في الثامن عشر من يونيو/حزيران، وفيما كانت ساريتان جديدتان تُنصبان في البيت الأبيض، لم يكن الرئيس دونالد ترمب يرفع علم الدولة، بل راية الخداع الدبلوماسي. استغل ترمب اللحظة للإدلاء بتصريحات مبهمة بشأن سياسته تجاه إيران، عقب الضربات الإسرائيلية التي استهدفتها. وأثناء حديثه بجانب إحدى الساريتين، وقد اصطف خلفه عمّال بناء يرتدون خوذات واقية، انخرط في تواصل متشعب مع الصحافيين.
قال بنبرة غامضة وهو يتأمل المشهد: "الأسبوع المقبل سيكون كبيرا للغاية، بل ربما أقل من أسبوع، وربما أقل"، مشيرا إلى أن المحادثات الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي لا تزال ممكنة.
وفي اليوم التالي، تلت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض بيانا صادرا عن ترمب قال فيه إنه "سيتخذ قراره بشأن المشاركة في الحرب من عدمها خلال الأسبوعين المقبلين".
كان ذلك تضليلا متعمدا، إذ إن القرار كان قد صدر بالفعل، موجها القاذفات الأميركية من طراز "بي-2" للإقلاع بعد يومين من قواعدها في ولاية ميزوري، في مهمة استغرقت 37 ساعة ذهابا وإيابا لإسقاط عدة قنابل بلغ وزنها نحو 30 ألف رطل على المواقع النووية الإيرانية.
جاءت هذه المراوغة الأميركية في أعقاب الخداع الإسرائيلي، حين هاجمت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني في وقت كانت فيه طهران منخرطة في محادثات جارية مع الولايات المتحدة، كان من المقرر أن تشمل اجتماعا بعد يومين من الهجوم.