في الوقت الذي يجري فيه العمل بهمة على نزع سلاح حركة "حماس" وحصر ترسانة "حزب الله" أو ما بقي منها بيد الدولة، في ما يؤمل أن يكون نهاية للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وجنوب لبنان، تعود جماعة الحوثيين في اليمن إلى التهديد مجددا بذات السلاح، الإيراني المصدر، وهذه المرة ليس ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بل ضد الجارة المملكة العربية السعودية.
مساء الاثنين الماضي، عادت الجماعة إلى إطلاق تهديداتها، مهددة باستئناف هجماتها. ونقلت وسائل إعلام تابعة للجماعة عن القائم بأعمال رئيس الحكومة غير المعترف بها، محمد مفتاح، قوله إن "معادلة البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء لم تسقط".
بعض المراقبين والباحثين في شؤون حكومة الجماعة، قلل من أهمية تلك التصريحات، معتبرا أنه لا قيمة ولا وزن لها. وأفاد الخبير في شؤون الجماعة، عدنان الجبرني، بأن من يقدمون أنفسهم كـ"قيادات متخبطة ومنفلتة" إنما يعبرون عن "مأزق مع الناس ومطالبهم ترتبط بوضع الجماعة المرتبك، بفعل ضربات الشهور الماضية، وتحديدا بين مارس/آذار، وسبتمبر/أيلول".
أياً تكن جدية تلك التصريحات، فلابد من فهم الأيديولوجيا المتطرفة لهذه الجماعة المسلحة، التي ثبت أنه يستحيل عليها العيش دون حرب.
خارطة طريق "الحوثيين" للسلام
في ما يراه سياسيون مطلعون في عواصم عربية وغربية عدة، نموذجا على استهتار أو انعدام إدراك لدى الجماعة، بموازين القوة التي تعمل لصالح السعودية، وبعض حلفائها في الخليج، أعلن الناطق باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، أنه بحث مع المبعوث الأممي إلى اليمن، ما سماه القيادي الحوثي "مسار السلام" المتمثل بخارطة الطريق "المسلمة للأمم المتحدة، والمتفق عليها مع الجانب السعودي برعاية سلطنة عمان".
أعجب من ذلك قول عبدالسلام إنه "تم لفت نظر المجتمع الدولي إلى ضرورة استئناف العمل على تنفيذ ما تضمنته الخارطة، وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية، وأنه لا يوجد أي مبرر للاستمرار في المماطلة"، على حد قوله.

