القائمة القصيرة للبوكر 2023: حكايات القهر والاغتراب ومواجهة مشكلات العالم

بيئات محلية ذات أبعاد كونية

Freepik_WEB
Freepik_WEB
القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية)

القائمة القصيرة للبوكر 2023: حكايات القهر والاغتراب ومواجهة مشكلات العالم

أعلنت في الأول من مارس/آذار القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية)، بعد نحو شهرين من إعلان القائمة الطويلة التي احتوت على ست عشرة رواية عربية، وكانت لجنة الجائزة هذا العام قد انعقدت برئاسة الروائي المغربي محمد الأشعري، وعضوية كل من ريم بسيوني الروائية وأستاذة اللغويات في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وعزيزة الطائي الناقدة والروائية العمانية، وفضيلة الفاروق الروائية والباحثة الجزائرية، وتتز روك المترجم والأكاديمي السويدي.

وصلت إلى قائمة البوكر القصيرة من العراق رواية "حجر السعادة" لأزهر جرجيس، ومن عُمان "تغريبة القافر" لزهران القاسمي، ومن ليبيا "كونشيرتو إدواردو قورينو" لنجوى بن شتوان، ومن الجزائر "منا قيامة شتات الصحراء" للصديق حاج أحمد، ومن مصر "أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي، ومن السعودية "الأفق الأعلى" لفاطمة عبد الحميد.

تجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي تصل فيها روايات كل من نجوى بن شتوان وميرال الطحاوي إلى القائمة القصيرة، وأزهر جرجيس الى القائمة الطويلة، وهي المرة الأولى لكل من زهران القاسمي والصديق حاج أحمد وفاطمة عبد الحميد.

أول ما يلفت في اختيارات المحكمين لروايات هذه الدورة، تعبير كتّابها عن قضايا بلدانهم المحلية الشديدة الخصوصية، تلك القضايا التي تنطلق من بيئاتهم ومجتمعاتهم وتبقى معبرة عن أحلام وآمال وتحديات كل بلد. نلقي هنا نظرة على كلّ من هذه الروايات الست بشيءٍ من التفصيل.

"حجر السعادة" لأزهر جرجيس

تروي "حجر السعادة" حكاية الصبي كمال الذي يهرب من بيت أسرته صغيرا، ويتحوّل إلى واحد من "أطفال الشوارع" في بغداد، ويخوض رحلة شاقة وصعبة للنجاة بنفسه من كل ما يلاقيه في هذه الشوارع من مشكلات. يتماهى الطفل مع تلك الشوارع ويشعر بالانتماء إليها وتتقلب حاله بين "مولانا" الذي ظن فيه رجلا صالحا، فإذا به يستغل الأطفال، الى أن يتعرف إلى المصوّر الفوتوغرافي خليل الذي يتعلم منه فنون التصوير وتتحوّل حياته بعدها. رحلة شاقة وعسيرة تتضمن العديد من الأخطار والصعوبات، وتكشف عن وجهٍ قاسِ للمدينة التي تنتشر فيها الميليشيات والعصابات، ويسعى البسطاء جاهدين للعثور على حجرٍ واحد بسيط يعيد إليهم السعادة والأمن!

استطاع أزهر جرجيس بمهارة سردية، وبلغة تمزج بين الواقعية والكوميديا السوداء، أن يستعرض حياة المجتمع العراقي من خلال أبطال الرواية وشخصياتها على اختلافهم، وأن يرصد من خلالهم ما يشهده هذا المجتمع من أزمات وصراعات، وعلى الجانب الآخر أن يرسم حلما يبدو رومانسيا وشاعريا بكيفية الخلاص من هذين القهر والظلم عبر الحلم والأمل، الذي يضعه الشاب في ذلك الحجر الذي يحمله معه، ويمكنه من خلال التركيز عليه من أن ينسى همومه فيكون بمثابة حجر السعادة له!

"منا قيامة شتات الصحراء" للصادق حاج أحمد

على الرغم من ارتباط أدب الصحراء روائيا بأسماء ليبية مثل إبراهيم الكوني، إلا أن الصديق حاج أحمد يسعى الى كتابةٍ مغايرة وسردٍ مختلف في رواية الصحراء وينطلق فيه بقوة هذه المرة من الجزائر، عبر حكاية جماعة تضطرها ظروف الحياة الصعبة والجفاف الذي أصاب واديها إلى الهجرة والشتات إلى جنوب الجزائر ومنطقة تمنراست، ومنها إلى جنوب ليبيا، والمشاركة في حرب تشاد، ثم الأسر والخروج إلى شمال مالي بحثا عن أمل الحياة مرة أخرى.

أول ما يفاجئ في هذه الرواية هو معجمها اللغوي الشديد الفرادة والغرابة، إذ يبدو الكاتب فيها حريصا على أن تحمل اللغة طبيعة الحياة وخشونتها وجفافها كذلك، وهو ملمح إن كان يتماشى مع عالم الرواية، إلا أنه قد يبدو منفرا للقارئ الذي يتعرف إلى هذا المعجم وهذه المصطلحات للمرة الأولى:

"الروايات الفامايستية المتواترة بمخيمات إغاثة الحياة ونجدتها بالمناطق الحدودية الجزائرية، برج باجي مختار، تيمياوين، تين زاوتين، عين قزام، تفيد أن الشهور البعدية لموسم عام الجفاف، أو كما يطلق عليه في اللغة التارقية (أوتاي والباسن) قلت، تفيد تلك المرويات المتناقلة بشتات مخيمات جنوب الجزائر، أن أولئك الأقوام، نوموا شهورهم اللاحقة من محرقة الصحراء، بتلك التخوم الخميصة، المهم وبدون تحفظ يمكن الجزم أنها أحسن أيامهم العجاب بعد قيامة هذه القارعة".

يجد القارئ لدى تأمل هذه الفقرة كنموذج، صعوبة في طول الجملة والعديد من الكلمات والمفردات المجهولة، وهذه ظاهرة تستمر على طول الرواية، ويبررها الكاتب/ السارد برغبته في تمثل لغة الصحراء ومفرداتها وعالمها، كما يبرز عنده الحرص على توثيق ورصد عادات وتقاليد هذه القبائل الصحراوية التي تحمل إرثا ثقافيا ومعرفيا مختلفا، سواء من التوارق (هكذا يكتبها بالتاء) أو الحسانيين أو الكيدال، وغيرهم.

تحضر الصحراء هذه المرة لا بوصفها مكانا يمكن التأقلم معه أو العيش فيه، بل على نحوٍ آخر تبدو فيه طاردة قاسية وحشية، تسعى العائلات للفرار منها ومن قسوتها في رحلة ليست أقل قسوة، ولكن يحدوها الأمل أن تجد موطئا آخر أقل قسوة. هكذا نرتحل معها ونتعرّف أثناء رحلتها الى ما تلاقيه من صعاب ومشقة، وكيف تؤثر الخلافات السياسية والعرقية على مصائرها، كما تكشف استغلال أصحاب السلطة والنفوذ لهؤلاء البسطاء الذين يتورطون في حروبٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث تحضر حرب تشاد 1987 ومعسكرات التدريب التي ينخرط فيها أفراد هذه القبائل الذين يريدون أن يضمنوا لأنفسهم حياة كريمة في كل مكانٍ يرتحلون إليه.

يلفت في اختيارات المحكمين لروايات هذه الدورة تعبير كتّابها عن قضايا بلدانهم المحلية الشديدة الخصوصية، تلك القضايا التي تنطلق من بيئاتهم ومجتمعاتهم وتبقى معبرة عن أحلام وآمال وتحديات كل بلد

 "تغريبة القافر" لزهران القاسمي

 تظهر الصحراء مرة أخرى ومحاولات التغلب على الجفاف، في رواية زهران القاسمي، "تغريبة القافر"، التي  يأخذنا فيها إلى رحلة في مجاهل الصحراء للبحث عن قطرات الماء المخبوءة بين الصخور، تلك الرحلة التي لم تبدأ عند الولد سالم القافر، بطل الرواية، وإنما بدأت قبل ولادته مع أمه مريم التي سماها الناس "الغريقة"، في ذلك المشهد الأخاذ الذي يفتتح به هذا العالم ويجذب انتباه القارئ إلى وجود "غريقة"، وكيف يتجمع أهل البلدة للتعرف إلى هوية تلك المرأة، وكيف تتناسل الحكايات لنطتشف من خلال هؤلاء البسطاء عالم القرية ومن فيها، وكيف تقوم العلاقات بينهم وكيف تتكون.

نجد في "تغريبة القافر" أيضاذلك المعجم القروي الخاص، لكن القارئ سيكتشف أنه يقرأ اللهجة العمانية المحلية ويفهمها، على الرغم من غرابتها وربما بعدها عن الأسماع، وهنا تبرز قدرة الروائي المحترف على أن يجمع بين خصوصية اللغة وقدرته على إيصال المعنى من خلال السياق. يبدو ذلك جليا في حوارات أهل القرية التي جاءت كلها باللهجة المحلية، وكان ذلك ولا شك متسقا مع طبيعة الرواية وعالمها.

وإذا كانت علاقة القافر بالأرض والتربة والصخور على هذا النحو من الخصوصية، حتى أنه يسمع خرير الماء من داخلها، فلا شك في أن علاقته بالآخرين أيضا تحمل بعدا آخر، يتجلى في تلك الفتاة التي تشرق له من بين صفحات الصحراء، وإذا كانت الصحراء رمز القسوة والجفاف فإن للماء في هذه الرواية حضورا خاصا أيضا، فالناس يشعرون بالعطش بل ويعانون منه، وبطل الرواية القافر يدلهم عليه، بطريقة تبدو سحرية لكنها واقعية في الآن نفسه، ذلك الماء الذي تبدأ به الحياة وتنتهي. الغريب أن القرى تصاب بالجفاف وتضربها الرياح التي تهلك كل ما حولها، فيلجأ الناس إلى الجبال يحتمون بها من الكوارث والنوازل، ثم يعودون مرة أخرى بعد زوال الخطر، وينتظرون المياه التي تسقي أرضهم وتعيد إليهم الحياة من جديد، وكأنها دورة الحياة الطبيعية لا تتوقف، بل تستحضر في طريقة حكيها وسردها الإنسان الأول وعالمه بالفعل. لا وجود للتاريخ الراهن ولا تحديد للزمان، فهي حكايات متتالية وعالم نغرق جميعا في تفاصيله ونتفاعل مع شخوصه ونتأمل حياتهم وتصاريف القدر معهم.

"أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي

من مصر تأتينا رواية ميرال الطحاوي، التي تنقلنا إلى عالم المهجرين، وتأخذنا في رحلة مع نعم الخبّاز، المصرية عاملة النظافة التي تبدأ حياتها الصعبة بين البيوت ولا تلبث أن تهاجر إلى أرض تسمّيها الساردة "الشمس المشرقة" من دون أن تحدد مكانها، ولكن يفهم من السياق والتفاصيل أنها ذلك الجانب الآخر من أميركا (تحديدا أريزونا) الذي ربما لا يتحدث عنه الكثيرون، حيث المعاملة الصعبة والعنصرية على أشدها، وحيث تغيب الشمس المشرقة فلا يجدها الناس هناك، بل على العكس من ذلك يواجهون صعاب الحياة ومشقاتها كلها متمثلة في بلاد المهجر تلك، بعدما تركوا عالمهم وحياتهم في بلدانهم على اختلافها!

نحن إزاء رحلة أخرى إذن، تبتعد عن عالم الصحراء، وتنغمس في المدنية، لكنها تشاركها القسوة والصعوبة والتحديات بأشكال مختلفة، تتقاسم فيها نعم الخباز المأساة مع أحمد الوكيل على الرغم من اختلاف حكاية كل منهما. نتعرف أيضا على ميمي دونج، السمراء الجميلة التي تخوض حربا باردة مع نعم، رغم أنهما تتشاركان القهر نفسه والمعاملة الصعبة التي تتلقيانها من الآخرين، كما نتعرف على المصرية الأخرى نجوى التي تفتقر إلى الجمال لكنها تحاول تعويضه بالتفوق، وكيف تواجه هي الأخرى صعاب الحياة في مصر فتحملها على الرحيل إلى الجانب الآخر من العالم، وكيف تظل المشكلات تلاحقها أيضا. وهناك سليم النجار الذي يبدو مختلفا، ذلك المثقف صاحب الخيال الحر، الذي أصبح لاجئا في بلاده قبل أن يرحل إلى بلادٍ كان يحلم فيها بالحرية والتحقق، لكن أحلامه ترتطم بصخور الواقع القاسية. الى شخصيات أخرى كثيرة ومختلفة، وحكايات متعددة لأبطالٍ مقهورين تحملهم آلامهم وأحلامهم إلى تلك الأرض الجديدة الغريبة، فإذا بها تقصف تلك الأحلام، ولا يبقى لهم إلا أن يسعوا للحفاظ على حياة... أي حياة!

 تنتظم تيمات روايات البوكر هذا العام بين الصحراء والهجرة وقسوة الحياة سواء في الوطن أو في الاغتراب، والرحيل المستمر بحثا عن المأوى والسكن والأمان سواء على سطح الأرض أو في باطنها

"كونشيرتو قورينا إدواردو" لنجوى بن شتوان

إلى ليبيا تحملنا رواية نجوى بن شتوان، التي لا شك في أن القارئ سيتوقف أمام عنوانها الغريب، الذي لا يتكشف له إلا في نهاية الرواية، حيث نتعرف إلى عائلة ليبية يواجه أفرادها قرار تحوّل ليبيا إلى جمهورية "اشتراكية" على يد معمر القذافي في السبعينات، وما ترتب على ذلك من مصائر تلك العائلة الاريستوقراطية التي تحمل أصولا يونانية ويتم التعامل معها باعتبارها أقلية عرقية.

تأتي الرواية على لسان بطلتها ريم التي لا نتعرف إلى اسمها إلا في نهاية الرواية، وتعاني مشكلات في النطق، فتركن إلى التعبير عن نفسها بالكتابة، وتحكي عن نفسها وعن أختها، عن نشأتها وحكايات جدها وجدتها وتأثير التغيرات السياسية والاجتماعية عليهم، وكيف واجه جدها تأميم شركته واعتبر القذافي شخصا غير مسؤول منذ اللحظات الأولى، وكيف كان تعامل الأبناء مع تلك التغيرات والتحولات وصولا إلى ثورة 2011 التي أسقطت القذافي، وتحولت بعدها البلاد إلى الحرب الأهلية.

تاريخ طويل من الأزمات والصراعات والانكسارات ترصده نجوى بن شتوان، فلا تترك تقريبا حدثا سياسيا إلا وترصده وتكشف عن أثره على تلك العائلة، بدءا بخروج اليهود من ليبيا في الستينات وصولا إلى تنظيم "داعش" وما يقوم به من تشويه لتاريخ ليبيا، سواء بتهريب الآثار أو ممارسات القمع على العائلات المختلفة عنه، بل والتحولات التي تحدث حتى لأفراد العائلة التي ينتمي واحد منها إلى "داعش"، ويضطر بعضهم للهجرة إلى خارج البلاد، فيتشتت الشمل ويبقى من الصعب عليهم أن يعيشوا في بلادهم، حتى نصل إلى لقطة النهاية التي تفاجأ فيها الأسرة بوفاة ابنتها، وكأنها غدت رمزا لتلك البلاد التي تمارس قهر مواطنيهم حتى تنتهي حياتهم!

"الأفق الأعلى" لفاطمة عبد الحميد

بعيدا من عوالم الهجرة والصحراء، قريبا من الإنسان وهواجسه وأفكاره، تخوض بنا الروائية السعودية فاطمة عبد الحميد رحلة مختلفة، تتخذ فيها من الموت/ ملاك الموت راويا عليما لحكايات أبطال روايتها "الأفق الأعلى"، فنتعرف إلى سليمان الذي يكتشف الحب متأخرا بعد وفاة زوجته التي كانت تكبره بنحو عشرة أعوام، فيبدأ باستكشاف الحياة وما فيها من خلال جارته القريبة البعيدة، ونتعرف معه إلى أبنائه وحياتهم وحكاياتهم المتشابكة، وكيف يتداخل الموت في كل حكاية منها لينسج أسطورته الخاصة.

تدور أحداث الرواية بين حكاية سليمان واكتشافه المتأخر للحياة، وحكايات أبنائه الذين يرصدون تحولات والدهم، وبين سخرية الموت وتهكمه من كل ما يدور حوله باعتباره راوياً عليماً يلتقط بعض الشخصيات والحكايات التي ينهيها ويقضي عليها فجأة بحضوره.  

تبدو فكرة الرواية واعدة جدا، لا سيما في بدايتها حيث يستكشف القارئ ذلك العالم، والشخصيات والتحديات التي يتعرض لها الأبطال فيها، ولكن لا يلبث الأمر أن يصل إلى حد الثبات في منتصف الرواية، حيث تركز على عدد من القصص والحكايات التي تنتهي بأن يقضي ملاك الموت على الشخصيات، وتتخللها بعض العبارات والجمل التي تعبر عن موقف ملاك الموت ومهمته في الحياة، وتتجلى في السرد براعة الكاتبة في الاستخدام اللغوي المميز للتعبير عن الحالة والمواقف المختلفة بين أبطال الرواية، نقرأ على لسان ملاك الموت: "أُقرّ بأنّ فكرة القتل تُشعرني بالاشمئزاز، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالإعدام فأنا أكره أن أُجْلَب مغصوبا لأقابل شخصا لا يريدني ولا أريده. وفي تلك اللحظة، لحظة الإعدام وحدها، أتأثّر بخوف المحكومين، دون أن أبادلهم الإحساس صحيحٌ أنّني لستُ مكلّفا بإصلاح ما ينهار بعدي، فأنا في عجلةٍ من أمري دائما، لكنّ هذا لا يعني أنّني لا أندم من وقت إلى آخر، فقد مرّت عليّ أوقاتٌ، تمنّيتُ فيها لو كنت قادرا على إعادة ميتٍ إلى أهله، والتراجع عن الطريق الوعر الذي بدأته. فبعضهم يمحو الحياة بعده، ويترك خلفه ناسه وقد انشغلوا به كثيرا، وأفرغوا حياتهم من كلِ شيءٍ عداه".  

تنتظم اذا تيمات روايات البوكر هذا العام 2023 بين الصحراء والهجرة وقسوة الحياة سواء في الوطن أو في الاغتراب، والرحيل المستمر بحثا عن المأوى والسكن والأمان سواء على سطح الأرض أو في باطنها، إنها مشكلات الإنسان المؤرقة شرقا وغربا، يتساوى فيها من قهرته المدينة بوحشيتها وبرودها، أو من قهرته الصحراء بسخونتها وجفافها، فإذا هو يبحث طوال الوقت بين هذا وذاك عن عالم يتمكن فيه من مواصلة حياته وتجاوز صعوباتها بأي ثمن!

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يعلن الفائز بجائزة البوكر لهذا العام في حفل تنظمه إدارة الجائزة بالإمارات في الحادي والعشرين من مايو/أيار.  

font change

مقالات ذات صلة