يحتفي الوسط الثقافي اليمني كل عام بذكرى رائد الفن التشكيلي في اليمن الفنان هاشم علي الذي توفى في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، إلا أن هذا الاحتفاء يقتصر على نشر صور للوحاته في صفحات التواصل الاجتماعي دون أن نجد معرضا استعاديا لأعماله. اليوم، في الذكرى الثمانين لولادته، نتذكر هذا الفنان الرائد الذي ظل مشغوفا بالفن والحياة حتى اللحظة الأخيرة.
قبل أكثر من عشر سنوات حصلت عائلة الفنان الراحل على عرض من الشارقة لإقامة معرض استعادي لأعماله، على أن تقتني بعض أعماله متاحف الشارقة، تكريما للفنان ودعما للعائلة التي صارت تعاني قسوة العيش، لكن المعرض لم يتحقق بسبب صعوبة تجميع اللوحات الموزعة بين المؤسسات الثقافية ومحبي الفنون، في ظل ظروف اليمن الحالية.
هكذا، نُسيت فكرة المعرض الاستعادي، سواء في صنعاء أو في أي مكان آخر، كما نُسيت الوعود بإنشاء متحف يحتوي على أعماله الفنية. وظلت توجيهات الرئاسة اليمنية بمواصلة العناية بأسرة الفنان غير محققة.
ضوء الشرق
يكاد يتفق التشكيليون اليمنيون على أن الفنان هاشم علي يمثل مختلف مراحل تطور الفن التشكيلي اليمني الحديث، فالفنان الذي أقام معرضه الأول في تعز عام 1967، رسم في مختلف الاتجاهات التشكيلية ابتداء من الواقعية والتعبيرية والانطباعية والتكعيبية إلى أعمال الغرافيك، وذلك قبل أن يكوِّن اتجاهه الفني الخاص الذي امتاز فيه خلال السنوات الأخيرة من حياته. وهو اتجاه ينطلق من خلفية فكرية تستعيد روح ضوء الشرق القديم وألوانه، مع معاينة تحوّل الإنسان وتطلعاته الدائمة.


