وردت، إثر سقوط مدينة الفاشر السودانية في نوفمبر/تشرين الثاني، تقارير مروعة عن مجازر جماعية. وقد أُبلغ أعضاء البرلمان البريطاني أنه يُعتقد أن ما لا يقل عن 60 ألف شخص قُتلوا في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد سقوط المدينة في يد المعارضة من "قوات الدعم السريع". وصرّح ناثانييل ريموند، مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل، لصحيفة "الغارديان" بأن الفاشر "باتت تبدو كمسلخ بشري".
وعلى الرغم من الطابع الفريد وغير المسبوق لحجم هذه المجازر، أصبحت روايات الفظائع مألوفة ومتكررة في سياق الحرب الأهلية السودانية الطاحنة، التي تدور رحاها بين "قوات الدعم السريع" والجيش منذ أبريل/نيسان 2023. والمؤلم أن الفاشر هي الأعرف بهذا النوع من العنف، إذ سبق أن تعرضت مناطقها الداخلية في دارفور لحملة تطهير عرقي مفترضة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. غير أن الفارق الجوهري بين الوضع الراهن وما كان عليه الحال آنذاك يتمثل في موجة الاستنكار العالمي الواسع التي اجتاحت الغرب في تلك الفترة. فقد تصدرت حملة دعم ضخمة، قادها مشاهير من بينهم الممثل جورج كلوني، جهود الضغط الواسع ضد الإبادة الجماعية المزعومة، ما لفت أنظار العالم إلى غرب السودان وسلط الضوء على ما يجري هناك.

