان باكستان"، خلال الضربة الانتقامية. اتهمت إسلام آباد مجموعة "فتنة الخوارج"، وهو الاسم الذي تطلقه على المتطرفين، بتدبير الهجوم بدعم من المخابرات الهندية.