كيف تعاملت صحافة طهران مع تفجيرات ذكرى قاسم سليماني؟

"داعش" أعلن المسؤولية... ووسائل اعلام إيرانية ركزت على تل أبيب

AFP
AFP
صورة قاسم سليماني في مراسم ذكرى اغتياله قبيل الانفجار في كرمان

كيف تعاملت صحافة طهران مع تفجيرات ذكرى قاسم سليماني؟

لندن - بعدما أنهت السلطات الايرانية، استعداداتها لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الايرانية، بضربة أميركية في العراق عام 2020، وتدفق الآلاف من أنصار النظام لإحياء ذكرى مقتله، وقع انفجاران قرب قبر قاسم سليماني في مدينة كرمان يوم 3 يناير/كانون الثاني 2024 وخلفا وراءهما أكثر من مئة قتيل وعددا كبيرا من الإصابات.

وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجير، وقال في بيان إن انتحاريا فجّر سترته الناسفة وسط الحشد الكبير.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين إيرانيين أن الهجومين "كانا إرهابيين"، واتهم عدد كبير منهم "العدو" بالوقوف وراء الهجومين، متوعدين بـ"صفعة قوية لمرتكبي انفجارات كرمان".

وقال "المرشد" علي خامنئي، تعليقا على هذه الهجمات، إن "أعداء الشعب الإيراني المجرمين والأشرار ارتكبوا كارثة أخرى، وقتلوا عددا كبيرا من الشعب في كرمان. أعلن الشعب الإيراني الحداد... ليعلم الأعداء أنهم منذ الآن في مرمى الرد العادل وأن مسببي هذه الكارثة سيتلقون ردا قاسيا".

وألقى كثير من الكتاب والصحفيين باللائمة على إسرائيل، واتهموها بأن أجهزة استخباراتها هي التي تقف وراء العمل الإرهابي، وإن أعلن "داعش" مسؤوليته.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحیفة "جوان" المقربة من "الحرس" ردود بعض النشطاء الإعلاميين والشخصيات المحسوبة على النظام حول الانفجارين في كرمان، منهم محمد إيماني أحد كتاب صحيفة "كيهان" الذي قال على قناته في موقع "تليغرام": "إن الكيان الصهيوني (اسرائيل) قتل أكثر من 22 ألف مدني في غزة. لا أحد في العالم يعتبر أن هذا الكيان انتصر أو حقق إنجازات ميدانية... لا يعتبر ارتكاب الجرائم والاغتيالات إنجازا بل من أسباب اليأس. لن يكسب المجرمون المعركة إلا عندما يتمكنون من بث الخلافات واليأس في الطرف المقابل... لذلك هذه فرصة للاتحاد والانسجام الوطني وليست الظروف مناسبة لتوجيه الاتهامات بشأن وقوع أي إهمال أو تقصير... نحن في خضم حرب كبيرة لم تبدأ الآن أو حتى قبل أشهر بل بدأت منذ عقود ضد شعبنا والمنطقة... غير أن الفارق الأساسي أن العدو كان سابقا يفعل ما يشاء ولكنه اليوم يتلقى ضربات مؤلمة وعميقة... لا يمكن أن نكون منفعلين أمام عدو جريح في الصميم... الحل هو توسيع دائرة الضربات المؤلمة لمصالح الكيان الصهيوني الاستراتيجية".

الهجوم الإرهابي في كرمان واغتيال الشهيد صالح العاروري والشهيد رضي موسوي ليس إلا مؤشرا على عجز العدو في حرب غزة

صحيفة "جوان"

أما علي رضا تقوي نيا، الناشط الإعلامي، فقال في تغريدة بهذا الشأن: "تعتبر إسرائيل أن إيران هي السبب الرئيس لكل إخفاقاتها في البحر الأحمر وغزة ولبنان، وأنها بدأت تنفيذ خطتها لزعزعة الأمن في إيران. وتشير الانفجارات في كرمان إلى أصابع صهيونية خلفها".

ورأى طحان نظيف المتحدث باسم "مجلس صيانة الدستور" أن "الإرهابيين الجبناء يخشون حتى من زوار مقبرة الحاج قاسم (سليماني) وانتقموا من الأبرياء بسبب الضربات الموجعة التي وجهها ذلك الجنرال الشجاع إلى المجرمين المستكبرين... نحن على يقين أن المجرمين سيغرقون في دماء شهداء (الانفجار في) كرمان". 

AP
مشاركون في ذكرى اغتيال قاسم سليماني يفرون من مكان الانفجار في كرمان في 3 يناير

وقال علي رضا زادبر الإعلامي في التلفزيون الحكومي الإيراني في تغريدة له: "إنهم ينتقمون من خلال الاغتيالات الجبانة والعمياء من الأبرياء بسبب فشلهم في ساحة الحرب. هذا الخوف والانتقام من الأبرياء ليس انتصارا". 

وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "جوان" الذي نقل عن عبد الرحيم أنصاري الناشط الإعلامي على قناته في "تليغرام" مقالا بعنوان: "لماذا بدأت الاغتيالات؟". يقول الكاتب: "إن الهجوم الإرهابي في كرمان واغتيال صالح العاروري (في بيروت) والشهيد رضي موسوي (قرب دمشق) ليس إلا مؤشرا على عجز العدو في حرب غزة. إنهم لم يعودوا قادرين على إدارة الحرب والوصول إلى أهدافهم المزعومة في الميدان. إن التطورات الأخيرة خير دليل على هذا الكلام.. إنهم خائفون للغاية إلى درجة عدم تبنيهم مسؤولية جرائمهم... إسرائيل لم تعد قادرة على فعل أي شيء في الوقت الراهن إلا الاغتيالات وهي تتمنى بشدة بأن تجبر إيران على مواجهة مباشرة وحرب مع الولايات المتحدة! تحاول إسرائيل منذ سنوات عديدة جر إيران إلى حرب مع الولايات المتحدة ولكن الولايات المتحدة تتجنب ذلك... يعتقد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أن دخول الولايات المتحدة في الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمثل أمل إسرائيل الوحيد في البقاء. لكن الولايات المتحدة تدرك أن الحرب مع إيران ليست مزحة وستكون مختلفة عن كل الحروب الأميركية السابقة! وأن المواجهة المباشرة مع الجمهورية الإسلامية ستمهد الطريق لاستقواء دول أخرى على غرار الصين وروسيا وكوريا الشمالية إضافة إلى أن أميركا ستتلقى ضربات غير قابلة للتعويض. كما أن الأميركيين لديهم طريقة تفكير مختلفة عن نتنياهو وخاصة الديمقراطيين الذين ليسوا على علاقة وثيقة مع نتنياهو ولا يرغبون في أن يجرهم إلى المستنقع.. عندما أدركت الولايات المتحدة أنها لا تنجح في كسر المقاومة في الميدان لجأت مرة أخرى إلى الملف النووي وبدأت الحديث عن قرارات أممية... لكن الحقيقة هي أن هذه الإجراءات لم تعد مجدية ولا تحل مشاكل إسرائيل. أميركا لم تعد تستطيع مساعدة إسرائيل وفي النهاية لا طريق أمامهم إلا الإقرار بالهزيمة في غزة".  

ونشر الموقع الإلكتروني لإذاعة "صوت أميركا" الناطقة بالفارسية يوم 3 يناير/كانون الثاني في تقرير له بعض ردود فعل الشخصيات المنتقدة والمعارضة للنظام حول انفجارات كرمان. وقال التقرير إنه في الوقت الذي اتهم فيه المسؤولون الإيرانيون أعداء النظام بالوقوف وراء الهجمات "فإن كثيرا من رواد الشبكات الاجتماعية لا يوافقون هذا الرأي ويعتقد بعض المراقبين أنه من المحتمل أن تكون الجمهورية الإسلامية هي التي تقف وراء هذه الانفجارات".

موقع "دبلوماسي إيراني": "فيلق القدس يعتبر الجبهة المتقدمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام العدو في الحرب الهجينة وغير المتقارنة التي تشمل مجموعة من الحروب"

وأضاف التقرير: "أدان رئيس منظمة حقوق الإنسان الإيرانية محمود أميري مقدم هذه الهجمات، وقال إن الشعب الإيراني أصبح مرة أخرى ضحية لهذا النظام الفاشل والفاسد وإن قواته التي يدعي النظام أنها توفر الأمن، تركت أمن المواطنين جانبا وحشدت كل إمكانياتها من أجل قمعهم لأسباب على غرار عدم الالتزام بالحجاب والرأي المعارض.

وحذر أميري مقدم من ارتفاع نسبة الإعدام والقمع قائلا نعرب عن قلقنا من أن يتخذ النظام هذه الهجمات الإرهابية كالعادة ذريعة لتنفيذ المزيد من عمليات الإعدام وقمع المواطنين بشكل أكبر. وتعتقد لادن بازركان الناشطة المعارضة أن الهجمات الإسرائيلية خلال الأعوام الأربعين الماضية في إيران كانت دقيقة وموجهة لقتل الشخصيات الرئيسة في أركان النظام... ويرى كامران بهزادي الناشط السياسي أن الجمهورية الإسلامية تقف وراء هجمات كرمان.. لقد أسقطوا الطائرة الأوكرانية وانتقموا بسبب مقتل قاسم سليماني وها هم الآن يقتلون أنصارهم في كرمان وينتقمون بسبب اغتيال رضي (موسوي)".
وقال بهزاد مهراني محلل الشؤون الإيرانية إن قاسم سليماني "قاتل" وإنه "يرتكب الجرائم حيا كان أم ميتا ولم يجلب شيئا للشعب الإيراني غير البؤس". وأشار مهراني إلى جزء من سجل الجمهورية الإسلامية في قتل مواطنيها، مضيفا: "من قتلوا الأبرياء في كرمان هم الذين أحرقوا صالة سينما ريكس في (عبادان) ونفذوا الانفجار في ضريح الإمام الثامن للشيعة... وقتلوا 1500 شخص خلال يومين ولم يتبنوا مسؤولية أي من جرائمهم". 

أ ف ب
حشود جول عربتي اسعاف وشرطة بعد دقائق من الانفجار في كرمان

كما أن كثيرا من رواد الشبكات الاجتماعية أشاروا إلى أن "دعاية النظام حول الأمن في إيران جوفاء"، متسائلين: "هل يتوفر الأمن لنا"؟ متهمين المسؤولين الإيرانيين  ومن بينهم وزير الداخلية وسائر الأجهزة المعنية بـ"عدم الجدارة والكفاءة، حيث يتم استغلال الشعارات حول أمن البلاد بهدف تحقيق مكاسب سياسية".
ونشر موقع "دبلوماسي إيراني" (الدبلوماسية الإيرانية) مقالا بقلم سيد محمد حسيني بعنوان: "الجنرال الشهيد السليماني جنرال السلام" في 3 يناير/كانون الثاني، جاء فيه: "فيلق القدس بقيادة الشهيد سليماني تمكن من جلب السلام لإيران. إن فيلق القدس يعتبر الجبهة المتقدمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام العدو في الحرب الهجينة وغير المتقارنة التي تشمل مجموعة من الحروب غير المباشرة والحروب النفسية والحروب الاستخباراتية والحروب السيبرانية والحرب الاقتصادية. وإذا ألقينا نظرة خاطفة إلى سجل الشهيد سليماني المشرف، نجد أنه هو إلى جانب زملائه لم ينجحوا فقط من خلال يقظة كاملة في هذه الحرب الهجينة في إبعاد شبح الحرب عن الحدود الإيرانية، خلال سنوات طويلة. بل تمكنوا من تشكيل قوة ردع فاعلة كأداة تمكينية للجهاز الدبلوماسي الإيراني من أجل ترسيخ الإنجازات العسكرية في الساحة السياسية". 

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب "اتخذ قرارا جريئا بالهجوم بالمسيرات على قافلة من السيارات في مطار بغداد الدولي حيث كان أحد ضحاياه قاسم سليماني"

ورأى الكاتب أن إيران تعارض النظام العالمي الراهن لكن تصرفاتها ليست هجومية وأن تاريخ إيران شاهد على أن الإيرانيين دعاة سلام... وأعلنت إيران حتى أمام الكيان الصهيوني أنها لن تكون هي التي تبدأ الحرب على إسرائيل... لا تسعى إيران إلى فرض هيمنتها على المنطقة بل إن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية تقضي أن يصبح لإيران دور مرجعي في المنطقة بدلا من القوة المهيمنة... تقوم إيران بهذا الدور بشأن جماعات المقاومة أي إن إيران لا تخطط لهذه المجموعات بل إن المقاومة تقوم بالتخطيط بنفسه ضد نظام الهيمنة في الشرق الأوسط، أي الكيان المحتل للقدس مستلهمة ثقافة المقاومة المنشودة من قبل إيران... إن نظام الهيمنة يرى أن المواجهة المباشرة مع إيران ستكلفه ثمنا باهظا، ولهذا السبب يتخذ من الحرب الهجينة غير المتكافئة وسيلة لردع إيران... لقد تمكن فيلق القدس تحت قيادة سليماني من جلب السلام لإيران وضمان حالة السلام في البلاد من خلال قوة الردع التي أوجدها... يمكن أن نجزم بأن سليماني وضع إيران على أبواب الانتصار في الحروب الهجينة غير المتكافئة دون أن يجر البلاد إلى الحروب حتى يتمكن الجهاز الدبلوماسي بفضل إنجازاته من الحصول على مكاسب سياسية ما أدى إلى الاستقرار السياسي في إيران والمنطقة... لذلك يمكن القول إن سليماني ورفاقه قدموا تضحيات كبيرة لترسيخ السلام في إيران حاليا وفي المستقبل".

أ ف ب
سيارة اسعاف تغادر مكان الانفجار في كرمان في 3 يناير

وأشار آرش عزيزي في مقال بعنوان "أربع سنوات على الاغتيال... أين هو إرث قاسم سليماني"، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023 على موقع "إيران واير" المعارض في المهجر إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب "اتخذ قرارا جريئا بالهجوم بالمسيرات على قافلة من السيارات في مطار بغداد الدولي حيث كان أحد ضحاياه قاسم سليماني... وأثارت هذه الخطوة الكثير من الجدل حيث اعتبرها البعض خطوة طائشة قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة لكن فئة أخرى اعتبرت أن مقتل سليماني كان ضروريا لأنه أشرف على قتل كثير من الجنود الأميركيين.. كما أن الناس في بعض المدن السورية فرحوا بسماع هذا الخبر وقاموا بتوزيع الحلويات ابتهاجا بمقتل سليماني لأنهم عرفوا سليماني كقائد ساند بشار الأسد لقتل عشرات الآلاف من السوريين... وتعلم إيران أنها فشلت في ترويج سياساتها الآيديولوجية والثقافية في إيران، وأن كل جيل في إيران أكثر علمانية من الجيل الذي سبقه. وذلك رغم الميزانية الهائلة للقطاع التعليمي والثقافي وأجهزة الرقابة. لكن النظام فشل في جعل الشعب يدعمه. ويدفع النظام سنويا ملايين الدولارات لتنفيذ مشاريع بهدف تلميع صورة شخصيات على غرار سليماني. ورغم كل تلك الجهود لا يحظى سليماني بشعبية واسعة في إيران ولا نلاحظ تحركات ومبادرات شعبية تأييدا له بل وأن كل هذه الدعاية والآثار المنشورة تبقى حكومية بحتة وأن الدعاية الواسعة لسليماني هي أحد أسباب عدم شعبيته... لقد مرت أربعة أعوام على مقتل سليماني، حيث شهدت إيران موجات احتجاجية واسعة مناهضة للجمهورية الإسلامية. ويبدو أن توقعات الذين كانوا يقولون إن الشعب الإيراني سيدعم النظام ضد الولايات المتحدة من أجل الانتقام لسليماني لم تكن في محلها". 

"لماذا أطلق الصهاينة حملة اغتيالات وهم يعلمون أن الرد سيأتي؟ هل تتكرر الاغتيالات؟ الإجابة ترتبط بالتطورات في غزة"

صحيفة "كيهان"

وأشار كاتب المقال إلى مواقف بعض المتشددين المطالبين بضرورة الانتقام من أجل قاسم سليماني، قائلا: "نعلم جميعا أن خامنئي لا يجازف كثيرا، حيث من المستبعد أن يقوم خامنئي بإدخال الجمهورية الإسلامية وجماعاته على غرار "حزب الله" الذي قام بتمكينه طوال هذه السنوات في حرب ضد إسرائيل التي تتمتع بقوة عسكرية أقوى بكثير من "حزب الله". أليس ذلك أحد وجوه الصبر الاستراتيجي الذي تمكن خامنئي من خلاله طوال كل تلك السنوات من تجهيز وتسليح جماعات على غرار "حزب الله"، والحوثي، و"حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، وتحويلها إلى جماعات ذات كفاءة وتجربة دون أن يتورط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة؟".
وكتب جعفر بلوري في صحيفة "كيهان" في عددها الصادر 3 يناير/كانون الثاني، مقالا بعنوان "انتقام تحت البند الفوري": "لقد قام الكيان الصهيوني خلال 9 أيام باغتيال قائدين كبيرين للمقاومة وهما رضي موسوي أحد قادة فيلق القدس في سوريا وصالح العاروري نائب رئيس حركة "حماس" في مكتبه بالضاحية الجنوبية وتم اغتيالهما بهجوم مسيرات وصواريخ في بلد ثالث. وأوقعت الانفجارات الإرهابية في كرمان خلال إحياء الذكرى السنوية لسليماني أكثر من مئة قتيل وعدد كبير من الجرحى... شواهد كثيرة تثبت تورط إسرائيل في انفجارات كرمان... والسؤال هنا: لماذا أطلق الصهاينة حملة اغتيالات وهم يعلمون أن الرد سيأتي؟ هل تتكرر الاغتيالات؟ الإجابة ترتبط بالتطورات في غزة. يتحمل الصهاينة خسائر كبيرة لم يسبق لهم أن شهدوا مثلها بدءا من الخسائر العسكرية والبشرية مرورا بالاقتصادية والسياسية... غير أن أساس الكيان الصهيوني بدأ يتزعزع بسبب الهجرة العكسية لليهود الذين لم يعودوا يشعروا بالأمن.. يشعر قادة إسرائيل بالقلق من زيادة الهجرة... وهم بحاجة إلى خلق إنجازات من خلال اغتيال قادة المقاومة وقتل الأبرياء... الصهاينة قلقون من انتقام إيراني ولكنهم يشعرون بالقلق أيضا بسبب أن مجتمعهم مرعوب وعلى وشك الانهيار وبالتالي يحاولون رفع معنويات جنودهم... يجب أن يكون الانتقام بعيدا عن الأحاسيس الجياشة ومدروسا ومناسبا غير أنه أحيانا يجب أن يأتي الانتقام فورا لعدم خسارة قوة الردع... وإذا لم يأت الانتقام الفوري فإن الاغتيالات ستستمر وتصل إلى طهران!... لماذا لم ينشر محور المقاومة على غرار الصهاينة أسماء بعض القيادات العسكرية والميدانية الصهيونية في الإعلام مع كتابة سيتم قتلهم؟ إذا لم يكن الرد فوريا وصاخبا على هذه الاغتيالات فيجب أن ننتظر عمليات اغتيالات قادمة"!

font change

مقالات ذات صلة