بلا كلل أو ملل، تنهمك جماعة الحوثيين في اليمن، الموالية لإيران، في فتح المزيد من الجبهات، وخطوط النار مع خصومها في الداخل، ومع من تصفهم بـ"دول العدوان" في الإقليم والعالم، وذلك في (ظاهرة) لا يمكن تفسيرها، إلا على أنها برهان قاطع على حالة القلق والخوف التي تنتاب الجماعة، إزاء ما تدري أو لا تدري أنه يُخطط لها، بعد أن تكاثر أعداؤها، واشتدت عزلتها، وضاق خناق الحصار الاقتصادي المفروض عليها أكثر فأكثر، وسقط على ما يبدو كل خيار ممكن للحوار والسلام معها، بسبب دورانها الأعمى حول الأجندة الإيرانية ، وذلك على الرغم من أنه لم يعد هناك أحد في اليمن أو الجوار أو العالم، يرغب في إطالة أمد النزاع معها، ومضاعفة معاناة الشعب اليمني والمنطقة جراءها.
تحسبٌ واحتياطات
قيادة الجيش الموالي للحكومة اليمنية الشرعية، أعلنت في بيان لها هذا الأسبوع، اعتبار المناطق الصحراوية الواقعة بين محافظات الجوف، وحضرموت وأطراف مأرب "منطقة عمليات عسكرية" وذلك بهدف مُحاربة الإرهاب والتهريب والتخريب.
قيادة الجيش طلبت من المواطنين المسافرين، بين تلك المناطق، التزام السير عبر الطرق الرسمية "حرصا على سلامتهم" وتجنّب المرور في الخطوط الفرعية، التي قد تعرضهم للخطر أو المُساءلة القانونية.
أتى هذا الإجراء، بعد ورود تقارير ومعلومات متواترة، عن قيام الحوثيين بتحركات وأنشطة وأعمال عسكرية، واستحداث طرق على امتداد خطوط التماس مع جبهات مأرب شرقا، والساحل الغربي داخل محافظة الحديدة، وفي محافظتي الضالع ولحج المجاورتين لمحافظة تعز.