تعتمد الاقتصادات الحرة أو اقتصادات الأسواق المحلية على أداء الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ترتبط بقطاعات اقتصادية عديدة، يستوعب قطاع الخدمات وقطاع توزيع السلع غالبيتها. كذلك تعتمد هذه الأعمال على إدارة الملاك الفعليين أو أفراد أسرهم. فمثلا هناك المطاعم والفنادق الصغيرة، أو البقالات والأسواق المركزية الصغيرة، أو ورش الصيانة المتنوعة، كلها تعتمد على العمالة العائلية بشكل مهم، وعلى رؤوس أموال محدودة، وسيولة تشغيلية متهاودة، وتقترض من المصارف وغيرها من مؤسسات التمويل لأجال قصيرة.
تقدر تقارير اقتصادية حديثة للبنك الدولي أن الأعمال الصغيرة تمثل 90 في المئة من المنشآت الاقتصادية في العالم، وتوظف 50 في المئة من العمالة في الاقتصاد العالمي. يضاف إلى ذلك، هناك تقديرات بأن مساهمة هذه المنشآت في الناتج العالمي تصل إلى 40 في المئة. يقدر البنك الدولي أنه في حلول عام 2030 ستوفر الأعمال الصغيرة 600 مليون وظيفة على المستوى العالمي، ومن المثير للانتباه أن التقرير أشار إلى 7 من كل 10 وظائف توفرها الأعمال الصغيرة، خصوصا في الاقتصادات الناشئة. بيد أن هذه الأعمال تواجه مشكلات في التمويل في العديد من الدول النامية.
أين الخليج من المشروعات الصغيرة؟
شجعت دول الخليج العربية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتنشيط دور القطاع الخاص، وتوفير فرص عمل للشباب المتدفقين إلى سوق العمل. كما هو معلوم، ظل توظيف المواطنين في دول الخليج من مسؤوليات الإدارة الحكومية، بما كرس البطالة المقنعة في الدوائر والمؤسسات الحكومية، ولذلك صار من اهتمام الحكومات توفير فرص عمل للمواطنين في مؤسسات القطاع الخاص، ومنها الأعمال الصغيرة والمتوسطة.