حلت الذكرى السادسة والثلاثون لإنشاء "اتحاد المغرب العربي" في شهر فبراير/شباط الماضي، وسط مناخ من التوتر والقطيعة، في ظل أزمات متراكمة تعانيها الدول الخمس، من المعضلة السياسية في ليبيا، والصعوبات الاقتصادية في تونس، وتجميد العلاقات بين الجزائر والمغرب.
ولم تحظ الذكرى المغاربية بالاهتمام، كما كان من قبل، وكأن حلم الأجيال السابقة في الوحدة والتعاون والاندماج الاقتصادي، مات مع رواده المؤسسين، ودفنه "الربيع العربي"، الذي أضعف التنسيق بين دوله، وعاد بالمنطقة إلى "القطرية الضيقة" التي سادت زمن الحرب الباردة. إلى جانب الجفاء، الذي انطلق بقطع الجزائر علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب.
وتعليق تدفق الغاز الطبيعي عام 2021، تشهد المنطقة سباق تسلح محموما، يتجاوز القدرات الاقتصادية والمالية المحلية. تستبعد غالبية المحللين حربا جزائرية مغربية، لكن طبولها تدق في الإعلام ومواقع التواصل، وصداها يتجاوز الحدود.
عام 2025 هو عام التسلح بامتياز في منطقة الاتحاد المغاربي، بموازنات عسكرية تتجاوز 40 مليار دولار، يستحوذ منها الشقيقان المتخاصمان، الجزائر والمغرب، على نحو 88 في المئة من الإنفاق الحربي الإجمالي. وهي مبالغ ضخمة في منطقة متوسطة الدخل، توازي قيمتها الدخل القومي الليبي من النفط لسنتين، وتتجاوز تكلفتها مجموع ديون تونس الداخلية والخارجية.