السعودية تتصدر قائمة الأعمال المرشحة لفئة أفضل فيلم في مهرجان «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب»

من الدورات السابقة للمهرجان

السعودية تتصدر قائمة الأعمال المرشحة لفئة أفضل فيلم في مهرجان «الشارقة السينمائي للأطفال والشباب»

بيروت: أعلن المهرجان السينمائي الدولي للأطفال والشباب التابع لمؤسسة «فن»، المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في دولة الإمارات، صدارة المملكة العربية السعودية وفرنسا والمملكة المتحدة لقائمة الأعمال المرشحة للمشاركة في دورة العام الجاري من المهرجان.

ومن بين 100 فيلم تم اختيارها للعرض في دورة العام الجاري، برزت أفلام الرسوم المتحركة (الأنيميشن) بواقع 29 فيلماً، كما تضاعف عدد الأفلام الروائية الطويلة عن العام الماضي ليصل إلى 17 فيلماً، في حين بلغ عدد الأعمال المشاركة في فئة أفلام من صنع الطلبة إلى 16 فيلماً.
وتصدرت المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية الأعمال المترشحة لفئتي أفضل فيلم من صنع الأطفال واليافعين، وأفضل فيلم خليجي قصير بواقع 10 أفلام لكلٍّ منهما، كما بلغ عدد الأفلام الوثائقية 7 أفلام، إضافة إلى 7 أفلام دولية قصيرة.


وللإضاءة أكثر على المشاركة السعودية في المهرجان في ظل النهضة التي يشهدها قطاع صناعة الأفلام، والدعم اللامتناهي من قبل القيادة السعودية للشباب والشابات وكافة فئات المجتمع في تنمية مواهبهم ودعم إبداعاتهم، تواصلت «المجلة» عبر الهاتف مع بطلة فيلم «نور شمس» الفنانة عائشة الرفاعي ومخرج فيلم «لحن نغمة رقص» محمد الدوسري اللذان يستعدان للمشاركة في المهرجان بعد أيام.

التمثيل شغفي و«نور شمس» أول تجاربي السينمائية
أكّدت الممثلة عائشة الرفاعي أنّ التمثيل بالنسبة لها «شغف منذ صغري، ولكن بحكم عاداتنا وتقاليدنا وبسبب صغر سني كان هناك خوف من أهلي من دخولي هذا المجال، ولكن بعد انتشار مهنة التمثيل بين الشابات السعوديات، وافق والدي على خوض هذه التجربة وذلك بسبب شغفي الكبير لمهنة التمثيل، حينها بدأت التمثيل عبر مقاطع علي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ساعدتني بأن أصل كممثلة».


وعن مشاركتها في فيلم «نور شمس» قالت الرفاعي لـ«المجلة» إنّ الفيلم يروي رحلة حياة تدخلها «شمس» والتي تعمل كسائقة «أوبر» في مدينة جدّة السعودية من أجل توفير حياة آمنة لها ولابنها ورغم المصاعب التي تواجهها إلا أنّها اصطدمت برغبته في السفر من أجل تحقيق أحلامه، وأضافت «الفيلم نال استحسانا وترحيبا كبيرين عند عرضه الأول في مهرجان الجونة السينمائي».


وعن مشاركة الفيلم مهرجان الشارقة السينمائي قالت: «أهمية هذا المهرجان أنه يهتم بالشباب والأطفال، وبرأيي تنمية مواهب الأطفال تحت مظلة تجمع فيها المواهب كافة، يعني أننا نهيئ الأطفال للدخول إلى عالم المنافسة من أوسع أبوابها، فإعطاء الفرصة للشباب والأطفال وتسليط الضوء على مواهبهما وأعمالهما يساهم في تحفيزهم للقيام بالمزيد من المجهود في المستقبل، أيضا من الممكن أن يصنع الشباب والأطفال أفكارا إبداعية تتخطى أفكار من لهم سنوات في هذا المجال، لذلك كنت حريصة على حضور هذا المهرجان فهو يبدأ بتنمية المواهب وتشجيعها من الصفر من أجل وصولها للعالمية، وأتمنى أن تحذو باقي المهرجانات حذو مهرجان الشارقة السينمائي بدعم الأطفال والشباب».

ملصق فيلم «نور شمس»


بات لافتا في المملكة العربية السعودية اهتمام القيادة بالفن والإبداع والثقافة، هذا التطور الكبير كيف يشجعكم كشابات وشباب على المزيد من الإبداع؟
أكّدت الرفاعي في هذا الصدد أنّ «السعودية لديها تاريخ كبير في الثقافة والفن من شعراء وأدباء وكتاب، ولكن في السنتين الماضيتين دخلنا إلى عالم صناعة السينما، وذلك بسبب الدعم الكبير الذي يقدمه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان إلى الشباب السعودي الموهوب وهذا الدعم الكبير موجود  في كل المجالات وليس فقط في المجال الفني، وأيضا الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة وهو داعم بقوة في المجال الفني أيا كان مجالك، عندما تكرمت في مهرجان الجونة وصلني من مكتبه الخاص تهنئة، حينها كانت فرحتي لا توصف، فالوزارة تهتم بكل التفاصيل، وأتوقع أن المستقبل سيحمل تقدما مبهرا في الكثير من المجالات، وهذا ليس مبالغة بل نستشفه من التطورات التي تحصل أمامنا في المسرح والسينما أو التلفزيون، وأعتقد بإذن الله أن القادم سيكون أجمل وأن الأعمال السعودية ستصل إلى العالمية خصوصا مع الدعم التي نحظى به من الدولة».
وعن النهضة التي تشهدها السينما السعودية، أكّدت أنّ «كثيرين لم يتوقعوا أن تكون الأفلام السعودية بهذا المستوى خصوصا أن صناعة الأفلام لم يتخط عمرها السنتين، وحاليا هناك أفلام عديدة سعودية تعرض في السينما ولاقت جماهيرية كبيرة لذلك أتوقع أن تشهد هذه الصناعة تطورا وتقدما مميزا في المستقبل وأتوقع أن تصل الأفلام السعودية للمستقبل وذلك بسبب الدعم والمواهب السعودية».

وعن أعمالها القادمة ختمت الرفاعي حديثها لـ«المجلة»: «أنا أميل للسينما أكثر لذلك تقريبا كل أعمالي القادمة سينمائية، ولدي عدد من الأفلام السينمائية القادمة التي أحضر لها، ولكن لا أستطيع الخوض في تفاصيلها الآن».

«لحن نغمة رقص» أولى تجاربي ودعم الدولة يحفزني إلى تقديم المزيد
من جهته، روى المخرج السعودي الشاب محمد الدوسري والذي يشارك بفيلمه الأول «لحن نغمة رقص» ضمن فئة الطلاب في مهرجان الشارقة، أنّ فكرة فيلمه بدأت «عندما كنت في رحلة مع والدي في السيارة، وعندها كنت أشغل موسيقى في الراديو، إلا أنّه أطفأها وقال لي شغل أغانينا بدل هذه الأغاني التي تشغلها، وعندها بدأت رحلة البحث عن (أغانينا)، ما هي الأغنية السعودية وكيف يرى السعوديون الفن، وخلال رحلة البحث وجدت أن هناك أذواقا مختلفة بين الأجيال، فهناك من يفضل الموسيقى القديمة والكلاسيكية والعود وهناك من يفضل الموسيقى الحديثة، كالهيب هوب والراب وغيرهم، الذوق السعودي متنوع ومختلف».


وأضاف: «الرغبة والحماس دفعاني للبحث عن الفن السعودي أكثر والبدء بمشروعي بإعداد وثائقي قصير، وفي البداية طبعا كنت متخوفا من هذه التجربة وكيف سيتلقفها المشاهد السعودي، ولكن عندما عرض الفيلم في مهرجان الأفلام السعودية، ردّة الفعل أثلجت صدري، كل من شاهد الفيلم أثنى عليه خصوصا أنّه يشبه أصحاب هذه الأرض، النقاد أجمعوا أن الفيلم يلمس المجتمع السعودي».
وعن مشاركته في مهرجان الشارقة السينمائي قال: «متحمس كثيرا لعرض الفيلم في مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب، خصوصا أن هذا هو العرض الدولي الأول للفيلم وهذا العرض بالنسبة لي مهم كثيرا، فهو ينقل قصة سعودية إلى مشاهدين غير سعوديين، أشعر بمسؤولية كبيرة وفخر أكبر».

أحد المشاهد من فيلم «لحن نغمة رقص» للمخرج محمد الدوسري


ماذا عن الدعم السعودي للفن؟
«برأيي محظوظ كل طالب إذاعة وتلفزيون في جامعات السعودية الآن فأمامه فرص كبيرة بأنّه يدرس في وقت تقدّم فيه السعودية فعاليات عديدة ومهمة عبر هيئة الأفلام السعودية، وأنا شخصيا أحرص على حضور كل الفعاليات التي تدعم المواهب الإبداعية، وهذا يحفزني أن أعمل أكثر وأن أقدم أكثر في المستقبل».


يذكر أنّ «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب»، بالإضافة إلى عرض الأفلام ينظم 34 ورشة عمل تعليمية وترفيهية، خلال فعاليات دورته التاسعة التي تستقبل الجمهور من 10-15 أكتوبر المقبل، في «مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات» بالشارقة، تحت شعار «فكر سينما».
وتستهدف ورش العمل كافة الفئات العمرية، أطفالاً وشباباً وكباراً، لإثراء مخيلة الجيل القادم من عشّاق السينما، ضمن سعي المهرجان إلى تمكين الجيل الناشئ من مختلف الفنون الإعلامية، وترسيخ الثقافة السينمائية في نفوسهم من خلال برنامج متكامل.


وتهدف ورش العمل التفاعلية التي يُقدمها خبراءٌ متخصصون بصناعة السينما إلى تعزيز روح الابتكار وإطلاق العنان لمخيلة الأطفال والشباب المشاركين لمساعدتهم على تنمية ملكات التفكير النقدي والإبداعي، واكتساب مجموعة متنوعة من المهارات اللازمة لصناعة تحفٍ فنيةٍ مرئيةٍ، وتمكينهم من استكشاف مختلف تقنيات الفنون الإعلامية واكتساب المعارف المتعلقة بكافة جوانب صناعة السينما.


ويستكشف المشاركون في الورش وصنّاع الأفلام الواعدين مهارات فن الرسوم المتحركة الغربية (الأنيميشن) واليابانية (الأنيمي)، وتقنيات تصوير الفيديو والمدونات المرئية (VLOG)، والمؤثرات الصوتية، ومرحلة ما بعد الإنتاج، ويتدربون على كتابة السيناريو والقصص، ومبادئ وضع ميزانيات الأفلام.

font change