يزداد شعور غالبية اليمنيين بالإحباط كل يوم، ليس فقط لطول أمد صراعهم المرير والمزمن مع جماعة الحوثيين ومن ورائها إيران وبقائه دون حل، ولكن أيضا للطريقة التي يتعامل بها بعض أشقائهم العرب مع ملف الأزمة اليمنية إما بسوء فهم أو عن قصد لسوء نية ومبتغى أو الاثنين معا.
ويزداد الأمر حدة، أن الأمر لا ينم عن براءة، وذلك عندما تصدر هذه المواقف عن جهات "قومية" عربية طالما ادعت أنها تنتصر للقضايا والحقوق العربية العادلة التي لا يفترض التمييز بينها من بلد عربي إلى آخر.
أبانت عن ذلك بوضوح لا لبس فيه إتاحة المجال لزعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، من قبل "المؤتمر القومي العربي" لإلقاء كلمة متلفزة أمام المؤتمر المنعقد في بيروت، خلال الفترة من 7-9 من الشهر الجاري تحت شعار "نصرة الشعب الفلسطيني في غزة وقضيته العادلة".
لكن هذه الاستضافة (عن بُعد) أثارت ضجة كبيرة وحنقا شديدا لدى معظم الأوساط اليمنية، الحكومية الرسمية والحزبية والشعبية على حد سواء، التي رأت في ذلك "مهزلة كبرى" في أن يُسمح لـ"زعيم الميليشيا الحوثية الانقلابية، بإلقاء كلمة أمام المؤتمر، تحت ذريعة دعم غزة والقضية الفلسطينية"، وهي ذريعة واهية لا تبرر في نظر تلك القوى هذا "الانحراف الخطير عن مبادئ المؤتمر وأهدافه" باعتبار أن الرجل "يمثل مشروعا معاديا لكل ما يؤمن به المؤتمر من قيم الوحدة والحرية والديمقراطية والعدالة والتحديث" وفق ما قاله مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني والأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبد الملك المخلافي.


