روايات الأجيال الجديدة تحكي تاريخ المجتمعات العربية وتحولاتها

أربعة أعمال من عمان والكويت ومصر

بشرى خلفان

روايات الأجيال الجديدة تحكي تاريخ المجتمعات العربية وتحولاتها

ظهر لافتا في السنوات الأخيرة عودة عدد من الكتاب والروائيين العرب إلى روايات الأجيال الملحمية الكبيرة الحجم التي لا تتناول سيرة وحكاية شخصية واحدة أو عدد من الأشخاص، وإنما تعمد إلى توثيق تاريخ جيل كامل وربما عدد من الأجيال المتتالية ورصد تحولات الزمان والمكان بالأمم والشعوب، وما يحدث من تقلبات وتغيرات خلال فترة زمنية طويلة تتجاوز المائة عام .

"دلشاد" من سيرة الجوع إلى حياة الذهب

من سلطنة عمان تكتب بشرى خلفان روايتها عن حياة الناس هناك، بداية من الربع الأول من القرن العشرين، متنقلة بين الأزمنة والأمكنة، حتى تصل إلى العصر الحالي، وذلك عبر جزءين كبيرين من الرواية (الأول "دلشاد سيرة الجوع والشبع"، والثاني "سيرة الدم والذهب").

عبر ثلاث مناطق مختلفة في مسقط، تنتقل بنا الرواية بين "لوغان" و"ولجات" و"حارة الشمال"، لنتعرف الى أحوال عمان في تلك الفترة الزمنية، وكيف كان أثر الحرب العالمية على العمانيين وكذلك الحماية البريطانية لأراضيهم، تبدأ الرواية من حكاية تخص بطل الرواية وعالمه، دلشاد، ذلك الاسم الفارسي الذي منحته أم البطل له وتعني "الضاحك"، أملا في أن يواجه بهذا الاسم قسوة الحياة، فيما جاءت حياته مليئة بالمآسي والصعوبات التي جعلته يضحك عليها من حزنه أيضا، ولكنها سرعان ما تنتقل لتكون معبرة عن أحوال الكثير من البسطاء الذين يحيطون بدلشاد ويملؤون عالمه.

يتزوج دلشاد امرأة من البلوش سرعان ما توافيها المنية بعد ولادتها لابنتها مريم، ويتولى هو مسؤولية تربية البنت والقيام على مصالحها حتى يشتد عودها، فيضطر إلى تركها في أحد بيوت "ولجات" حيث يمكنها أن تجد قوت يومها وتحظى بمكانة لا تقلل شأنها في "بيت لوماه"، وهناك يقع في غرامها سيد البيت، عبد اللطيف، فتنتقل حياتها نقلة نوعية إلى حياة الدعة والرخاء، إلا أن الأمر لا يستقر لا بمريم ولا بدلشاد أو عبد اللطيف، فسرعان ما تتقلب بهم الأحوال وتتغير، فبينما يهاجر دلشاد مسقط كلها بحثا عن لقمة العيش، سرعان ما تفكك الحرب أوصال "بيت لوماه"، لتخرج مريم وابنتها فريدة باحثتين عن فرصة أخرى للحياة في حارة الشمال.

بين فصول الرواية القصيرة، التي عمدت الكاتبة إلى جعلها من خلال أصوات الرواة، نتعرف الى جوانب مختلفة من حياة أهل عمان في تلك الفترة العصيبة من التاريخ، والتي تبدو مجهولة للكثيرين، حيث نتعرف الى طبقات المجتمع العماني المختلفة من الفقراء إلى التجار الأغنياء، وطبيعة الحياة والعلاقات بينهم في تلك الظروف العصيبة، كما نتعرف الى عدد من عادات أهل تلك البلاد وتقاليدهم سواء في أفراحهم أو احتفالاتهم أو ما يؤمنون به من معتقدات وأساطير، وكيف يحضر الحب في كل مرة بين ثنايا تلك المآسي والصعاب الكبرى.

استطاعت بشرى خلفان أن تقدم صورة بانورامية للمجتمع العماني، وأن تقدم عالم مسقط بشكل أساسي من تاريخه المبكر وحتى العصر الحديث

تكتمل حكايات الجزء الأول المتناثر في  الجزء الثاني من الرواية، حيث يواصل دلشاد البحث عن ابنته التي ضاعت، وتواصل مريم مواجهة الحياة وتقلباتها، ونتعرف من خلالها الى عدد آخر من وجوه الحارة العمانية، وطبقاتها، سواء من البسطاء الذين تنتمي إليهم، أو من طبقة الأثرياء والتجار الذين استطاعت أن تقترب من عالمهم، بعد أن تزوجت وأصبحت لها ابنة، تواصل مسيرتها في الحل والترحال، وكأن سيرة دلشاد كلها هي ذلك التنقل المستمر بين الأماكن بشكل عفوي ظاهريا، فيما تبدو من ورائه رغبة الكاتبة في أن تجمع ما استطاعت من طبيعة المجتمع العماني بمختلف طبقاته وفئاته، وتصرفاتهم ومواقفهم مع تقلب الأحوال بهم.

دلشاد- سيرة الجوع والشبع

وهكذا استطاعت بشرى خلفان أن تقدم صورة بانورامية للمجتمع العماني، وأن تقدم عالم مسقط بشكل أساسي من تاريخه المبكر وحتى العصر الحديث، وأن تجعل قارئها في النهاية متشوقا لمعرفة المزيد من هذا المجتمع وذلك العالم الشديد الجاذبية والثراء.

"أسفار مدينة الطين" والتأريخ الروائي المطول

تبدو  ثلاثية "أسفار مدينة الطين" للروائي سعود السنعوسي بمثابة تأريخ روائي للكويت منذ أوائل القرن العشرين 1920 حتى تسعيناته، وذلك من خلال شخصية الروائي المتخيل، صادق بوحدب، الذي يظهر لنا منذ بداية الرواية بهدف واضح هو توثيق تاريخ الكويت من خلال رواية يكتبها ويشارك القراء عالمها، ويفترض منذ البداية أن الرواية واجهت مشكلة رقابية ومنعت، وغير ذلك من حيل سردية حتى يقدم عالمه الى القارئ بشكل مختلف، تأتي الرواية على ثلاثة أجزاء متتالية ("سفر التبة"، ثم "سفر العباءة"، وأخيرا "سفر العنفوز").

سعود السنعوسي

منذ البداية، تبدو الرواية شديدة الوفاء لعالمها الذي تتناوله وتاريخها الذي تستحضره، فالكويت القديمة تحديدا هي التي تعرف أسطورة "العباءة" التي وجدها الناس قديما في البحر وظنوا أنها جنية، وكذلك "التبة" التي هي الغوص بلهجة أهل الكويت، ويعرف مجتمع الغواصين أن لكل غواص سبع تبات إلى عشر في رحلاتهم لصيد السمك واللؤلؤ، أما العنفوز فهي سمكة شديدة الخصوصية تلتمع ألوانها في البحر وما إن تخرج منه حتى تتحول إلى اللون الرمادي الكابي، وكأنه يرمز بها إلى بطل الرواية سليمان الذي يفقد هويته بمجرد الخروج من بيئته وابتعاده عن عالمه.

في "أسفار مدينة الطين" ينجح السنعوسي في الجمع بين التوثيق التاريخي لعالم الصيادين في الكويت قديما إلى جانب إضافاته من الخيال الحر، فلم يكتف ببناء شخصيات عالمه التي نتعرف فيها الى ذلك العالم، بل اقترح إضافة يوم جديد لأيام الأسبوع وهو "الأسدوس" الذي يقع بين الخميس والجمعة، وجعل منه فرصة لأن يضع فيه كل ما يشاء من أفكار وتخيلات، كما يجعل القارئ على دراية شديدة بعوالم "الصاجات/ العرافات" وكيف تغير مقولاتهن وأخبارهن الكثير من وقائع ذلك المجتمع الذي يبدو بدائيا ولكنه يحمل قدرا كبيرا من الثقافة والعلوم والمعارف الشعبية المختلفة، كما يرصد الأغنيات والموسيقى وفنون الرقص المختلفة في المناسبات المختلفة سواء كانت الحروب أو رحلات الصيد، وسواء كان ذلك في البر أو البحر، فلكل مناسبة أغنياتها الخاصة وطقوسها التي تتناسب معها، ويعتقدون بأثرها في كل حال.  

استطاع السنعوسي من خلال أسفار مدينته الثلاثة أن يرسم تاريخ الكويت بطريقة سردية شيقة، وأن يرصد عددا من تقاليد المجتمع القديمة سواء في عالم البحر والصيد أو العلاقات بين الناس

وهكذا استطاع السنعوسي من خلال أسفار مدينته الثلاثة أن يرسم بجلاء عالم وتاريخ الكويت بطريقة سردية شيقة، وأن يرصد عددا من تقاليد المجتمع الكويتي القديمة سواء في عالم البحر والصيد أو العلاقات بين الناس وعاداتهم وتقاليدهم في ذلك الوقت أو حتى معارفهم وألعاب أطفالهم، في رواية تحمل قدرا كبيرا من الدرامية والتشويق في الوقت نفسه.

أسفار مدينة الطين للروائي سعود السنعوسي

"ملحمة المطاريد" وتحولات القرية المصرية

لا يكتفي عمار علي حسن برصد سيرة وحياة جيل واحد من أجيال صعيد مصر، بل يمتد به رصد تحولات القرية المصرية إلى خمسة أجيال متتالية في روايته التي قسمها ثلاثة أجزاء باسم "ملحمة المطاريد" والتي تروي رحلة عائلة "الصوابر" وصراعها مع عائلة "الجوابر" وذلك من لحظة تبدو خارج التاريخ المعروف حيث نشأ "نجع المجاذيب" في صعيد مصر والتف حوله الناس، وتدور بهم المواقف وتتغير الأحوال ليبرز من بينهم رضوان الصابر وإبراهيم الجابر، وبين أبنائهم وأحفادهم يدور صراع طويل.

ست عشرة حكاية من خلال ثلاثة أقسام جاءت فيها الرواية، تحمل كل حكاية عنوانا خاصا، وتبدو الحكايات متصلة منفصلة، تعرض سيرة الناس البسطاء وعلاقتهم بالقوى الطبيعية والبشرية على السواء، حيث تناقش الرواية تطور نظام الملكية في مصر، واعتزاز الفلاح بأرضه وعلاقته الأصيلة بها، كما ترصد  علاقة الفلاح بالسلطة من أيام العثمانيين والمماليك مرورا بعصر محمد علي وصولا إلى  ثورة 1919، كما تحكي عن علاقتهم بالنيل وكيف كانت القرى تخرج عن بكرة أبيها لمواجهة الفيضان، أو كيف يواجهون الجفاف في المقابل، وكيف أثرت تلك الحوادث الطبيعية على حياة الناس في القرى وغيرت من طبيعة الناس.   

عمار علي حسن

تزخر الرواية بالشخصيات وتمتلئ بالرصد التاريخي الواقعي لتلك التحولات المهمة التي حدثت في قرى الصعيد، وكيف كان تأثير الانتقال بين كل حاكم في مصر على أولئك الفلاحين، ففي عهد العثمانيين يكون النظام هو "الالتزام" حيث يحق للفلاح زراعة أرضه بينما ينتظر منه جزءا من الأرباح يقدمها الى مالك الأرض، وهكذا تركز الرواية على تلك النظم المختلفة، حتى تقدم صورة كاملة للمجتمع الريفي في مصر في تلك الفترة الزمنية الطويلة، كما يطل على عدد من العادات والتقاليد المصرية، سواء تلك المتعلقة بمواسم الفلاحين، أو عادات مجتمع المجاذيب والمتصوفة ومن يسمونهم "أهل الله"، بالإضافة إلى تصوير عالم أصحاب السلطة والنفوذ في تلك المجتمعات سواء من العمد أو المشايخ أو التجار، وكيف يحكم كل واحد منهم سيطرته على التابعين له بالقوة تارة وبالقهر تارة أخرى، وكيف يستمر ذلك الصراع بأشاكاله المختلفة حتى أنه يبدو بالفعل صراعا بلا نهاية.

تزخر الرواية بالشخصيات وتمتلئ بالرصد التاريخي الواقعي لتلك التحولات المهمة التي حدثت في قرى الصعيد، وكيف كان تأثير الانتقال بين كل حاكم في مصر على أولئك الفلاحين

والملاحظ في الرواية من بدايتها التركيز على "الحكايات" ودورها وأثرها في حفظ الحقوق والأصول، لا سيما بين عائلة "الصوابر" الذين يبدو ارتباطهم بالأرض أكثر قوة من غيرهم، وحرصهم على الاحتفاظ بحقوقهم في مواجهة ما يحيط بهم من كوارث، فالفيضان يأتي وقد يقتلع قرية بأكملها لا يبقى منها إلا عدد بسيط من الأفراد، ويدور صراع جديد على البقاء، من يكون من حقه المكان والأرض بعد أن تعود الأمور إلى نصابها، وتبقى تلك الحكاية المحفوظة يتناقلها هؤلاء الأفراد وهي التي تحفظ لهم حقوقهم، وتجعلهم يتمكنون من العودة  مرة أخرى ويواجهون الكوارث على اختلافها سواء كانت طبيعية أو بشرية.

ملحمة المطاريد

وهكذا تبدو "ملحمة المطاريد" على نحو ما خارجة من إطارها الخاص، رغم تفاصيلها الشديدة الخصوصية، ولكنها يمكن أن تخرج إلى الإطار العام، لتمثل تاريخ صراع الإنسان في الأرض بشكل عام، وانقسام الناس طوال الوقت بين ملاك أصحاب سلطة ونفوذ، وبسطاء هم أصحاب الأرض الذين يبذلون جهدا طويلا ويحرصون على التمسك بحقوقهم، ويواجهون طوال الوقت تلك المشكلات والأزمات والتحديات، يخضعون لسلطانها مرة ويتغلبون عليها مرات، وهي في كل ذلك تقدم صورة حية للناس وتقدم شخصيات من لحم ودم، يتفاعل معها القارئ ويتعاطف مع حكايتها ومصيرها.

"الواقعة الخاصة بأموات أهله" ورصد أحوال القاهرة

 من قلب القاهرة وأحيائها الشعبية تنتطلق رواية محمد عبد الجواد، التي يرصد من خلالها تحولات عائلة عريقة في مصر، هي عائلة الرز، وما جرى لها من بدايات القرن العشرين إلى نهايته، مرورا بكل التحولات الكبرى والوقائع المختلفة التي جرت على افرادها في تلك الفترة الزمنية الكبيرة، ومن خلالها نتعرف الى وجه آخر من وجوه القاهرة.

محمد عـبد الجـواد

تبدأ الرواية من عائلة تركية تقرر الاستقرار في القاهرة، في ذلك الزمن الذي كانت فيه حاضنة ثقافية واجتماعية للعديد من الأعراق والتجمعات. يستقر المقام برمضان الرز في حي السيدة زينب ويبدأ منه تجارته، ويموت تاركا ثلاثة أبناء هم حسن وحسين وأمينة. بمجرد وفاة الأب تظهر الاختلافات بين الإخوة الثلاثة، ففي الوقت الذي يفضل فيه الأوسط حسين الانطلاق والحرية والبدء في مشروع تجاري فريد من نوعه، يحافظ الآخران على أصل العائلة وتقاليدها وتراثها، سواء حسن الرز الذي يتخرج من الحقوق ويصبح قاضيا ذا مكانة خاصة ومهابة، أو أمينة التي تعمل في وزارة الأوقاف وتصبح مسؤولة كبيرة ذات نفوذ في البلاد.

يتزوج حسن الرز ويترك القاهرة إلى الإسكندرية، ويأخذ أخته أمينة معه، وهناك تتعرف الى وكيل النيابة الشاب درويش عبد الغني ويتزوجها، وسرعان ما تقوم ثورة يوليو 1952 ويتغير فيها الحال والعلاقات بين القضاة وحركة الضباط الأحرار، فينتقل درويش وزوجته إلى القاهرة، ويبقى حسن الرز متأثرا بتلك التحولات المفاجئة حتى يأتيه الموت. يموت حسن الرز ليبقى أثر العائلة مقسما بين أمينة وحسين.

يرصد الكاتب التحولات الداخلية والخارجية لشخصيات روايته من جهة، وفي المقابل يرسم لوحة للقاهرة والتغيرات التي طرأت عليها خلال فترة تزيد على مائة عام

تركز الرواية بعد ذلك على شخصية حسين الرز التي تبدو شديدة الثراء والجاذبية منذ الطفولة والشباب حتى الكبر، فهو الرجل المغرم بتتبع النساء، يخوض المغامرة تلو المغامرة ولا يفتر عزمه، وعلى خلفية ذلك تؤثر عليه الأحداث السياسية المختلفة والمتعاقبة، ويبقى نموذجا غريبا في أسرة الرز، لا يستطيعيون تقبله ولا يتمكنون من إنكاره، ولعل ذلك سيكون السبب الرئيس لكي يواصل القارئ التعرف الى عالم الرواية ووقائعها وأحداثها، حتى الحادثة الأخيرة المركزية الأساسية التي بنيت على اسمها الرواية وهي تلك "الخاصة بأموات أهله" حيث يتم نقل مقابر عائلة الرز في إطار مشروع تطوير القاهرة، مما يضطر أمينة الرز في النهاية للجوء إلى مدافن أخيها بعد أن طردته من بيتها ومن أسرتها زمنا طويلا. ولعل المفارقة أن الرواية بعد العديد من الأحداث والمواقف والوقائع التي تتعلق بأهل الرز، يكاد المرء معها ينسى أن  التركيز أصلا على "أموات أهله"، وهي مفارقة ذكية تحمل قدرا من الشجن لا سيما أن جاءت بعد تلك الرحلة الطويلة من عمر البطل ورحلته وتجاهل الأخت له وتنكر الزمان، وكأنها تحمل فلسفة خاصة بعد كل تلك الأحداث الواقعية العادية.

الواقعة الخاصة بأموات أهله

بين هذا وذاك، يتقن محمد عبد الجواد التعبير عن الأجيال المتتالية لعائلة الرز، بداية بدر الشهوار ابنة أمينة، التي حاولت الاقتراب من خالها حسين ومعرفة أسراره وخباياه، ثم ابنها سيف الدين الذي اعتبره حسين الرز حفيده، وجاء ليكون معبرا نموذجيا عن الجيل الحالي في التسعينات وما بعدها، حيث يعاصر بداية التكنولوجيا، تلك الفترة الزمنية الشديدة الثراءة والخصوصية، ويعبر عنها الكاتب بدقة وثراء لا سيما أنه ينتمي إليها، حيث مصر في أيام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وبداية علاقة عائلة الرز بالدولة بشكل أكبر من خلال ترشح أمينة الرز لمجلس الشعب، ومراقبة ابنتها لسياسات الحزب الوطني وتحولاتها، وظهور الحركات السياسية المعارضة للحكم بقوة، مثل "كفاية" ومعارضة فكرة التوريث، حتى تصل إلى لحظة الثورة وما فجرته داخل العائلة في البداية من صراعات، وكيف انعكس ذلك على حال المجتمع المصري بعد ذلك.

لعل أكثر ما يميز رواية "الواقعة الخاصة"، ذلك الحس الدرامي في رسم شخصيات عالمه، والحرص على تصوير المجتمع والناس بكاميرا سردية شديدة الحساسية، فالكاتب يرصد التحولات الداخلية والخارجية لشخصيات روايته من جهة، وفي المقابل يرسم لوحة للقاهرة والتغيرات التي طرأت عليها خلال فترة تزيد على مائة عام.

font change