تحاول إسرائيل فرض واقع صعب على الدولة السورية من الناحية الأمنية، وذلك لدفعها إلى الوصول إلى تفاهمات بينها وبين سوريا قبل أن تتسارع أعمال عجلة الاستقرار السوري الذي قد يؤجل التفاهمات السريعة ويفتح أبواب التفاوض على المكاسب من جانب الحكومة السورية مقابل أي اتفاق أو عملية سلام. السلوك الإسرائيلي مبني على تعقيد كثير من الديناميكيات السياسية والأمنية أمام الدولة السورية الجديدة المتعبة والمُثقلة بإرث من الدمار والبنية الاقتصادية المنهارة نتيجة سنوات طوال من الحرب.
توغلات في الأراضي السورية، عمليات استهداف وإنزال في عدّة مناطق، وإنشاء حواجز تفتيش في مناطق من حوض اليرموك والقنيطرة، حتى إن التدخلات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة يعفور القريبة من العاصمة دمشق، من خلال تنفيذ عملية برية امتدت لـ4 ساعات بحسب معلومات "المجلة"، تضمّنت مصادرة صواريخ تُركت من قبل ميليشيات تابعة لإيران و"حزب الله" اللبناني بعد سقوط النظام، وعملية تفتيش لأكثر من منزل كان من المخطط أن يتم اعتقال أشخاص فيها، دون أن تتمكن "المجلة" من التأكد من مصادر متقاطعة حول نجاح عملية الاعتقال.
عملية الإنزال تمّت بعد ساعات من احتفال الدولة السورية بهويتها البصرية الجديدة، وبحسب المعلومات قدمت 3 طائرات هليكوبتر ونفذّت عملية إنزال في بلدة كفر قوق التابعة لمنطقة يعفور التي لا تبعد عن دمشق كثيرا (حوالي 18 كم)، وعملية مشابهة في بلدة رخلة القريبة من كفر قوق. الجانب الإسرائيلي سحب من المنطقة صواريخ محمولة على الكتف/مضاد للطيران، وتم تفجير ما بقي من المستودعات والتي كانت فيها أسلحة خفيفة. المنطقتان كانتا مراكز قوّة وتخزين سلاح لـ"حزب الله" اللبناني كونهما قريبتين من الحدود السورية-اللبنانية، ما يُرجح أن الجانب الإسرائيلي كان يحاول قطع الطريق أمام وصول هذه الأسلحة لـ"الحزب" في لبنان، سيّما أن عمليات التهريب على الحدود مستمرة في محاولة من "الحزب" نقل ما أمكن من مخزون السلاح الموجود في سوريا والذي لم تصل إليه الدولة السورية بعد.