اعتمدت معظم دول العالم التي تنتهج نظام الاقتصاد الحر واقتصاد السوق على تمكين المواطنين من تملك مساكنهم من شركات متخصصة في التطوير العقاري. ويواكب تطوير القطاع توفير أنظمة مالية لتمويل عمليات البناء ثم التملك من قبل المستفيد النهائي. وتعمل شركات التطوير العقاري على توفير مجموعة واسعة من الخيارات السكنية التي تلائم الطلب، منها الفيلات المستقلة (Single Home)، أو الفيلات المتلاصقة (Semi-Detached)، وكذلك الشقق السكنية بمساحاتها المتنوعة وخدماتها المرافقة.
أما على صعيد التمويل، فظهرت نماذج متعددة أبرزها ما هو معمول به في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، حيث تتولى مصارف متخصصة تقديم التمويل العقاري بشروط ميسرة وفترات سداد طويلة قد تمتد إلى 30 عاما، بما يسهل عملية تملك السكن ويجعلها في متناول شرائح واسعة من المواطنين.
وتتأثر حركة التمويل العقاري بشكل مباشر بالسياسات النقدية، إذ ينتعش التمويل ويتوسع تسويق المساكن عند انخفاض أسعار الفائدة المصرفية، مما ينعكس نشاطا واضحا في السوق العقارية. واتجه العديد من الدول النامية، بما فيها بعض الدول العربية، إلى تأسيس مصارف متخصصة، مثل مصارف الإسكان، لتلبية الطلب المتزايد على السكن لدى المواطنين، وأحيانا لدى المقيمين غير المواطنين الراغبين في شراء المساكن.
الكويت والسياسات الاسكانية
بعد بداية عصر النفط في الكويت عام 1946 وتوسع الإنفاق الحكومي نتيجة تحقيق إيرادات كبيرة من مبيعات النفط، شرعت الحكومة في تبني فلسفة جديدة للإسكان، تقوم على توفير السكن لكل مواطن أو أسرة كويتية. وبحلول عام 1954 توفرت مبررات مناسبة، حيث شهدت البلاد موجة أمطار غزيرة أدت إلى انهيار بيوت الطين في مدينة الكويت، مما دفع السلطات إلى تخصيص أراض وبناء مساكن لأصحاب الدخل المحدود. وفي هذا السياق، تم توزيع عدد من البيوت في منطقة الدسمة، الواقعة في الجنوب الشرقي من مدينة الكويت.

