شهدت الساحة السياسية اليابانية في الحادي والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول لحظة تاريخية فارقة مع انتخاب ساناي تاكايتشي، رئيسة "الحزب الليبرالي الديمقراطي"، رئيسة للوزراء، لتصبح بذلك الشخصية الرابعة بعد المئة التي تتولى هذا المنصب، وأول امرأة في تاريخ اليابان تصل إلى سدة هذا المنصب الرفيع. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج تسعى فيه البلاد إلى تجاوز تحديات جيوسياسية معقدة، وترسيخ مكانتها كركيزة للاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ولا يُعد نجاح تاكايتشي إنجازا رمزيا في تمثيل النساء فحسب، بل هو تتويج لمسيرة مهنية طويلة تميّزت بالانضباط الفكري، والتمسك الراسخ بالمبادئ المحافظة، والالتزام العميق بالمصالح الوطنية.
صناعة امرأة دولة
وُلدت ساناي تاكايتشي عام 1961 في محافظة نارا، وامتازت سنوات نشأتها بالتفوق الأكاديمي والانخراط المبكر في الشؤون الدولية. وبعد تخرجها في كلية إدارة الأعمال بجامعة كوبي عام 1984، عملت زميلة برلمانية في الولايات المتحدة، حيث اكتسبت فهما عميقا للنظم الديمقراطية الغربية، أسهمت لاحقا في بلورة رؤيتها السياسية.
وبدأت تاكايتشي مسيرتها البرلمانية عام 1993 بعد فوزها بمقعد في مجلس النواب كمستقلة عن محافظة نارا، رافعة شعار الإصلاح السياسي. وخلال ثلاثة عقود في البرلمان، تولت عددا من الحقائب الوزارية، أبرزها وزارتا الشؤون الداخلية والاتصالات في فترتين (2014–2017)، و(2019–2020)، إلى جانب منصب وزيرة الدولة للأمن الاقتصادي في الفترة الأخيرة. ومنحتها هذه المناصب خبرة واسعة في مجالات الاتصالات، والإصلاح الإداري، والأمن الاقتصادي الذي يزداد أهمية في السياق العالمي الراهن.