في خطوة تُعدّ مفصلية في تاريخ العلاقة بين الدولة الأردنية و"جماعة الإخوان المسلمين"، أعلن وزير الداخلية مازن الفراية رسميًا بعد ظهر الأربعاء، حظر الجماعة في الأردن.
هذا الإعلان لا يأتي من فراغ، بل هو تتويج لمسار طويل من التحولات السياسية والاجتماعية التي خاضتها الجماعة منذ تأسيسها عام 1945 وحتى اليوم.
التأسيس والتفاهم
تأسست "جماعة الإخوان المسلمين" في الأردن عام 1945 كجمعية مرخصة ذات طابع دعوي وخيري، وأقامت منذ البداية علاقة متوازنة مع الدولة، خاصة في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، الذي رأى فيها حليفًا ضد المد القومي واليساري. واستمرت هذه العلاقة حتى سبعينات القرن الماضي، حين وقفت الجماعة إلى جانب الدولة في أحداث الشغب الداخلي والصدام بين الدولة الأردنية وفصائل المقاومة الفلسطينية في الأردن.
التعليم والنقابات والعمل الخيري
امتدت أنشطة الجماعة إلى التعليم والعمل الخيري، فأنشأت المدارس والمراكز الدعوية، وسيطرت على مفاصل مهمة في النقابات المهنية، ما منحها نفوذًا مجتمعيًا واسعًا ساهم في تمكينها سياسيًا لاحقًا، وقد استطاعت الجماعة من خلال هذا التمدد أن تبني قواعد مجتمعية مستندة على العمل الخيري بالإضافة إلى استغلالها لتلك المساحة من التحرك لتأسيس مؤسسات استثمارية لصالحها بين كليات ومعاهد وجامعات وبنوك تضخمت معها ثروتها المالية بشكل كبير.
التسعينات وصعود الجبهة
مع انفتاح الحياة السياسية بعد انتفاضة أبريل/نيسان 1989، وعودة الحياة البرلمانية، أسست الجماعة ذراعها السياسية "جبهة العمل الإسلامي" عام 1992، بدعم ضمني من الدولة في عهد الملك حسين، الذي كان يرى في دمج الإسلاميين في العملية السياسية وسيلة لضبط التوازنات الداخلية. وقد حصدت الجبهة حينها نتائج متقدمة في الانتخابات، وسط ضعف أحزاب اليسار واليمين التقليدي.