بعد تعيين مارك كارني رئيسا لوزراء كندا وزعيما للحزب الليبرالي في أعقاب الاستقالة الدرامية لجاستن ترودو الذي شغل منصب رئيس الوزراء لفترة طويلة في كندا، باتت خيبة الأمل المتزايدة بين الناخبين الكنديين من أجندة "اليقظة" التي اتبعتها حكومته تمهد الطريق لعودة المحافظين في الانتخابات العامة المقبلة، المقررة في وقت لاحق من هذا العام. وبعد أسابيع من تصدر المحافظين لاستطلاعات الرأي القائلة إن زعيمهم الشاب بيار بواليفير سيحقق نصرا تاريخيا ينهي حكم الليبراليين الطويل، عادت الأرقام لتقول إن حظوظ بواليفر بالفوز أقل من منافسه كارني.
سيمهد مثل هذا التغيير الجذري في المشهد السياسي الكندي الطريق أمام بيار بواليفير، زعيم حزب المحافظين الكندي البالغ من العمر 45 عاما، والذي تعهد منذ فترة طويلة بإنقاذ البلاد من "اليقظة الطوباوية والرهيبة" ليصبح رئيس الوزراء المقبل. هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في تقليل التوترات بين كندا وإدارة ترمب المقبلة.
شهدت فترة ولاية جاستن ترودو التي استمرت عقدا من الزمن تبني كندا الكثير من السياسات المثيرة للجدل، بما في ذلك مبادرات مثل تنفيذ ميزانية "محايدة جندريا" والدفاع عن القضايا البيئية. إلا أن عجزه عن التواصل مع مخاوف الكنديين العاديين، الذين يعانون من التأثير المتزايد للتضخم، أدى إلى انهيار كارثي في شعبيته، حيث أبدى ثلاثة أرباع الناخبين الكنديين عدم رضاهم عن أدائه.
وزادت من مأزق ترودو الهجمات المستمرة التي تعرض لها من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي سخر علنا من مكانته السياسية، واصفا إياه في منشوراته على الإنترنت بـ"الحاكم،" الذي يتولى إدارة "ولاية" كندا التي سيضمها ترمب إلى الولايات المتحدة. كما هدد ترمب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على الكنديين، وهي خطوة كان من شأنها أن تُلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد الكندي.
مع اقتراب الحزب الليبرالي من خطر التلاشي السياسي في الانتخابات المقبلة، لم يكن أمام ترودو خيار يذكر سوى الاستقالة. هذه الخطوة مهدت الطريق لإحياء المحافظين في السياسة الكندية بقيادة بيار بواليفير، قبل ان تتغير الرياح مرة ثانية لمصلحة الليبراليين.
وُلد بواليفير ونشأ في كالغاري، ويحمل درجة في العلاقات الدولية من جامعة كالغاري. وهو يقيم في قرية غريلي بشرق أونتاريو مع زوجته أنايدا، المستشارة السياسية السابقة، وطفليهما فالنتينا وكروز. يُعرّف نفسه بأنه محافظ طوال حياته ومؤيد قوي لسياسات السوق الحرة، ويتولى قيادة حزب المحافظين الكندي منذ عام 2022.