من هو "ابن الموت" الذي تريد اسرائيل اغتياله؟

محمد ضيف قائد "القسام"... شخصية غامضة

Axel Rangel Garcia
Axel Rangel Garcia

من هو "ابن الموت" الذي تريد اسرائيل اغتياله؟

برز محمد الضيف قائد هيئة أركان "كتائب عز الدين القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، في السنوات الأخيرة، مع تكرار الاعتداءات والحروب الإسرائيلية على قطاع غزة الذي تنشط فيه "حماس" كأبرز الفصائل الفلسطينية.

وتصاعدت شعبية الضيف بين الفلسطينيين، خاصة بعد هتاف باسمه في مظاهرات في القدس ومن داخل المسجد الأقصى، قبل القصف الإسرائيلي عام 2021 على القطاع، فيها: "حط السيف قبال السيف، احنا رجال محمد ضيف".

وأعلن القائد العام لـ "كتائب القسام"، في كلمة مسجلة، عن إنطلاق معركة "طوفان الأقصى"، فجر السبت، 7 أكتوبر 2023، بعد إطلاق مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، والذي تزامن مع اقتحام عشرات من عناصر "كتائب القسام" للحدود الشرقية، وصولاً إلى المستوطنات المحاذية للقطاع.

والضيف، من أبرز المطلوبين الفلسطينيين لإسرائيل، منذ سنوات، حيث عُرف بتهديداته وتنفيذها إن لم تتراجع قوات اسرائيل عن ارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرار التوسع الاستيطاني، واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بالقدس.

ونجا القائد العام لـ "كتائب القسام"، الذي تتهمه اسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات العسكرية النوعية ضد أهداف في الداخل الإسرائيلي، من عدة محاولات اغتيال، آخرها خلال قصف غزة عام 2014.

الضيف، من أبرز المطلوبين الفلسطينيين لإسرائيل، منذ سنوات، حيث عُرف بتهديداته وتنفيذها

وتعتبر شخصية الضيف، من الشخصيات العسكرية المجهولة للرأي العام، فهو لا يظهر على وسائل الإعلام، أو بين الجماهير، ويقتصر ظهوره على تسجيلات صوتية مسجلة، أو تصريحات مكتوبة، تنشرها وسائل إعلام حركة "حماس".
ويقال أنّ من عُرف بشهرته "محمد الضيف"، هو الفلسطيني محمد دياب إبراهيم المصري وولد عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة في الداخل المحتل عام 1948، واستقرت أسرته في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة بعد أن تنقلت في عدة مخيمات داخل القطاع.
عانت عائلته من الفقر المدقع، الأمر الذي أجبره على العمل مبكرا ليساعد والده في إعالة أسرته، وليدرس فيما بعد العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث برز  كناشط في العمل الدعوي والطلابي خلال دراسته الجامعية.
طغى على الضيف، خلال فترة دراسته الجامعية التشبع بالفكر الإسلامي، لينضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، ومن ثم التحق بحركة "حماس"، واعتُبر من أبرز  أبنائها الناشطين في العمل الميداني خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي.
اعتُقل لدى إسرائيل في العام 1989، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، أو ما عُرف بـ "انتفاضة الحجارة"، والتي انطلقت عام 1987، حيث قضى 16 شهرًا في السجون الإسرائيلية بتهمة "العمل في جهاز حماس العسكري"، ولكن دون محاكمة.
انتقل فيما بعد إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام"، وعمل على تأسيس فرع لـ "كتائب القسام" هناك، بعدما ظهرت الكتائب في غزة وبرزت أعمالها ضد الأهداف الإسرائيلية، وبرز اسمه في قيادة "القسام" بعد اغتيال القائد الميداني عماد عقل عام 1993، حيث تسلم مسؤولية الجهاز العسكري للحركة.
ويعتقد أنه يُلقب بـ "الضيف" نظرًا لأنه حل ضيفًا على بيوت أهالي الضفة، أو ربما لأنه كثير التنقل ولا يستقر في مكان محدد لفترة طويلة.
تفيد المعلومات المتوفرة حول عمل الضيف، أنه أشرف على عمليات عدة، منها أسر جندي إسرائيلي في بداية تسعينيات القرن الماضي. وعقب اغتيال أبرز رموز القادة العسكريين يحيى عياش عام 1996، خطط لسلسلة من العمليات انتقاما لاغتيال رفيق دربه.

عانت عائلة الضيف من الفقر المدقع، الأمر الذي أجبره على العمل مبكرا ليساعد والده في إعالة أسرته، وليدرس فيما بعد العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث برز كناشط في العمل الدعوي والطلابي خلال دراسته الجامعية

عملت أجهزة المخابرات الإسرائيلية وعلى مدار السنوات الماضية، على تتبعه ومحاولة رصده واغتياله، نظرا لأهمية دوره وعمله في مقاومة الاحتلال، ما دفعه للتعامل بحيطة ويقظة، والتعامل مع دائرة ضيقة ومقربة، هي وحدها تعلم بمكان تواجده.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الضيف، لا يستخدم الهواتف المحمولة، أو أي من الأجهزة التكنولوجية الحديثة، تجنبًا لأي عملية تتبع إسرائيلية، لكن ذلك لم يجعله بعيدا عن أعين ومتابعة أجهزة المخابرات والشاباك الإسرائيلي.
تعرض القائد العام لـ "القسام"، لخمس محاولات اغتيال إسرائيلية، كان أولها عام 2001 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي انطلقت قبل محاولة اغتياله بعام واحد. تبعتها محاولات أخرى في الأعوام 2002، 2003، 2006، وآخرها في العام 2014 خلال قصف غزة، والذي استمر 51 يوما.
وفي محاولة الاغتيال الأخيرة، وبعد استهداف منزل في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بـ 4 صواريخ حربية إسرائيلية، قتل 18 فلسطينيا، من بينهم زوجته وطفله الرضيع، فيما نجا هو. وفي إصابة مباشرة خلال أحدى المحاولات الفاشلة، أصيب بالشلل، ما جعله مقعدًا على كرسي متحرك بحسب ما تقول بعض وسائل إعلام "حماس".
أما إسرائيل ووسائل إعلامها، والتي تسميه بـ "ابن الموت" أو "رأس الأفعى"، فقد اعترفت سابقا أنّ الغموض يحيط بشخصيته، وذلك يعود لحرصه الشديد عن الابتعاد عن الأنظار، كما اعترفت بفشلها الاستخباراتي عدة مرات، كما أنها لا تمتلك له سوى صورة قديمة لا تستطيع التعرف من خلالها على شخصيته اليوم.

font change

مقالات ذات صلة