لا ينبغي لحلف "الناتو" أن يضم أوكرانيا... لأن ذلك في صالحها

الأسباب الخمسة الرئيسة التي تجعل كييف في وضع أسوأ بانضمامها إليه

أعلام الدول الأعضاء في "الناتو" أمام مقر الحلف في بروكسل في 11 مارس

لا ينبغي لحلف "الناتو" أن يضم أوكرانيا... لأن ذلك في صالحها

مع تغير مجرى المعركة في غير صالح أوكرانيا وتزايد الشكوك حول موافقة الكونغرس الأميركي على دفعة جديدة من المساعدات، يعود خبراء مؤثرون كالأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، يانس فوغ راسموسن، والسفير الأميركي السابق لدى "الناتو"، إيفو دالدر، إلى دعواتهما السابقة لضم أوكرانيا إلى الحلف عاجلا وليس آجلا. وتُسوّق هذه الخطوة بوصفها طريقة لإقناع روسيا بأن حملتها العسكرية غير قادرة على إبقاء أوكرانيا خارج الحلف، وبوصفها أيضا حاجة لتوفير الأمن الكافي لأوكرانيا عندما تنتهي الحرب.

قد لا يتفق الأشخاص العقلاء ولن يتفقوا على الحكمة من هذه التوصية، لأن المواقف المعارضة لها والموافقة عليها تعتمد على توقعات عن مستقبل غير مؤكد. والحقيقة أننا جميعا نراهن على الآثار التي قد تنتج عن انضمام أوكرانيا.

ولتوضيح موقفي: لو كنت عضوا في الكونغرس الأميركي، فسأصوت بالتأكيد لصالح حزمة جديدة من المساعدات الإضافية، لأنني أريد لأوكرانيا أن تبقى قادرة على التمسك بالأراضي التي لا تزال تسيطر عليها، وأريد لموسكو أن تدرك أن سعيها لاحتلال المزيد من الأراضي سيكون أمرا مكلفا وصعبا. وتقديم مزيد من المساعدات اليوم سوف يحسن موقف كييف التفاوضي عندما تبدأ محادثات جادة، يرجح لها أن تكون بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني. ومع ذلك، فإن ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الآن يعد فكرة سيئة ستطيل من أمد الحرب وستضع كييف في وضع أسوأ مع مرور الوقت.

لنبدأ بتذكر أن معاهدة شمال الأطلسي لا تمنح أي دولة حق الانضمام إذا استوفت معايير معينة. وفي أحدث صياغة للمادة 10 من المعاهدة نص ببساطة على أنه "يجوز للأطراف، بعد موافقتهم بالإجماع، دعوة أي دولة أوروبية أخرى، تكون في وضع يسمح لها بتعزيز مبادئ هذه المعاهدة والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي إلى الانضمام إلى هذه المعاهدة".

وقد تفهم هذه المادة في بعض الأحيان كالتزام رسمي يمكّن أي دولة تطمح للانضمام للحلف بأن تنضم له بمجرد استيفائها معايير العضوية. وفي الواقع، فإن سياسة الباب المفتوح تنقل على نحو خفي مركز القرار من "الناتو" إلى الأعضاء الطامحين. فهي تقول للأخير إن "الباب مفتوح ولك الحرية في الدخول ما إن تستوفي معاييرنا".

القادة الروس يهتمون بمصير أوكرانيا أكثر مما يهتم به الغرب

غير أن المعاهدة الأصلية تتضمن شيئا مختلفا بعض الشيء: فهي تقول إن الباب مغلق حتى يتفق الأعضاء الحاليون بالإجماع على أن انضمام عضو جديد "سيعزز مبادئ المعاهدة، ويسهم في أمن منطقة شمال الأطلسي". عند هذه النقطة، قد يقرر الأعضاء فتح الباب وتوجيه الدعوة. وهذا التمييز مهم، لأن المعاهدة الأصلية لا تخلق أي افتراض بأن التحالف ملتزم بتوسيع حدوده على نحو فعال. والحملة التي قامت بها المجر مؤخرا لتأخير عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي لعدة سنوات تذكرنا بالطريقة التي تسير بها هذه العملية فعليا في الممارسة العملية: فلم يكن للسويد "الحق" في الانضمام ما لم يوافق الأعضاء الآخرون جميعهم على ذلك.

رويترز
الأمين العام لـ"الناتو" يانس ستولتنبرغ أثناء اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل في 15 فبراير

وبالعودة إلى أوكرانيا، أعتقد أن من غير الحكمة ضمها إلى حلف شمال الأطلسي الآن (أو في المستقبل القريب) مستندا في ذلك إلى عدة افتراضات. الأول أن أوكرانيا غير قادرة على قلب سير المعركة واستعادة أراضيها المفقودة ما لم تحصل على قدر كبير من الأسلحة وما لم يتوفر لها الوقت لإعادة بناء قواتها بعد ما منيت به من نكسات في العام الماضي. فهي تعاني من نقص حاد (وربما لا يعوض) في القوة البشرية، كما أن الجمع بين طائرات الاستطلاع المسيرة والمدفعية والتحصينات الروسية الضخمة سيجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن تتمكن كييف من تحقيق تقدم مناطقي كبير. وقد أخطأ أنصار أوكرانيا في الغرب في الربيع الماضي عندما قدموا توقعات متفائلة بشأن الهجوم المضاد المرتقب آنذاك، وهم يكررون هذا الخطأ نفسه عندما يشيرون إلى أنه لا يزال أمام أوكرانيا الكثير من السبل التي يمكن لها أن تسلكها لتقلب سير المعركة.

كنت أتمنى أن يكون الأمر مختلفا، ولكن ينبغي لنا أن نبني خياراتنا السياسية على العالم كما هو، لا على العالم كما نتمنى أن يكون.

افتراضي الثاني هو أن القادة الروس يهتمون بمصير أوكرانيا أكثر مما يهتم به الغرب. ولكن بالطبع ليس أكثر من الأوكرانيين، غير أن هذه المصلحة بالنسبة للروس أكثر أهمية من مصلحة زعماء وسكان أغلب دول حلف شمال الأطلسي. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعدوه على استعداد لإرسال الآلاف من قواته للقتال والموت في أوكرانيا، بينما لا ترغب أي دولة من دول الحلف في القيام بأي شيء من هذا القبيل.

وفي الأسبوع الماضي، عندما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل غير متوقع إمكانية إرسال "الناتو" لقوات إلى أوكرانيا، وبخه على الفور المستشار الألماني أولاف شولتز والأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ. ولا يعني ذلك أن حلف شمال الأطلسي غير مهتم بمصير أوكرانيا، بل يعني ببساطة أن اهتمام روسيا أكبر.

أوكرانيا في أحسن تقدير لا تزال دولة ديمقراطية هشة والفساد لا يزال متفشيا فيها

ثالثا، أفترض أيضا أن أحد الأسباب الرئيسة وراء غزو بوتين غير القانوني في فبراير/شباط 2022 هو منع أوكرانيا من الانجذاب أكثر للغرب ومنعها في النهاية من الانضمام إلى الحلف. وما كُشف عنه مؤخرا من تعاون متزايد باطراد بين وكالة المخابرات المركزية وأجهزة المخابرات الأوكرانية، إضافة للجهود الغربية في فترة ما بعد عام 2014 لتعزيز دفاعات أوكرانيا، والتزام الناتو المتكرر بضم أوكرانيا إلى الحلف، فعملت كل هذه الأمور بلا شك على تغذية مخاوف موسكو، في مثال كلاسيكي يوضح ما يطلق عليه باحثو العلاقات الدولية اسم "المعضلة الأمنية".

لعل تصرفات بوتين تعكس أيضا بعض معتقداته عن الوحدة الثقافية بين الأوكرانيين والروس، غير أنه من المستحيل علينا أن ننكر الأدلة التي تشير إلى أن الدافع وراء تصرفاته هو تخوفه من احتمال انضمام أوكرانيا للحلف. وفي الواقع اعترف ستولتنبرغ بذلك علانية في أكثر من مناسبة.

وربما أساء بوتين قراءة نوايا "الناتو" وبالغ في تقدير التهديد الذي تفرضه، لكنه ليس الزعيم العالمي الوحيد الذي يبالغ في تقدير خطر خارجي.

وفي ضوء هذه الفرضيات الثلاث: أعرض أهم خمسة أسباب تبين لماذا ينبغي أن لا تنضم أوكرانيا إلى "الناتو".

1- لم تستوف بعد شروط العضوية. فأوكرانيا في أحسن تقدير لا تزال دولة ديمقراطية هشة. والفساد لا يزال متفشيا فيها، كما أن الانتخابات عُلقت منذ بداية الحرب، ولا يزال في المجتمع الأوكراني عناصر مؤثرة مشكوك في التزامها بالمعايير الديمقراطية. لهذه الأسباب وغيرها صنف مؤشر الديمقراطية الاقتصادية أوكرانيا كـ"نظام هجين" في العام الماضي. فضلا عن ذلك لم تستوف أوكرانيا بعد شروط خطة العمل القياسية لعضوية حلف شمال الأطلسي. ولأن الحلف يدرك هذه الحقيقة، فقد وافق على التنازل عن هذا المعيار في قمته السنوية في الصيف الماضي، فتغيرت بالتالي عملية انضمام أوكرانيا من "عملية من خطوتين إلى عملية من خطوة واحدة". وهذا القرار بتخفيف معايير الانضمام إلى الحلف، يشكل سابقة قد تكون ضارة لمستقبله.

2- من غير الواضح ما إذا كان حلف شمال الأطلسي سوف يحترم التزاماته بموجب المادة الخامسة. وكما أشرت من قبل، فإن المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي ليست سلك تشغيل للغم مفخخ يلزم الأعضاء بالقتال في حال تعرض عضو آخر لهجوم ما. وبناء على إصرار الولايات المتحدة، فإن المادة الخامسة تلزم الدولة العضو فقط باعتبار الهجوم على دولة من التحالف كأنه هجوم على الجميع، ومن ثم اتخاذ "مثل هذه الإجراءات التي تعتبرها ضرورية". ومع ذلك فإن هذا البند يُفسر بشكل كبير باعتباره التزاما بالدفاع عن أية دولة عضو تتعرض للهجوم، والفشل في مساعدة أي عضو عند وقوع غزو خطير من شأنه أن يضع التحالف بالكامل موضع تساؤل. وبالتالي، قبل ضم أي عضو جديد، ينبغي على بقية أعضاء الحلف أن يفكروا طويلا وبجدية في مدى استعدادهم لتعريض قواتهم للخطر في حال تعرضه لهجوم ما.

من غير المرجح أن ينهي بوتين "عمليته الخاصة" إذا كان أداء قواته جيدا ومتماسكا

وأكرر نقطتي السابقة: حتى الآن لم تُظهر الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى في حلف شمال الأطلسي استعدادا حقيقيا لإرسال قوات للقتال من أجل أوكرانيا. الأسلحة والمال نعم، أما المقاتلون فلا. ولو كنا على استعداد للقيام بذلك، لكان لدينا قوات هناك بالفعل. هل من المنطقي أن تقدم وعودا ضمنية بالقتال من أجل أوكرانيا بعد خمس أو عشر سنوات أو حتى عشرين سنة من الآن، إذا كنت غير راغب في القيام بذلك اليوم؟

إضافة إلى ذلك، من غير الواضح بأي شكل من الأشكال ما إذا كان مجلس الشيوخ الأميركي سيصادق على عضوية أوكرانيا. يحتاج التصديق على المعاهدة الحصول على أغلبية الثلثين، وقد يكون من الصعب جمع عدد كاف من الأصوات. ومن المؤكد أن 70 عضوا في مجلس الشيوخ صوتوا لصالح حزمة المساعدات الأخيرة، لكن مشروع القانون هذا كان مرتبطا بمساعدات إضافية لإسرائيل أيضا، وهو ما شجع بعض الأصوات على الأرجح. والأهم من ذلك أن الزعيم الفعلي للحزب الجمهوري دونالد ترمب ربما يعارض ضم أوكرانيا، وقد تقنع معارضته تلك عددا كافيا من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري بالتصويت بالرفض وجعل التصديق أمرا بعيد المنال.

3- لا تشكل عضوية "الناتو" درعا سحريا. السبب المنطقي الرئيس لضم أوكرانيا اليوم قبل الغد هو أن القيام بذلك قد يثني روسيا عن الاستمرار في الحرب في وقت لاحق. وبوسع المرء أن يفهم بسهولة الأسباب التي تجعل كييف ترغب في حماية إضافية، لكن هذه الحجة تفترض أن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يشكل درعا سحريا يمكنه ردع أي عمل عسكري روسي في ظل كل الظروف تقريبا. وكان مثل هذا الافتراض تحديدا هو الذي دفع إلى اتخاذ قرارات سابقة بتوسيع حلف شمال الأطلسي كي يشمل مناطق معرضة للخطر مثل دول البلطيق؛ حيث افترض المؤيدون أن الضمانات الأمنية التي تعززت هناك كانت ببساطة مجرد شيكات لن تُصرف أبدا.

أ. ف. ب
جنود من مشاة البحرية الإيطاليين أثناء تدريبات على الإنزال البحري في شمال النرويج في 10 مارس

قد تردع عضوية "الناتو" أي هجوم في الكثير من الظروف، ولكنها ليست درعا سحريا. والواقع أن عددا متزايدا من الأصوات بدأ مؤخرا يطلق تحذيرات مثيرة للقلق بشأن التحدي الروسي المحتمل لحلف شمال الأطلسي في الأعوام القليلة المقبلة. إذا كنت تعتقد حقا أن بوتين سوف ينهي الحرب في أوكرانيا، ويتوقف لفترة وجيزة لإعادة بناء قواته المنهكة، ثم يشن هجوما جديدا على فنلندا أو أستونيا أو أي عضو آخر في حلف شمال الأطلسي، فأنت لا تصدق حقا أن الدرع السحري يمكن الاعتماد عليه كليا. وهذا يعني أن الأعضاء الحاليين في حلف شمال الأطلسي يتوجب عليهم أن يفكروا مليا وبشكل جدي حول ماهية مصالحهم الحيوية وما هي الدول التي يرغبون بالفعل في خوض قتال ما من أجل الدفاع عنها. وهذا يعيدنا إلى السبب الثاني.

4- لن تؤدي العضوية الآن إلا إلى إطالة أمد الحرب. وإذا كنتُ محقا في أن جزءا كبيرا من هجوم موسكو كان أساسا لمنع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فإن ضم أوكرانيا الآن سيؤدي ببساطة إلى إطالة أمد الحرب التي تخسرها البلاد حاليا، ومن غير المرجح أن ينهي بوتين "عمليته الخاصة" في حال كان أداء قواته جيدا ومتماسكا وبقي انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مطروحا على الطاولة. والنتيجة هي أن أوكرانيا سوف تتكبد المزيد من الخسائر، وهو ما قد يعرض مستقبلها للخطر على المدى البعيد. لقد كانت أوكرانيا واحدة من أسرع الدول الأوروبية في انحدار تعداد السكان قبل اندلاع الحرب، وسوف تؤدي تأثيرات القتال (لاجئون فارون، وانخفاض الخصوبة، ووفيات في ساحة المعركة، وغير ذلك) إلى تفاقم هذه المشكلة.

الهرولة للانضمام إلى حلف "الناتو" ليس الطريق الأفضل لجعل أوكرانيا أكثر أمانا

5- قد لا يكون الحياد سيئا إلى درجة كبيرة. إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ العلاقات الروسية الأوكرانية (بما في ذلك الأحداث التي شهدتها الأعوام العشرة الماضية)، فقد يصبح بوسعنا أن نفهم السبب وراء عدم رغبة كثير من الأوكرانيين في قبول موقف الحياد. لكن الحياد ليس أمرا سيئا دائما، حتى بالنسبة للدول الواقعة بالقرب من روسيا. فقد خاضت فنلندا حربا مكلفة وغير ناجحة في النهاية ضد الاتحاد السوفياتي بين عامي 1939 و1940، واضطرت أخيرا إلى التنازل عن حوالي تسعة في المائة من أراضيها قبل الحرب. رغم أن الفنلنديين قاتلوا ببطولة، مثل الأوكرانيين اليوم، وجعلوا الاتحاد السوفياتي الأكبر حجما يدفع ثمنا باهظا مقابل انتصاره. وكانت النتيجة أن الزعيم السوفياتي آنذاك جوزيف ستالين لم يدمج فنلندا في الاتحاد السوفياتي أو يجبرها على الانضمام إلى حلف وارسو بعد الحرب العالمية الثانية. وبدلا من ذلك، ظلت فنلندا دولة محايدة وديمقراطية، مع اقتصاد سوق كان يتبادل العلاقات التجارية مع كل من الاتحاد السوفياتي والغرب.

كانت هذه النتيجة موضع سخرية بغير وجه حق في بعض الأحيان، حيث استخدم مفهوم "الفنلدة"، الذي كثيرا ما تعرض للانتقاد ظلما، كاستراتيجية فعالة في ذلك، فلو كانت فنلندا قد سعت للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي في تلك الحقبة، لكان من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إثارة أزمة كبيرة أو حتى صراع وقائي. على الرغم من أن الظروف بين فنلندا وأوكرانيا ليست قابلة للمقارنة بشكل مباشر، خاصة بالنظر إلى معتقدات بوتين حول القواسم المشتركة الثقافية بين الروس والأوكرانيين. ويشير المثال الفنلندي إلى أن تبني موقف الحياد لا يعيق قدرة أوكرانيا على تطوير ديمقراطية قوية والحفاظ على علاقات اقتصادية كبيرة مع الدول الغربية.

لذلك ولكل هذه الأسباب، لا يعد تسريع ضم أوكرانيا إلى حلف "الناتو" فكرة جيدة. وبدلا من ذلك، يتوجب على أنصار أوكرانيا في الغرب أن يفكروا بشكل خلاق في ترتيبات أمنية بديلة قادرة على طمأنة أوكرانيا في سياق هدنة ما بعد الحرب أو اتفاق السلام. تحتاج كييف إلى أن تكون آمنة ضد استئناف موسكو للحرب؛ ولا يمكنها أن توافق على نزع سلاحها كما لا يمكن إرغامها على الخضوع للهيمنة الروسية بحكم الأمر الواقع.

إن معرفة كيفية توفير الحماية الكافية بطرق لا تستفز موسكو وتدفعها إلى استئناف الحرب لن يكون بالأمر السهل إطلاقا. لكن الهرولة للانضمام إلى حلف "الناتو" ليس الطريق الأفضل لجعل أوكرانيا أكثر أمانا، إذ من المرجح أن يؤدي هذا الخيار إلى إطالة أمد الحرب وترك ذلك البلد الذي طالت معاناته أسوأ من أي وقت مضى.

font change

مقالات ذات صلة