الضربات الغربية لـ "الحوثيين"... أرقام وتحليل

واشنطن تريد تعطيل تهديداتهم في البحر الأحمر

REUTERS
REUTERS
إطلاق صاروخ من سفينة حربية خلال العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف عسكرية لـ "الحوثيين" في اليمن فجر 12 يناير

الضربات الغربية لـ "الحوثيين"... أرقام وتحليل

استهدفت ضربة جديدة بعد ظهر السبت موقعًا عسكريًا في الحديدة بغرب اليمن، كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخًا باتجاه البحر الأحمر، وفق ما أفاد مصدران في صفوفهم، وذلك بعد ساعات من ضربة أميركية على قاعدة في صنعاء.

وتأتي هذه الضربات السبت، غداة شنّ القوات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين، ردًا على هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.

وكانت القيادة المركزية الأميركية الوسطى قالت في بيان إن أكثر من مئة قذيفة موجهة ودقيقة أصابت ستين هدفا في 16 موقعا (للحوثيين في اليمن)، في هجوم شمل طائرات مقاتلة وصواريخ "توماهوك".

في المقابل، أعلنت القوات الجوية البريطانية إن طائرات مقاتلة من طراز "تايفون" أسقطت قنابل موجهة على موقع إطلاق مسيرات في مطار بني قيس وعبس شمال غربي اليمن.

وقتل خمسة أشخاص وجرح ستة آخرون في الغارات التي بلغ عددها 73، بحسب الحوثيين الذين أشاروا إلى أن الضربات استهدفت مواقع في العاصمة صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الضربات استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في "تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة الدولية".

في 31 ديسمبر/كانون الأول، قال الحوثيون إن 10 من عناصرهم قتلوا أو صاروا في عداد المفقودين بعدما هاجمت القوات الأميركية ثلاثة من زوارقهم في البحر الأحمر

وكان الحوثيون شنوا منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 27 هجوما صاروخيا وبطائرات مسيرة بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا، وفقا للجيش الأميركي.

تسلسل زمني لأهم الهجمات والرد عليها؟

- 11 يناير/كانون الثاني: قال الجيش الأميركي إن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن لكن الهجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار. وذكرت الولايات المتحدة أن هذا هو الهجوم السابع والعشرون للحوثيين منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
- 9 يناير/كانون الثاني: أسقطت القوات البحرية الأميركية والبريطانية 21 طائرة مسيرة وصاروخا للحوثيين. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنها استهدفت السفن الأميركية بشكل مباشر. وصرح الحوثيون بأن من ضمن أسباب ذلك هو الرد على واقعة حدثت عشية السنة الميلادية الجديدة عندما أغرقت طائرات هليكوبتر أميركية ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين، مما أسفر عن مقتل من كانوا على متنها من مقاتلين حاولوا اعتلاء سفينة تجارية.
- 6 يناير/كانون الثاني: قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن ستة زوارق صغيرة اقتربت من سفينة تجارية على بعد حوالي 50 ميلا من مدينة المخا اليمنية قبل مغادرة المنطقة. وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن سفينة أميركية أسقطت طائرة مسيرة انطلقت من اليمن دفاعا عن النفس في جنوب البحر الأحمر.

EPA
صورة وزعها الحوثيون لمروحية فوق سفينة "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر، في 19 نوفمبر 2023

- 3 يناير/كانون الثاني: قال الحوثيون إنهم "استهدفوا" سفينة حاويات متجهة إلى إسرائيل.
- 2 يناير/كانون الثاني: قالت القيادة المركزية الأميركية إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن صوب جنوب البحر الأحمر، ولم ترد أنباء عن حدوث خسائر. وأبلغت سفن تجارية عدة في المنطقة عن تسجيل تأثير الصاروخين على المياه المحيطة.
-31 ديسمبر/ كانون الأول: قال الحوثيون إن 10 من أفراد البحرية التابعة لهم قتلوا أو صاروا في عداد المفقودين بعدما هاجمت القوات الأميركية ثلاثة من زوارقهم في البحر الأحمر. وصرح متحدث باسم الحوثيين بأن قوات بحرية تابعة للحركة شنت هجوما صاروخيا على سفينة الحاويات "ميرسك هانجتشو" بعد أن رفض طاقمها الاستجابة للتحذيرات.
-28 ديسمبر/كانون الأول: قالت الولايات المتحدة إنها أسقطت طائرة مسيرة وصاروخا باليستيا مضادا للسفن في جنوب البحر الأحمر أطلقهما الحوثيون في محاولة الهجوم الثانية والعشرين على سفن الشحن الدولي منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول.
-26 ديسمبر/كانون الأول: أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي على سفينة حاويات في البحر الأحمر ومحاولة مهاجمة إسرائيل بطائرات مسيرة.
وقالت شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي) إن طاقم سفينتها (يونايتد الثامنة) لم يتعرض لأي إصابات جراء الهجوم على السفينة وهي في طريقها من السعودية إلى باكستان.

في 9 ديسمبر/كانون الأول قال الحوثيون إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها

-23 ديسمبر/كانون الأول: قالت القيادة المركزية الأميركية إن الولايات المتحدة أسقطت أربع طائرات مسيرة كانت متجهة نحو مدمرة أميركية في جنوب البحر الأحمر وانطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأبلغت ناقلة نفط ومواد كيماوية تملكها وتشغلها النرويج وترفع علم البلاد عن تفاديها بالكاد هجوما بطائرة مسيرة شنه الحوثيون، في حين أبلغت ناقلة نفط خام مملوكة للغابون وترفع علم الهند عن تعرضها لضربة من هجوم.
-18 ديسمبر/كانون الأول: قال مسؤولون أميركيون لـ"رويترز" إن السفينة سوان أتلانتيك المملوكة لشركة نرويجية تعرضت لهجوم في جنوب البحر الأحمر بمقذوفات عدة انطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.
-16 ديسمبر/كانون الأول: قالت القيادة المركزية الأميركية إن مدمرتها "كارني" المزودة بصواريخ موجهة أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر.

-15 ديسمبر/كانون الأول: قال مسؤول دفاعي أميركي إن مقذوفا انطلق من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصاب سفينة "الجسرة" المملوكة لشركة ألمانية وترفع علم ليبيريا، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات.
- 15 ديسمبر/كانون الأول: شركة "ميرسك" تنفي مزاعم الحوثيين بأنهم نفذوا عملية عسكرية بطائرة مسيرة على سفينة تابعة للشركة تبحر باتجاه إسرائيل، لكنها تقول إن الناقلة استُهدفت بصاروخ.
-12 ديسمبر/كانون الأول: قال المتحدث باسم الحوثيين إن حركة "أنصار الله" استهدفت الناقلة التجارية النرويجية "ستريندا". وقال مسؤول أميركي لـ"رويترز" إن الهجوم وقع على بعد نحو 111 كيلومترا شمالي مضيق باب المندب.
9 ديسمبر/كانون الأول: قال الحوثيون إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا كل شركات الشحن العالمية من مغبة التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
-3 ديسمبر/كانون الأول: قال الجيش الأميركي إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.
-19 نوفمبر/تشرين الثاني: قالت إسرائيل إن الحوثيين استولوا على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتشغلها اليابان في جنوب البحر الأحمر.

تعلّم الحوثيون على مدى سنوات تجنب الضربات وإخفاء ترسانتهم من خلال الاستفادة من الجغرافيا الصعبة للمنطقة

ماجد المذحجي

ما مدى فعالية الضربات الغربية؟

شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، فجر الجمعة، ردا على هجمات الجماعة على سفن تجارية في البحر الأحمر.
وقالت وسائل إعلام أميركية إن الضربات، التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ "توماهوك".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن القوات الأميركية "بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا" نفذت هجمات، ضد "عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر".
ورغم القصف الدقيق، فإن تعطيل القدرات العسكرية للحوثيين التي صمدت لسنوات تحت سيل الضربات الجوية التي شنّها التحالف، ليس بالمهمة السهلة.
ويقول ماجد المذحجي الشريك المؤسس لـ"مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية" لـ"وكالة فرانس برس"، إن "الحوثيين محصنون ضد الضربات الجوية".

REUTERS
صور الغارات الجوية التي استهدفت قاعدة الديلمي الجوية بجوار مطار صنعاء فجر 12 يناير

ويضيف: "لقد تعلّموا على مدى سنوات تجنب الضربات وإخفاء ترسانتهم من خلال الاستفادة من الجغرافيا الصعبة للمنطقة"، معتبراً أن "تلك الضربات يمكن بالتالي أن تدمر جزءا من قدراتهم العسكرية، لكنها لن تقضي عليها، وسيظل التهديد مرتفعا".
من جهته، يقول فابيان هينز الباحث في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، إن فعالية الضربات تعتمد على المعلومات الاستخبارية الأميركية حيال مواقع الحوثيين.
ويوضح أن "أنظمة عدة من التي يستخدمها الحوثيون صغيرة جدا ومتحركة كثيرا، لذا من السهل توزيعها في كافة أنحاء البلاد".
ويضيف هينز: "لقد تكيّف الحوثيون خلال الحرب في اليمن، وهم جيدون جداً في إخفاء أصولهم. لذا، لمعرفة أماكن التخزين، وأين توجد مواقع الإطلاق أو من هم الأشخاص رفيعو المستوى، فإن المعلومات الاستخبارية مهمة للغاية".
لكن فاطمة أبو الأسرار من "معهد الشرق الأوسط" تعتبر أن الضربات "ستعطل بشكل كبير قدراتهم العسكرية، خصوصاً لناحية تهديد ممرات الشحن الدولية".

خطر التصعيد الإقليمي يبدو منخفضا لأن اللاعبين الكبار مثل إيران، حريصون على تجنب حرب إقليمية

فابيان هينز

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

أحد المخاوف هو أن يستهدف الحوثيون مصالح أميركية، بما في ذلك القواعد العسكرية المنتشرة في أنحاء الخليج، ما قد يؤدي إلى اتساع الصراع في الشرق الأوسط بشكل أكبر.
ورغم ذلك، تشير تشينزيا بيانكو الباحثة غير المقيمة في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، إلى أن ذلك سيكون خطوة أبعد من ذلك بالنسبة للحوثيين.
وتقول بيانكو لـ"فرانس برس": "سيكون ذلك بمثابة استفزاز أكثر من اللازم، وهم يعرفون ذلك جيداً وتعلم إيران ذلك أيضاً، أن ذلك سيكون حتماً بداية لمهمة دولية أوسع بقيادة الولايات المتحدة في اليمن".
يقول هينز إن "خطر التصعيد الإقليمي يبدو منخفضا لأن اللاعبين الكبار مثل إيران، حريصون على تجنب حرب إقليمية".
وبدلا من ذلك، قد يفكر الحوثيون في شن هجوم واسع النطاق في البحر الأحمر، في محاولة لإرباك الأهداف العسكرية بالعدد الهائل من الأسلحة التي يتم إطلاقها في آن واحد.

REUTERS
من مظاهرة للحوثيين في صنعاء تنديدا بالغارات الغربية في 12 يناير

من جهته، يقول محمد الباشا من مجموعة "نافانتي" الاستشارية، إنه على الرغم من أن البحرية الأميركية أثبتت فعاليتها في إحباط هجمات الحوثيين حتى الآن، فإن هذا النجاح قد يدفع الحوثيين إلى اتخاذ إجراءات أكثر جذرية.
ويضيف أنهم "ربما يفكرون في شن هجوم أسراب أكثر تنسيقا"، سواء في البحر الأحمر أو بحر العرب، باستخدام طائرات من دون طيار وصواريخ وألغام وعبوات ناسفة بدائية الصنع.
وبغض النظر عن أي رد انتقامي، تعهد الحوثيون بمواصلة استهداف ما يعتبرونه خط الشحن المرتبط بإسرائيل في البحر الأحمر، وهو أحد أكثر طرق التجارة ازدحاما في العالم.
لذا، يلخص هينز الأمر بالقول إنه "يبدو محتملا جداً أن يواصل الحوثيون مهاجمة السفن بأي قدرات متبقية لديهم. أتوقع منهم أن يردوا".

أطلق الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق شاسعة على الساحل الشمالي الغربي لليمن، مقذوفات لا يقل مداها عن 1600 كيلومتر

ماذا تضم ترسانة الحوثيين العسكرية؟

طوّر الحوثيون في اليمن الذين توعدوا الرّد على الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس-الجمعة ضد مواقعهم العسكرية، قدرات عسكرية كبيرة، خصوصاً في المجال الجوّي.
في ما يأتي أبرز أنواع الأسلحة البعيدة المدى التي يملكها الحوثيون:
-صواريخ بالستية؛ أطلق المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق شاسعة على الساحل الشمالي الغربي لليمن، مقذوفات لا يقل مداها عن 1600 كيلومتر.
وتضم ترسانة الحوثيين صواريخ بالستية من طراز "طوفان"، وهي في الأساس صواريخ "قدر" الإيرانية لكن أعيد تسميتها، ويتراوح مداها بين 1600 و1900 كيلومتر، بحسب الخبير العسكري فابيان هينز.
وأجرت إيران عام 2016 تجارب على صواريخ "قدر" التي ضربت أهدافا تبعد نحو 1400 كيلومترا.
وقال محمد الباشا لـ"فرانس برس" إن الحوثيين كشفوا عن ترسانتهم من صواريخ "طوفان" قبل أسابيع من شنّ حركة "حماس" هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. -صواريخ "كروز"؛ يملك المتمردون أيضا صواريخ "كروز" إيرانية من طراز "قدس"، بحسب هينز.

REUTERS
مروحية تابعة للحوثيين تحلق فوق سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" بينما يسير عناصرهم على سطحها في 20 نوفمبر 2023

وتتوافر نسخ عدة من هذه الصواريخ، بعضها يبلغ مداه حوالى 1650 كيلومتر، "ما يكفي للوصول إلى إسرائيل"، وفق هينز.
وعام 2022، أعلن الحوثيون استخدام صواريخ "قدس 2" لاستهداف العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وعبرت الصواريخ آنذاك مسافة 1126 كيلومتر من شمال اليمن.
-مسيّرات انتحارية؛ يقول الحوثيون إنهم يصنّعون طائراتهم المسيّرة محليا، وكشفوا عنها في عرض عسكري أقيم في صنعاء في مارس/آذار 2021.
وتتضمن ترسانتهم من الطائرات من دون طيار ميسّرات "شاهد-136" الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا ويبلغ مداها حوالى ألفَي كيلومتر، بحسب هينز.
ولدى الحوثيين أيضا مسيّرات من طراز "صماد 3".
ويقول هينز: "لا نعرف مداها بشكل دقيق لكن يُفترض أن يبلغ نحو 1600 كيلومتر"، وسبق أن استخدموها في هجماتهم على الإمارات والسعودية.
ويمكن لـ"صماد 3" حمل 18 كيلوغرام من المتفجرات، وفقا لمصادر إعلامية حوثية وخبراء.
وجاء في تقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في 2020 أنّ الطائرات من دون طيار هذه "تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتحلّق بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا" نحو أهدافها.

يعد مضيق باب المندب أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا

ما هو باب المندب وما هي أهميته؟

مضيق باب المندب هو مدخل البحر الأحمر من الجنوب ويقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي.
يعد المضيق أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحرا، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد" على الساحل المصري على البحر الأحمر، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، بما في ذلك النفط الروسي.
شهد المضيق الحصار البحري الذي فرضته مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
يبلغ عرض باب المندب 29 كيلومترا تقريبا في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات المتجهة للبحر الأحمر والخارجة منه، تفصل بينهما جزيرة بريم.
زاد الحوثيون من وتيرة هجماتهم في البحر الأحمر حيث يمر 12 بالمئة من التجارة العالمية، ما دفع العديد من شركات الشحن إلى تفادي المرور عبر باب المندب وهو ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن ومدته بين أوروبا وآسيا.
عبر المضيق نحو 7.80 مليون برميل يوميا من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهرا من 2023، ارتفاعا من 6.60 مليون برميل يوميا طوال 2022، وفقا لشركة تحليلات النفط "فورتيكسا". ورصدت "فورتيكسا" عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يوميا في المتوسط في عام 2023، ارتفاعا من 20 في العام الماضي.

font change

مقالات ذات صلة