استضاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس هذا الأسبوع نظيريه اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والقبرصي نيكوس كريستودوليدس، في الاجتماع العاشر لـ"القمة الثلاثية".
وجاءت أبرز النقاط التي تضمنها البيان المشترك الصادر عقب القمة على النحو الآتي:
- تعزيز التعاون الثلاثي القائم في مجالات الأمن والدفاع والشؤون العسكرية.
- تعميق التنسيق في حماية الممرات البحرية والبنى التحتية الحيوية من التهديدات المستجدة.
- دفع المشاريع المشتركة في مجال الطاقة، وربط شبكات الكهرباء، وتطوير المبادرات الخاصة بالطاقة المتجددة.
ووصف نتنياهو، القمة الثلاثية بأنها الأكثر أهمية بين جميع الاجتماعات التي عقدت حتى الآن. وكانت أول قمة ثلاثية قد انعقدت عام 2016، في الوقت الذي اكتُشفت فيه احتياطيات الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، وكانت علاقات تركيا مع إسرائيل وعدد من الدول العربية، خصوصا مصر وبعض دول الخليج الكبرى، تشهد توترا شديدا. ويقوم جوهر الآلية الثلاثية التي أرساها هذا التحالف على "تشكيل جبهة موحدة في مواجهة تركيا، والتعاون من أجل استثمار أمثل لموارد الغاز الطبيعي".
وخلال المؤتمر الصحافي، سأل صحافي إسرائيلي عن الرسالة الموجهة إلى تركيا، فرد نتنياهو دون أن يسميها: "نحن لا نسعى إلى مواجهة مع أحد. هذا تحالف للدفاع عن القواعد والمعايير الدولية والاستقرار، ونحن نأمل أن لا يوضع [هذا التحالف] على المحك".
ثم أضاف مجددا، ومن دون أن يذكر تركيا بالاسم: "إلى أولئك الذين يتوهمون أنهم قادرون على إعادة بناء إمبراطورياتهم على أراضينا، أقول إن هذا لن يحدث. لدينا الوسائل للدفاع عن أنفسنا".
إن نتنياهو يعيد بذلك انتهاج سياسة تقوم على استدعاء المظالم التاريخية والمخاوف، وتشكيل تحالفات في مواجهة ما يراه "تهديدات مشتركة". وعلى الرغم من أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل كانت تتعرض أحيانا لاهتزازات بسبب السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، فإنها بلغت في تسعينات القرن الفائت مستوى جيدا جدا وذروة لم تصلها من قبل. فقد أجرت الطائرات الإسرائيلية تدريبات فوق سهول الأناضول الشاسعة، وقضى مئات الآلاف من السياح الإسرائيليين عطلاتهم في بيئة تركيا الآمنة والمرحبة.
لكن منذ وصول "حزب العدالة والتنمية" بزعامة رجب طيب أردوغان إلى السلطة عام 2002، وفي ظل رئاسة نتنياهو للحكومة، أخذت العلاقات تتدهور تدريجيا.
وتعرضت العلاقات التركية-الإسرائيلية لضربة قاسية عام 2010 عندما هاجمت قوات الأمن الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت ضمن أسطول دولي يبحر في المياه الدولية بالمتوسط لإيصال مساعدات إلى غزة، ثم وصلت إلى الحضيض بعد الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
واليوم، تدور حرب باردة بين البلدين، مع خطر مواجهة مباشرة في الأراضي السورية وفي البحر المتوسط. وترى إسرائيل أن الدور التركي في الشرق الأوسط، ولا سيما نفوذه وحضوره في سوريا، يشكل تهديدا، لأنه قد ينعكس سلبا على تفوقها العملياتي في المنطقة، خصوصا في سوريا ولبنان.


