بعدما اتخذ حزب "العمال الكردستاني" عدة خطوات ميدانية في سياق "عملية السلام" الجارية بينه وبين الدولة التركية، مثل إعلان إنهاء الكفاح المسلح وسحب مقاتليه من مناطق المواجهات الساخنة وكامل الأراضي التركية، أعلن استنكافه عن اتخاذ أية خطوات أخرى مستقبلا، ما لم تقر الدولة مجموعة من التغييرات القانونية والدستورية الواضحة في سياق عملية السلام. في وقتٍ تواصل فيه لجنة "التضامن والأخوّة والديمقراطية" اجتماعاتها، بغية تحديد الإطار القانوني الذي سيحمي ويدفع عملية السلام بين الطرفين قُدما، عبر تحويلها إلى آلية قانونية ومؤسساتية.
حتى الآن، قدمت الأحزاب الأربعة الرئيسة في البلاد تقاريرها إلى اللجنة البرلمانية، حزبا "تحالف الجمهور" الحاكم، (حزب "العدالة والتنمية" وحزب "الحركة القومية")، وحزبا المعارضة (حزب "الشعب الجمهوري"- الأتاتوركي، وحزب "الشعوب للمساواة والديمقراطية"، المؤيد لحقوق الأكراد). لكن الخلاف الجذري بين هذه الأحزاب كان واضحا للغاية، حسبما ورد في التقارير. فبينما طالب الحزب المؤيد للأكراد بأن تكون التغييرات في إطار منح الأكراد مزيدا من الحقوق الدستورية واللغوية والسياسية والإدارية، عبر الاعتراف الدستوري بهم وتغيير بنية الدولة لتكون أكثر قبولا بالأكراد، فإن الأحزاب التركية الأخرى رفضت ذلك تماما، وإن كان حزب "الشعب الجمهوري" قد طالب بإلغاء قانون "السيطرة على البلديات المحلية" الذي يُستخدم في المناطق الكردية، وعبّر حزب "الحركة القومية" عن قبوله بإمكانية الإفراج عن زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، ضمن مادة "الحق في الأمل"، والتي تُرجح الإفراج عن المحكومين بأحكام مؤبدة بعد قضائهم لثلاثين عاما في السجن.

