في فبراير/شباط 2025، دعا عبد الله أوجلان، مؤسس وقائد "حزب العمال الكردستاني"، والمحتجز في سجن جزيرة إمرالي التركية منذ عام 1999، حزبَه إلى نزع السلاح وحلّ نفسه. فاستجاب "حزب العمال الكردستاني"- الذي شنَّ حملة مسلحة استمرت 47 عاما وراح ضحيتها عشرات الآلاف- بإعلان وقف إطلاق النار ابتداءً من 1 مارس/آذار 2025، ثم عَقَدَ مؤتمره الثاني عشر في مايو/أيار، ليُعلنَ حلَّ نفسه بشكلٍ نهائي.
وفي الحادي عشر من يوليو/تموز 2025، وصل 30 عنصرا من الحزب (15 امرأة و15 رجلا) إلى كهف كازين الذي يقع على بُعد 50 كيلومترا غرب السليمانية في شمال العراق، للمشاركة في مراسم رسمية تولّت حكومة إقليم كردستان ترتيباتها الأمنية والبروتوكولية بالكامل.
حضر المراسم نحو 250 مدعوا، من بينهم مسؤولون من الحكومة المركزية العراقية، وإدارة إقليم كردستان، و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، وحزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" (ديم) المؤيد للأكراد في تركيا، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية وحقوقية ودبلوماسيين ومسؤولين من دول مختلفة، إلى جانب عدد من الصحافيين.
وضع المسلحون أسلحتهم بعد كلمات موجزة، ومن ضمنها بنادق الكلاشينكوف وقاذفات الصواريخ، داخل مرجل كبير أُعد في موقع المراسم، ثم أضرموا النار فيها.
جرت محاولة لإطلاق عملية سلام بين تركيا و"حزب العمال الكردستاني" في عام 2013، لكنها باءت بالفشل. وتبع ذلك فترة من الاشتباكات الدامية بين القوات الأمنية التركية ومقاتلي الحزب. كما عُزل عدد من رؤساء بلديات حزب "ديم" وسجنوا بتهمة دعم الإرهاب، واستُبدلوا بأوصياء عيّنتهم الدولة.