عشية ذكرى استقلال ليبيا الرابع والسبعين، فجعت البلاد بخبر مقتل رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الليبية المعترف بها دوليا الفريق أول محمد الحداد الذي كان في زيارة عمل رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث لقي حتفه إثر تحطم الطائرة التي تقله عقب إقلاعها من مطار أنقرة.
الحداد، قبل مقتله، عقد عدة لقاءات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان التركيين، بعد أيام من موافقة البرلمان التركي على تمديد وجود القوات التركية في ليبيا إلى عام 2028.
هذه الحادثة، زادت من التساؤلات حول مستقبل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، التي تعيش انقساما طويلا، غذّاه الانقسام السياسي في البلاد وحالة عدم الاستقرار، بالإضافة إلى وجود قوات أجنبية ومرتزقة في عدة مناطق من البلاد.
ورغم محاولة المسؤولين السياسيين والعسكريين من شرق ليبيا وغربها إبداء التضامن مع ضحايا هذا الحادث، ونعي الضحايا، فإن هذه المشاعر وإن كانت نبيلة، لا تخفي عمق الانقسام الحاصل الذي تعيشه ليبيا، في ظل تحركات من كل الأطراف لتعزيز قدراتها العسكرية. حيث قامت قوات الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا بالتوقيع على اتفاقات تعاون مع باكستان تتضمن صفقات تسليح، تتضمن طائرات حربية ودبابات بقيمة تصل إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز"، وهو الأمر الذي عبرت حكومة الوحدة الليبية عن رفضه.
وقامت قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا، بإجراء عدة مناورات عسكرية واسعة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول في غرب ليبيا، بالتعاون مع القوات التركية، التي تتمركز في ليبيا وفق اتفاقية تعاون وتدريب مع الحكومة الليبية.
مقتل الحداد، يأتي في سياق إقليمي متغير، بعد أن أصبحت تركيا أقرب من أي وقت، لبعض دول الإقليم، مثل التقارب التركي-المصري، الذي تُوج بمناورات عسكرية مشتركة، بالإضافة إلى التقارب التركي مع قوات الجيش الوطني في شرق ليبيا، بعد زيارات مسؤولين أتراك لمدينة بنغازي في شرق ليبيا، وزيارة نائب القائد العام للجيش الليبي في شرق ليبيا الفريق صدام حفتر، نجل المشير خليفة حفتر، لتركيا في عدة مناسبات.


