الحاخام أبراهام كوبر معروف بدوره في الدبلوماسية الخلفية وترتيب الأرضية لاختراقات علنية، وكان له دور تمهيدي مهم قبل انضمام البحرين والإمارات إلى "الاتفاقات الإبراهيمية".
كوبر زار- مع القس جوني مور- دمشق في منتصف يونيو/حزيران والتقيا الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بعد لقائه في نيويورك خلال أبريل/نيسان الماضي.
عن زيارته إلى دمشق والدور الذي يلعبه وتصوراته لمستقبل الوضع في سوريا والعلاقة بين دمشق وتل أبيب، أجرت "المجلة" حوارا موسعا مع كوبر عبر تطبيق "زووم" في 12 يونيو. لكن نشر المقابلة تأخر بسبب انطلاق الحرب الإسرائيلية-الإيرانية. أرسلت له سؤالا عنها وأجاب عنه خطيا.
يقول كوبر إن القسم الأهم من زيارته ومور إلى العاصمة السورية "كان بلا ريب لقاءنا على مدى ساعتين مع الرئيس (الشرع). ومن الإنصاف القول إنك حين تجلس مع شخص يحمل خلفية إسلامية واضحة– ويُعرّف نفسه بذلك علنا– ومع ذلك يتبنّى رؤية لسوريا تتّسع لجميع مواطنيها، وينظر إلى الأمور بعقلية استراتيجية وعملية تهدف إلى إخراج سوريا من قوائم الدول المعادية في منطقة شديدة الاضطراب، ويعبّر بصدق عن أمله في بناء السلام، فإن ذلك يترك أثرا بالغا".
ثم أشار كوبر إلى أنه طرح خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين مشروعين: "الأول يهدف إلى مساعدة عشرات الآلاف من العائلات السورية– وربما أكثر– في معرفة مصير أحبائهم، ويتمحور المشروع حول جمع وتحليل الحمض النووي. الفكرة الثانية. حين سافرت إلى دمشق لأول مرة، أدهشني اتساع الأراضي القاحلة، في حين أنه على بعد خطوات قليلة فقط، تمتلك إسرائيل خبرات متقدمة في مجالي المياه والزراعة. الفكرة تكمن في المزيد من الحركة والتعاون في هذه المجالات الحيوية".
وسئل كوبر إذا كان الشرع يريد عقد اتفاق سلام، فأجاب: "أعتقد أنه يملك الأدوات والمهارات التي تؤهله لذلك، لكن تحقيق السلام يتطلب الكثير من العمل من كلا الجانبين. وإذا استدعى الأمر المضي خطوة بخطوة نحو خفض التصعيد، فهذا بحد ذاته أولوية كبرى للدولة اليهودية". وأضاف: "الأولوية في هذه المرحلة ستكون لخفض التصعيد... نعم، نطمح إلى سلام دافئ، ولا يشترط أن يكون وفق جدول أعمال اتفاقيات أبراهام".
وقال كوبر ردا على سؤال: "الخلاصة، ببساطة: إذا دعا الرئيس ترمب الزعيمين (الشرع ونتنياهو)، واحتضنهما معا وقال لهما (نحن معكما بالكامل) يمكن أن يُوقَّع اتفاق أبراهام في وقت أقرب بكثير". وزاد: "المزيد من الانخراط من قبل الرئيس ترمب سيقربنا من اتفاقيات أبراهام، أما في غيابه، فسنسير خطوة بخطوة. وفي كلتا الحالتين سنستمر نحن في لعب دور النودج (الإلحاح)". وأكد على أن الجانب السوري يعطي أولوية لتثبيت اتفاق "فك الاشتباك" لعام 1974 الذي خرقته إسرائيل بعد انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وهنا نص المقابلة مع الحاخام أبراهام كوبر، نائب العميد ومدير قسم المشاركة المجتمعية العالمية في مركز "سيمون فيزنتال للدراسات والمبادرات الدولية":
* هل تعتقد أن الحرب بين إيران وإسرائيل سيكون لها أي تأثير على جهودكم في سوريا؟
- إن الهزيمة الكاملة لطغيان إيران ستكون ذات أثر عظيم على شعب إيران، وشعب إسرائيل، ومستقبل سوريا، لما تحمله من بشائر باستقرار أكبر، وأمل لمستقبل أحفادنا. كثير من الإنجازات العظيمة باتت ممكنة.
أما بالنسبة إلى سوريا، فقد يبعث ذلك في نفوس أبنائها أملا جديدا بتحسّن الأوضاع، وتوقف نزيف الكفاءات. فلنبدأ بعمل مشترك بين أتباع الديانات المختلفة، في سبيل سلام حقيقي.