أعلن "حزب العمال الكردستاني"، الجماعة المسلحة التي تخوض صراعا دمويا ضد تركيا منذ أكثر من أربعة عقود، إعلانا تاريخيا وغير مسبوق يوم الاثنين، أكد فيه عزمه على حل نفسه وإنهاء كفاحه المسلح.
جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي عقده الحزب الأسبوع الماضي في شمال العراق، حيث يتمركز، ما يلي: "لقد أكمل حزب (العمال الكردستاني) مهمته التاريخية، وقرر حل بنيته التنظيمية، على أن يُدار تنفيذ هذا القرار ويُشرف عليه القائد آبو" (في إشارة إلى زعيم الحزب عبد الله أوجلان).
وأضاف البيان: "لقد كسر نضال حزب (العمال الكردستاني) سياسة الإنكار والإبادة التي استهدفت شعبنا، وأوصل القضية الكردية إلى مرحلة يمكن فيها حلها من خلال السياسة الديمقراطية."
وفي فبراير/شباط، دعا زعيم الحزب، المسجون في تركيا منذ أكثر من عشرين عاما، إلى عقد مؤتمر تُبحث فيه مسألة حل الحزب.
وفي 8 مايو/أيار، أصدر "العمال الكردستاني" بيانا مقتضبا، وذلك عقب انعقاد مؤتمره الثاني عشر في الفترة بين 5 و7 من الشهر ذاته، ولوّح خلاله بإعلان "كبير".
ويُتوقع أن يحمل قرار الحل تبعات سياسية وأمنية واسعة على المنطقة، بما في ذلك العراق المجاور وسوريا، حيث تنشط قوات كردية متحالفة مع الولايات المتحدة. ورغم أهمية هذا الإعلان، إلا أنه لا يُعد اختراقا حاسما. ووفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات الجارية بين الحزب والحكومة التركية، لا تزال هناك قضايا عديدة غير محسومة. وتصف هذه المصادر الإعلان بأنه خطوة انتقالية تهدف إلى تخفيف الضغط الشعبي، وتجاوز الانتقادات، وإيصال رسالة تفيد بوجود تقدم، وإن كان ببطء.