"اليوم التالي" في غزة سبيلا لمزيد من الاضطرابات؟

فكرة "السلطة الفلسطينية الجديدة" قيد الدراسة

AFP
AFP
فلسطينيون يتفقدون انقاض مبني في اعقاب القصف الاسرائيلي على خانيونس في 21 ديسمبر

"اليوم التالي" في غزة سبيلا لمزيد من الاضطرابات؟

بعد شهرين من الحرب، قامت إسرائيل، أخيرا، بتشكيل مجموعة للتخطيط لما سمته "اليوم التالي" في غزة، في إشارة إلى الفترة التي ستلي الحرب المدمرة هناك. وأثار هذا التأخير قلق حلفاء إسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة؛ حيث تمارس إدارة الرئيس جو بايدن التي نفد صبرها ضغطا على إسرائيل من أجل اتخاذ موقف استباقي بشأن مستقبل غزة والقضية الإسرائيلية الفلسطينية الأوسع. بل إن مماطلة الزعماء السياسيين الإسرائيليين أحبطت أيضا بعض كبار الضباط داخل الجيش الإسرائيلي، الذين يتساءلون كيف يمكنهم تشكيل ساحة المعركة دون خطة واضحة لما سيأتي بعد ذلك؛ ففي نهاية المطاف، لن يأتي "اليوم التالي" إلا نتيجة لـ"اليوم السابق"، أي الحرب الحالية في غزة.

فريق اليوم التالي

وقبل بضعة أيام فقط، اتخذت إسرائيل أخيرا هذه الخطوة، تحت وطأة تجدد الضغوط الأميركية، بما في ذلك زيارة مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، فيل غوردن، ومع اقتراب المرحلة "عالية الحدة" لحرب غزة من نهايتها. وضع فريق "اليوم التالي" برئاسة كل من مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، والوزير رون ديرمر، وعضوية أشخاص آخرين في أجهزة الأمن الإسرائيلية. ولكن، لا يملك أي من الأفراد سلطة حقيقية لتقرير أي شيء. بعبارة أخرى، في حين أن هذه الخطوة تشكل جهدا حقيقيا للتفكير في المستقبل، إلا أنها من الممكن أيضا أن تتحول بسهولة إلى لجنة منسية ستُرمى استنتاجاتها في سلة المهملات.

إن المهمة شاقة حقا، ولا ريب في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يتباطأ لسبب مهم، ذلك أن أي سيناريو لما بعد الحرب يجب أن يتضمن بعض التنازلات للفلسطينيين. ومن المؤكد أن هذه التنازلات ستؤدي إلى تقويض "ائتلاف بيبي" اليميني المتطرف. ونتيجة لذلك، كان نتنياهو يفعل ما يتقنه: تأجيل الأمور إلى المستقبل، والتركيز على المصالح الأمنية الضيقة.

Reuters
الدخان يتصاعد من مبان دمرها القصف الاسرائيلي في جنوب قطاع غزة في 21 ديسمبر

حتى الآن، وضع نتنياهو شرطا مسبقا لأي سيناريو يتعلق بـ"اليوم التالي"، وتجلى ذلك في خطاب ألقاه في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، حين حذر من أن إسرائيل ستحتفظ في المستقبل بـ"المسؤولية الأمنية الشاملة" في غزة "لفترة غير محددة". وقد أسيء تفسير تلك العبارة باعتبارها تعني أن إسرائيل ستعيد احتلال غزة وتبقى فيها إلى أجل غير مسمى.

لكن ما يدور في خَلد نتنياهو مختلف قليلا؛ إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يشير إلى مفهوم مستمد من اتفاقات أوسلو، التي تعترف، في محاولة لتخفيف المخاوف الإسرائيلية، بمنح إسرائيل "المسؤولية عن الأمن العام للإسرائيليين" في جميع أنحاء الضفة الغربية. واستنادا إلى هذا المفهوم السابق، تعمل إسرائيل بشكل منتظم في جميع أنحاء الضفة الغربية، وتنفذ غارات في جميع مناطقها. ولكي نكون واضحين، لم تكن هذه روح الاتفاقات بالفعل، ولكنها غدت أمرا واقعا. وما يريده نتنياهو هو الاحتفاظ بإمكانية دخول إسرائيل إلى غزة وتشغيلها من خلال غارات مماثلة.

وهذا هو السبب وراء الحد الأدنى من انخراط الحكومة الإسرائيلية في الجوانب غير الأمنية للتخطيط لمرحلة ما بعد الصراع في غزة، إذ ينصب اهتمام الحكومة حصريا على الحفاظ على "المسؤولية الأمنية"، في حين تتجنب، كما قال وزير الدفاع غانتس، أي انخراط في "المسؤولية المدنية" داخل غزة، التي تفترض قيامها بمهام مثل إعادة البناء وتوفير الخدمات الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني في المنطقة، وهي مسؤوليات لا ترغب إسرائيل في القيام بها.

غالبا ما تلخص النهج المتبع تحت زعامة نتنياهو في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره "مصدر إزعاج أمني"، وهو موقف تنبغي إدارته وليس إيجاد حل له

وليس هذا النهج بالأمر الجديد على سياسة نتنياهو، إذ غالبا ما تلخص النهج المتبع تحت زعامته في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره "مصدر إزعاج أمني"، وهو موقف تنبغي إدارته وليس إيجاد حل له. سوى أن استمرار نتنياهو في تمسكه بهذا المنظور، حتى بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، يثير القلق. وهو ما يتماشى مع نمطه التاريخي المتمثل في تجنب اقتراح أي حل سياسي للصراع.

سوى أن هذه المرة ليست كسابقاتها، ولن تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تتجاهل هذه القضية، لأن الضغط الدولي مرتفع للغاية. ويدرك شريك إسرائيل الرئيس، الولايات المتحدة، أن "النصف المدني" من معادلة غزة لا يقل أهمية (إن لم يزدْ) عن المصالح الأمنية الضيقة التي يحاول نتنياهو تعزيزها. والمؤكد الآن أنه لن يتم حل أحد طرفي المعادلة دون حل الآخر.

ونتيجة لذلك، يقوم الفريق في واشنطن بصياغة خطط لفترة انتقالية تهدف إلى إنشاء هيكل حكم أكثر استقرارا في غزة. وتتضمن هذه المرحلة، التي من المحتمل أن تمتد لمدة عامين، إنشاء هيئة إدارية جديدة. أحد المتطلبات الحاسمة للولايات المتحدة هي إدراج عنصر فلسطيني في قلب هذا الكيان، ولكن دمج مكون فلسطيني لن يؤدي إلى تبسيط العملية؛ فأي حكومة تنشأ نتيجة لعملية إسرائيلية من المرجح أن ينظر إليها معظم الفلسطينيين على أنها غير شرعية. ومع ذلك، فإن غياب المشاركة الفلسطينية لن يؤدي إلا إلى تقليص احتمالات النجاح بشكل أكبر.

ولكن، سرعان ما واجهت واشنطن مشكلة كبرى، إذ لم يكن هناك الكثير من الكيانات الفلسطينية القادرة على حكم غزة، إن كانت موجودة أصلا. لذلك، دفعت واشنطن بالسلطة الفلسطينية إلى الواجهة، ليس بوصفها خيارا مثاليا، وإنما كخيار افتراضي. ففي النهاية، ما زالت السلطة الفلسطينية تتمتع ببعض الحضور في غزة، من خلال عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين الذين ما زالوا، من الناحية النظرية، على جدول رواتبها، حتى ولو لم يكونوا جزءا من حكومة "حماس"؛ فالسلطة الفلسطينية هي آخر سلطة حكمت غزة قبل تولي "حماس" للسلطة فيها.

AFP
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عند وصوله الى مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية في 17 نوفمبر

وتدرك واشنطن جيدا الحدود الكبيرة التي تعوق عمل السلطة الفلسطينية، فهي بالكاد قادرة على السيطرة على أراضيها في الضفة الغربية؛ إذ يعاني الرئيس محمود عباس من نقص كبير في شعبيته، كما ينظر معظم الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية باعتبارها امتدادا فاسدا للاحتلال الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تزيد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة في أعقاب التوغل البري الإسرائيلي من هشاشتها، من خلال استنزاف مواردها وكوادرها، وستعزز أيضا من فقدانها للشرعية. ولن تؤدي عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة إلى فشل كبير في تحقيق الاستقرار داخل القطاع الفلسطيني فحسب، بل ستؤدي أيضا إلى انهيار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

السلطة الفلسطينية "المتجددة"

واستنادا إلى إدراكها لعجز السلطة الفلسطينية، في تشكيلها الحالي، على تحمل المسؤولية في غزة بسهولة، قدمت واشنطن اقتراحا جديدا يتمثل في "سلطة فلسطينية متجددة". وظهر هذا المفهوم بانتظام في تصريحات المسؤولين الأميركيين، رغم أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانوا هم أنفسهم يعرفون ما الذي يتحدثون عنه.

استبدال الرئيس محمود عباس بشخصية أكثر شعبية من شأنه أن يمنح السلطة منظورا جديدا وشرعية أقوى

ومع ذلك، فإن فكرة "السلطة الفلسطينية الجديدة" قيد الدراسة، وهذا بحد ذاته ليس خبرا سيئا. فالحالة المؤسفة التي تعيشها السلطة الفلسطينية هي نتيجة لعقود طويلة من الإهمال في التعامل مع الصراع، وتفشي الفساد والمحسوبية، فضلا عن الجهود التي تبذلها إسرائيل، خاصة في عهد نتنياهو، لتهميش السلطة الفلسطينية. وتعد هذه الحالة أحد العوامل العديدة التي أدت إلى الجمود الحالي في الجهود المبذولة لحل الصراع.
وضمن إطار تلك المناقشات، يدرس بعض الدبلوماسيين بهدوء ما إذا كانت هناك حاجة لتغيير القيادة على رأس السلطة الفلسطينية؛ إذ إن استبدال الرئيس محمود عباس بشخصية أكثر شعبية من شأنه أن يمنح السلطة منظورا جديدا وشرعية أقوى. ولكن، من الممكن أن يؤدي اتخاذ مثل هذه الخطوة إلى فتح صندوق باندورا وتفاقم الصراع الموجود على السلطة والذي حرض الخلفاء المحتملين لعباس، الذين يعملون خلف الكواليس. ورغم عدم وجود شيء مؤكد حتى الآن، إلا أن واشنطن قد تشعر بأن هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات تدريجية أكثر نحو "تجديد" السلطة الفلسطينية.


منافسو عباس يرون في الأزمة فرصة


لا تعتبر واشنطن الجهة الفاعلة الوحيدة التي تستشعر وجود فرصة لتعزيز التغيير على الساحة الفلسطينية؛ إذ يتطلع معارضو عباس أيضا إلى العودة. وكان اسم محمد دحلان من بين الأسماء التي ترددت بهدوء في الآونة الأخيرة. ويعتبر دحلان، الذي شغل منصب رئيس الأمن في غزة قبل سيطرة "حماس" على السلطة، أحد أعداء عباس اللدودين. وكثيرا ما وُصف دحلان، الذي يعيش في المنفى في الإمارات العربية المتحدة، بأنه شخص انتهازي ومتورط في صفقات مشبوهة. وما زال دحلان يحتفظ بثقة شخصيات نافذة في دول الخليج. ويُنظر إليه أيضا على أنه شخصية برغماتية يمكن أن تقبلها إسرائيل.

لا تعتبر واشنطن الجهة الفاعلة الوحيدة التي تستشعر وجود فرصة لتعزيز التغيير على الساحة الفلسطينية؛ إذ يتطلع معارضو عباس أيضا إلى العودة

وأجرى محمد دحلان، الذي يتميز عادة بالحذر، مقابلتين مع وسائل إعلام غربية بارزة، في إشارة واضحة إلى إدراكه للفرصة المتاحة له. وعلى الرغم من أنه لا يحظى بشعبية بين الفلسطينيين، إلا أنه تمكن من الحفاظ على علاقات قوية في غزة، وتمكن أيضا من إصلاح العلاقات مع "حماس". وكجزء من اتفاقه مع "حماس"، تمكنت الشخصيات "الدحلانية" المولودة في غزة من العودة بسلاسة إلى القطاع الفلسطيني. ويمكن لهذه الشخصيات أن تساهم لاحقا في تشكيل إحدى طبقات السلطة الانتقالية.
ومع ذلك، يدرك دحلان أنه لن يكون قادرا على العودة إلى غزة في السنوات المقبلة إلا إذا استطاع القيام بالمزيد من المناورت، واستمالة الدعم من الجهات الفلسطينية الأخرى. وحافظ دحلان على اتصاله بالفصائل الفلسطينية الأخرى، حيث شهدت قطر قبل بضعة أسابيع اجتماعا نادرا، التقى من خلاله سمير المشهراوي، أحد الشخصيات المقربة من دحلان والمولود في رفح، بالكثير من الشخصيات الفلسطينية المتنافسة.
وكان ناصر القدوة، ابن شقيق ياسر عرفات، وهو معارض آخر لمحمود عباس، كان أحد الشخصيات التي قابلها سمير المشهراوي في قطر. وأثار القدوة (الذي أجرى مؤخرا مقابلة حصرية مع "المجلة") ضجة كبيرة عندما نافس من خلال إدارته لقائمة ثانية لـ"فتح" خلال الانتخابات الفلسطينية التي ألغيت عام 2021. وعلى الرغم من أن هذه الانتخابات لم تجر أبدا، إلا أن القدوة نجح في تأمين دعم أحد أكثر القادة الفلسطينيين الأحياء شعبية، ألا وهو مروان البرغوثي. 

Reuters
المسؤول الفلسطيني السابق محمد دحلان في صورة تعود الى 5 يوليو 2005 في رام الله


ويقبع البرغوثي، زعيم حركة "فتح"- الذي توقع له الجميع دائما الفوز في أي انتخابات تتم بشكل نزيه وحر- في السجون الإسرائيلية بسبب مشاركته في هجمات ضد الإسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية. وتنتشر شائعات تشير إلى أن "حماس" تسعى لإطلاق سراحه كجزء من صفقة مستقبلية مع إسرائيل.
ولم يكن الزعيمان الفلسطينيان الآخران في الغرفة سوى إسماعيل هنية، زعيم حركة "حماس"، وخالد مشعل، القائد السابق لـ"حماس". وربما يشير اللقاء إلى وجود جهود خلف الكواليس تسعى لسد الفجوة بين مختلف الفصائل الفلسطينية المتنافسة. وستساعد هذه المحادثات الجارية بين الفصائل المختلفة و"حماس"، إضافة إلى تأكيد السلطة الفلسطينية ودحلان ضرورة وجود دور لـ"حماس" في مستقبل غزة، في تعزيز موقف بنيامين نتنياهو بالتأكيد، وهو الموقف الداعي إلى منع عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.


خطة بيبي لـ"اليوم التالي"


يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا في "اليوم التالي"، ولكنه يفكر فيه من منطلق مصالحه الشخصية وليس فيما يتعلق بغزة. ولديه خطة لذلك بكل تأكيد؛ إذ تشترك كل هذه المبادرات في شيء واحد: فهي تتطلب جميعها أن تعيد إسرائيل التزامها بحل الدولتين والعودة إلى مفاوضات السلام. كما أكد جميع محاوري إسرائيل، سواء في الغرب أو في المنطقة، أن الجمود الحالي الذي تمر به عملية السلام لا يمكن أن يستمر.

عُرف عن نتنياهو دائما استغلاله للمخاوف الإسرائيلية عندما يكون على مفترق طرق. وهو يعلم أن وجهات النظر التبسيطية غالبا ما تشكل حججا سياسية قوية

ويعتبر نتنياهو أن هذه فرصته للعودة بقوة؛ فهو يتعمّد دائما تقديم نفسه على أنه الزعيم الإسرائيلي الوحيد القادر على إحباط إقامة دولة فلسطينية. وها هو اليوم، بعد عقود من تشويهه لاتفاقات أوسلو، يقود حملة جديدة ضد إقامة الدولة الفلسطينية؛ إذ انتهت بالنسبة له تلك الأيام التي كان يدعي فيها الدفاع عن حل الدولتين بينما كان في الواقع يعمل ضده؛ حيث أعلن نتنياهو بكل وضوح أنه لن يسمح أبدا بإقامة دولة فلسطينية في ظل حكمه. كما روج بكل فخر لسجله في منع إقامة دولة فلسطينية وحذر من أنه لن يسمح لإسرائيل أبدا بـ"العودة إلى الخطأ الذي تمثل في توقيع اتفاقات أوسلو".
وهذا التحول الاستراتيجي في موقف نتنياهو ليس صدفة؛ إذ إنه يدرك أن الضغوط ستكون كبيرة في اليوم التالي للحرب من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. كما أنه يدرك أيضا أن الإسرائيليين، بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبحوا أكثر تخوفا من إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل. حيث تعتبر بعض فئات الجمهور الإسرائيلي العقود الماضية في غزة قصة تحذيرية. ومن وجهة نظرهم، أدى انسحاب إسرائيل من القطاع الفلسطيني إلى صعود حركة "حماس"، التي نفذت في نهاية المطاف أسوأ الهجمات الإرهابية التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق. وهذه بالطبع نظرة تبسيطية لتاريخ غزة الحديث. ولكن، عُرف عن نتنياهو دائما استغلاله للمخاوف الإسرائيلية عندما يكون على مفترق طرق. وهو يعلم أن وجهات النظر التبسيطية غالبا ما تشكل حججا سياسية قوية.

font change

مقالات ذات صلة