يتمتع كل الرؤساء الفرنسيين المعاصرين بميزة دستورية هي الحق في التخلص من رؤساء وزرائهم عندما يكونون في حاجة إلى بداية جديدة؛ لذا فإن القرار الذي اتخذه إيمانويل ماكرون في الثامن من يناير/كانون الثاني بطرد إليزابيث بورن، بعد ما يزيد قليلا على 18 شهرا في المنصب، كان مباغتا، ولكنه لم يكن مفاجئا للغاية. بل إن ما كان مفاجئا أكثر بكثير هو بديلها: غابرييل أتال، وزير التعليم البالغ من العمر 34 عاما. حيث سيصبح السيد أتال أصغر رئيس وزراء في فرنسا الحديثة.
القرار، الذي أُعلن عنه في التاسع من يناير/كانون الثاني، هو محاولة من جانب ماكرون لإعادة ضبط فترة ولايته الثانية المضطربة. ويعتبر السيد أتال خيارا جريئا، ولكنه ليس آمنا، وهو خيار يحمل مخاطره الخاصة؛ فوزير التعليم أصغر سنا من ماكرون عندما فاز بالانتخابات الرئاسية لأول مرة عام 2017، عن عمر يناهز 39 عاما. وحتى لوران فابيوس، أصغر رئيس وزراء في فرنسا الحديثة حتى اختيار أتال، حيث كان يبلغ من العمر عندما رُشح للمنصب 37 عاما. ويعتبر هذا الأمر تجديدا واضحا للسياسة الفرنسية.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن غوردان بارديلا، الذي يقود "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو/حزيران، يبلغ من العمر 28 عاما. بينما يبلغ ماكرون وأتال معا من العمر أقل من عمر الرئيس الأميركي جو بايدن.
والشباب في حالة السيد أتال لا يعني قلة الخبرة، فقد اكتسبها من خلال صعوده المكثف والسريع؛ حيث كان أتال أيضا وزيرا للميزانية لفترة وجيزة في عهد برونو لومير، وزير المالية. وكان متحدثا باسم الحكومة عندما جعله ظهوره السلس في المناقشات العامة اسما مألوفا. وفي عام 2022، أعيد انتخابه نائبا عن منطقة باريس. ويصادف أيضا أن السيد أتال مثلي الجنس بشكل علني، حيث أعلن ذلك في عام 2018.