الطريق الطويل نحو الانهيار... 12 عاما منذ تأسيس "الدعم السريع"

أي نوع من الدول يمكن إعادة بنائه من تحت كل هذا الرماد

أ ف ب
أ ف ب
امرأة سودانية تحمل لافتة كُتب عليها باللغة العربية "#أنقذوا_الفاشر" خلال احتجاج منظم ضد انتهاكات قوات "الدعم السريع" بحق أهالي الفاشر، في مدينة القضارف شرقي السودان، في 6 نوفمبر 2025

الطريق الطويل نحو الانهيار... 12 عاما منذ تأسيس "الدعم السريع"

قبل أحد عشر عاما، كتبت مقالا بعنوان "الطريق السريع إلى الصومال" محذرا من أن المسار الذي كان يسلكه نظام البشير في السودان بعد تكوينه لميليشيا "الدعم السريع" في عام 2013، والذي قام على تفريغ مؤسسات الدولة، واعتمد على الميليشيات غير النظامية، لم يكن فقط نهجا غير مستدام، بل انتحاري. ذلك المقال، الذي نُشر في منتصف 2014، عقد مقارنة بين المسار الداخلي للسودان وانهيار الصومال في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات. لم يكن الحديث عن تشابه ثقافي أو جغرافي، بل عن الانحلال الهيكلي: كيف تموت الدول عندما يستبدل الحكام الشرعية بالقمع ويستعيضون عن المؤسسات الوطنية بجيوش خاصة.

في ذلك الوقت، اعتبر الكثيرون مثل هذه التحذيرات مبالغا فيها. قالوا إن السودان قد صمد أمام الحروب سابقا. وأن لديه مؤسسات قوية وخبرة متراكمة في إدارة الأزمات. لكن خلف وهم الصمود كانت هناك شرارة تشتعل- تفكيك متعمد لتماسك الدولة على يد سلطة نظام البشير الإسلامي التي سعت لترسيخ سلطتها عبر تفتيت المهددات. وكان ظهور "قوات الدعم السريع" أوضح تجسيد لهذا المنطق: ميليشيا وُلدت ليس من رحم الضرورة أو حوجة الدولة، بل من الهوس بالمهددات.

اليوم، وبعد اندلاع الحرب بين جيش الحكومة السودانية وميليشيا "الدعم السريع"، تحققت النبوءة القاتمة. القوة التي خُلقت لحماية النظام انقلبت على الدولة نفسها. أصبح "الطريق السريع إلى الصومال" واقعا معاشا يتسيده الرعب وعدم اليقين: بلد تتنازعه قوى السيطرة المختلفة، ويشهد فظائع جماعية بشكل يومي، وتتناوب القوى الأجنبية على المتاجرة بالدم السوداني لتحقيق أجنداتها وطموحاتها الإقليمية.

أصول الدولة الموازية ومسار تفكك الدولة

تفكك الدولة يعني أن الكيان السياسي الذي يحتكر السلطة والسيادة داخل حدوده يفقد قدرته على ممارسة هذا الاحتكار. أي إن مؤسسات الحكم (الجيش، الشرطة، القضاء، الخدمة المدنية، المالية العامة) تتآكل تدريجيا حتى تفقد السيطرة على الأرض والسكان والموارد. وهنا فإن خصخصة العنف الشرعي ليست مجرد نتيجة لتفكك الدولة، بل هي إحدى آلياتها الأساسية. حين تفقد الدولة احتكارها للعنف تبدأ دوامة التمليش، ويتحول جهاز الحكم من بنية متماسكة إلى شبكة إقطاعيات مسلحة تتنازع على الموارد والشرعية. وهذه هي ديناميات الانهيار الهيكلي، حيث لا تسقط الدولة فجأة، بل تتحلل ببطء من الداخل، كلما سمحت بتقاسم سلطتها على العنف مع آخرين.

عندما تم إنشاء "قوات الدعم السريع" في 2013 بقيادة محمد حمدان دقلو- المعروف بحميدتي- تم تقديمها على أنها إجراء أمني عملي

عندما تم إنشاء "قوات الدعم السريع" في 2013 بقيادة محمد حمدان دقلو- المعروف بحميدتي- تم تقديمها على أنها إجراء أمني عملي. فقد كان الجيش السوداني مثقلا بعبء الصراع مع حركات الكفاح المسلحة ومحبَطا بضغط الواقع المعيشي المنهار واليأس الوطني الذي تلى استقلال/انفصال جنوب السودان في 2011. كان الرئيس السابق عمر البشير ورفاقه الإسلاميون يخشون ليس فقط التمرد في دارفور أو المنطقتين (جنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق)، بل كان مبلغ خشيتهم هو الانقلاب من داخل صفوف الجيش نفسه.

كان حلهم عبثيا بكل المقاييس، فبدلا من تقويم مسارهم والسعي لتبني مشروع وطني قاموا بإطلاق ميليشيا "الدعم السريع". عملوا على إنشاء ميليشيا موالية جذورها في العنصرية الإثنية والمحسوبية القبلية والرشى السياسية للدفاع عن بقاء النظام. وهكذا أعيدت تسمية الجنجويد لتصبح "قوات الدعم السريع"، قوة نظامية في الظاهر لكنها في الواقع جيش خاص. وبرزت في أول ظهور علني لها في الخرطوم التي شهدت مقتل أكثر من مئتين من المتظاهرين السلميين على يد هذه القوات في سبتمبر/أيلول 2013.

أ ف ب
مقاتل من قوات "الدعم السريع" يجلس في مركبة مسلحة في مدينة نيالا، في جنوب دارفور، في 3 مايو 2015

أفرغ هذا الترتيب تعريف الدولة السودانية للسيادة من معناه. فبدلا من احتكار القوة، تم إنشاء سوق للعنف. وتمت تغذيته بعقود التنقيب عن الذهب، والاستثمار في المجالات الخاصة. تدفقت الأموال والأسلحة خارج الميزانيات المؤسسية؛ وأصبحت الحصانة هي القاعدة التشغيلية. وأشرف على ذلك بشكل مباشر الفريق طه عثمان الحسين، مدير مكاتب رئيس النظام المخلوع عمر البشير الذي أصبح يرد على كل من يسمي هذه القوات "قوات حميدتي"، بتصحيحه بالقول: بل إنها "قوات حمايتي"!

بحلول 2023، أصبح للسودان جيشان، وسلسلتان قياديتان، وسياستان خارجيتان. لم تكن الحرب حادثا ينتظر الحدوث، بل كانت النتيجة المنطقية لفترة طويلة من الازدواجية

بحلول 2017، كانت كلفة منح مؤسسة القوات المسلحة الرسمية الإشراف الصوري على هذه الميليشيا إقالة رئيسين لأركان الجيش السوداني (الفريق أول مصطفى عثمان العبيد "أبو عشرة"، والفريق أول عماد عدوي)، ووزير للداخلية (الفريق أول عصمت عبدالرحمن) لإقرار قانون بتبعية ميليشيا "الدعم السريع" للقوات المسلحة، ولكنها رغم ذلك أبقت هذه الميليشيا تحت إمرة الرئيس المخلوع عمر البشير. وُضعت الميليشيا تحت القيادة الشخصية للبشير- وهو ترتيب جرد قيادة الجيش من أي سلطة عليها وجعل الرئيس الحكم الوحيد بين أذرع الدولة المتنافسة.

لم يكن هذا مجرد خلل إداري أو سوء تقدير سياسي. كان حكما دستوريا بالإعدام لجهاز الدولة. منذ تلك اللحظة، توقفت الدولة عن كونها كيانا متماسكا يحتكر العنف الشرعي وأصبحت تحالفا لإقطاعيات مسلحة، تتنافس فيما بينها على خطب ود الرئيس.

من الهوس الهيكلي إلى الانهيار الهيكلي

عندما سقط البشير في أبريل/نيسان 2019، قدمت "قوات الدعم السريع" نفسها كضامن للاستقرار. اجتهد حميدتي في تشكيل صورته، وكأنه لم يعد قائد ميليشيا قبلية، بل رجل دولة وأداة للتغيير. والمجتمع الدولي، الذي يبحث دائما عن حلفاء مناسبين، صدق هذه الرواية. امتدح بعض الدبلوماسيين الغربيين "قوات الدعم السريع" لأنها حمت الثورة من الفوضى، وضخت دول أخرى مليارات في خزائنها، ورأت في حميدتي وكيلا لطموحاتها في القرن الأفريقي، وسعت قوى إقليمية أخرى لتحويل السودان إلى مركز لوجستي لصراعاتها الجيوسياسية.

القيادة العسكرية بعد التغيير، توهمت أنها يمكنها أن تسيطر على طموحات الميليشيا وقائدها حميدتي بان تترك له حبل رغائبه السلطوية والاقتصادية على الغارب. وتمادت في تدليله لدرجة اختلاق منصب نائب رئيس المجلس العسكري ثم مجلس السيادة ومنحه لحميدتي وغض الطرف عن جرائمه المتراكمة والتي كان أبشعها فض الاعتصام. أما الحكومة الانتقالية المدنية وأحزابها، بدلا من تفكيك هذا الهيكل الموازي، تعايشت معه- بدافع من الضرورة وتحت وهم القدرة على السيطرة أو دوافع انتهازية أخرى لاستغلال نفوذ الميليشيا العسكري في الترقي في مراتب وعتبات السياسة. ولكن الشاهد أن ذلك كان خطأ كارثيا شارك فيه الجميع، ويدفع الوطن بأثره ثمنه الآن. اعتقد القادة المدنيون أنهم يستطيعون دمج "قوات الدعم السريع" تدريجيا في الجيش الوطني. خلطوا بين مؤسسة مرتزقة ومؤسسة قابلة للإصلاح.

والمفارقة أن كل خطوة نحو الدمج كانت في الواقع خطوة نحو الانتحار المؤسسي. وكل تنازل في التسلسل القيادي، أو شفافية الميزانية، أو السيطرة على الانتشار كان يعزز استقلالية "الدعم السريع". بحلول 2023، أصبح للسودان جيشان، وسلسلتان قياديتان، وسياستان خارجيتان. لم تكن الحرب حادثا ينتظر الحدوث، بل كانت النتيجة المنطقية لفترة طويلة من الازدواجية.

الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 لم تضع "الدعم السريع" ضد الجيش فقط. بل تدمير شامل للدولة السودانية بالكامل. وتحولت المدن إلى ساحات معارك لا من أجل الأيديولوجيا، وإن لبست قناعها، بل من أجل الأرض والغنائم. عادت الحرب إلى طبيعتها الأولى كساحة لحصد المغانم والسبي وارتكاب الجرائم، ولم تعد حرب القرن العشرين والواحد والعشرين التي تحكمها قواعد وقوانين.

لم يكن صعود "الدعم السريع" قصة سودانية بحتة، بل كان ممولا، ومسلحا، ومحصنا سياسيا من قبل شبكة مصالح عابرة للحدود

ومع اتساع الصراع، تمسكت الأسرة الدولية بأطر عفى عليها الزمن: وقف إطلاق النار، والمفاوضات اللانهائية غير محددة الأهداف، وأطروحات تقاسم السلطة. ولم يعالج أي من هذه الأطر الحقيقة الهيكلية أن السودان شهد محاولة انقلابية من ميليشيا حاولت ابتلاع الدولة ثم أحرقتها بكل وحشية فوق رؤوس أهلها حينما فشلت في حكمهم. بل إنه حتى المناطق التي دانت فيها السيطرة لميليشيا "الدعم السريع" منذ بداية الحرب، تشهد انعداما تاما لمظاهر حكم القانون. لم يعد السودان حينها دولة قائمة، بل ساحة مجزأة لسيادات عسكرية متنافسة.

وبحلول أحداث أواخر 2025، مثل سقوط الفاشر في يد "قوات الدعم السريع"، بعد حصار دام 18 شهرا من الجوع وترويع سكانها المدنيين، أصبح أمراء الحرب هم الفاعلين في الدولة، وأصبح المدنيون في مناطق الحرب رهائن في قبضة الميليشيا.

أ ب
تظهر هذه الصورة التي نشرها المجلس النرويجي للاجئين (NRC) عائلات نازحة من الفاشر في مخيم للنازحين لجأت إليه هربًا من القتال بين القوات الحكومية وقوات "الدعم السريع"، في طويلة، إقليم دارفور، السودان، الجمعة 31 أكتوبر 2025

وهم الدمج وخرافة التكافؤ

وبينما لا يزال جزء كبير من الخطاب الدبلوماسي الحالي يدور حول دمج "الدعم السريع" في الجيش لتكوين جيش واحد والحديث عن المساواة بين الطرفين المتقاتلين، فإن هذه اللغة، مهما كانت نواياها حسنة، تسيء فهم طبيعة المشكلة جوهريا إذ لا يمكن دمج السرطان في الجسد. ميليشيا "الدعم السريع" ليست جزءا من القطاع الأمني السوداني ولم تنشأ من دافع حوجة أو ضرورة أمنية أو عسكرية، بل هي كائن مضاد للدولة، تعيش على الفوضى، وتمول نفسها عبر النهب والابتزاز وتهريب الذهب، وتخضع لرعاة خارجيين لا لأي سلطة وطنية. ببساطة فإن وجودها لا يتوافق مع سودان مستقر أو موحد أو ذي سيادة.

وبالمثل، فإن فكرة المساواة بين "الدعم السريع" والجيش كـطرفين متحاربين يجب أن يتنازلا لبعضهما البعض من أجل تحقيق السلام، فهي فكرة عقيمة أخلاقيا وكسولة تحليليا. فغير أنها تمحو الفارق بين مؤسسة نظامية (مهما كانت معيبة) وميليشيا خاصة مبنية على الفظائع، فإنها تتجاهل واقع استهداف "الدعم السريع" المنهجي للمدنيين، والتطهير العرقي الذي تمارسه في دارفور وقبلها في الخرطوم والجزيرة، والتدمير المتعمد للبنية التحتية. كل هذه ليست مجرد نتائج عرضية للحرب، بل هي سلوك راسخ في طبيعة "الدعم السريع" نفسها. هروب المدنيين بشكل تلقائي من مناطق سيطرة ميليشيا "الدعم السريع" لمناطق سيطرة الجيش كاف في حد ذاته للتدليل على خطل هذه المساواة.

التواطؤ الخارجي.. سوق إقليمية للفوضى

لا يمكن لأي تحليل لانحدار السودان الحالي أن يتجاهل نظام الوكالة الخارجية الذي مكّنه. لم يكن صعود "الدعم السريع" قصة سودانية بحتة، بل كان ممولا، ومسلحا، ومحصنا سياسيا من قبل شبكة مصالح عابرة للحدود.

من الدول التي وفرت دعمها المالي واللوجستي لـ"الدعم السريع"، تحت غطاء المساعدات الإنسانية وأسراب الطائرات المحملة بالسلاح الذي أطال أمد الحرب وعمّق الكارثة الإنسانية إلى ميليشيات المرتزقة من شبكة "فاغنر" الروسية والشركات الكولومبية إلى وسطاء إقليميين، كل وجد في فوضى السودان فرصة مربحة. وفي الوقت نفسه، فشلت المؤسسات الدولية في تجاوز بيانات القلق. ترك شلل الدبلوماسية العالمية، المضاف إلى الغضب الانتقائي والمعايير المزدوجة الجيوسياسية، المدنيين السودانيين يواجهون الإبادة في صمت.

فيما يقف السودان على حافة الانهيار السياسي، لم يعد السؤال كيف ننهي الحرب، بل أي نوع من الدول- إن وجدت- يمكن إعادة بنائه في السودان من تحت كل هذا الرماد

الدروس الهيكلية حول خطر العبث بجهاز الدولة

ما سعى مقال 2014 لتسليط الضوء عليه، وما أكدته الحرب منذ عام 2023 بشكل مأساوي، هو أن انهيار الدولة ليس حدثا واحدا. إنه عملية تراكمية يقودها ثلاثة عوامل متداخلة:

عسكرة السياسة: حين تستمد السلطة من القسر لا الشرعية، يسعى كل فاعل سياسي إلى الاستحواذ على جيش بدلا من الاستقواء بحجة.

تفتيت السيادة: بمجرد أن يصبح العنف مُخصخصا، يتحلل احتكار الدولة للقوة الشرعية ويتم استبدالها بشبكات محسوبيات متنافسة.

الاستغلال الخارجي: يحول الفاعلون الإقليميون والدوليون عدم الاستقرار الداخلي إلى نفوذ استراتيجي، مما يضمن بقاء الصراع مربحا.

وللأسف تتجسد في السودان العوامل الثلاثة جميعا.

إعادة قراءة 2014.. ليست حنينا بل دليل

العودة إلى مقال "الطريق السريع إلى الصومال" اليوم ليست تمرينا في الحنين. بل هي تدبر في الوقائع. فهي تُظهر أن الكارثة الحالية لم تكن غير متوقعة. لقد تم التنبؤ بها، وتوثيقها، والتحذير منها- لكن تم تجاهلها من قبل من فضلوا راحة الإنكار على كلفة الإصلاح.

الدرس المستفاد هنا ليس في البحث عمن كان على حق، بل إن الأنظمة السياسية التي ترفض النقد محكوم بالفشل وأن تقود بلادها إلى الانهيار. عندما تُجرِّم الدول المساءلة العلنية، وعندما تمجد المجتمعات الرجال الأقوياء، وعندما تكافئ الدبلوماسية الدولية الفاعلين أنفسهم الذين يدمرون الأمم، يصبح الانهيار يقينا حسابيا.

بين التحذير وإعادة البناء

فيما يقف السودان على حافة الانهيار السياسي، لم يعد السؤال كيف ننهي الحرب، بل أي نوع من الدول- إن وجدت- يمكن إعادة بنائه في السودان من تحت كل هذا الرماد. إن إنهاء هيمنة "الدعم السريع" العسكرية وإنهاء وجودها المؤسسي المتمدد بشكل سرطاني هو شرط ضروري لكنه غير كافٍ. إذ يكمن التحدي الأعمق في إعادة بناء العقد الاجتماعي نفسه: إعادة بناء مؤسسات تستمد شرعيتها من الشعب، لا من السلاح أو الأيديولوجيا.

تجربة السودان، على مأساويتها، تقدم تحذيرا عالميا. لا دولة محصنة من الانهيار حين يطغى منطق القوة على منطق الحكم. وأن بذور التفكك تنمو دوما في اللحظات التي يتم فيها تغليب المصلحة الآنية على المبدأ.

قبل أحد عشر عاما، كانت استعارة "الطريق السريع إلى الصومال" تحذيرا. اليوم، هي خريطة لما وصل إليه السودان. ومع ذلك، حتى في الانهيار، يترك التاريخ خيارا: إما تكرار الأخطاء نفسها، وإما البناء من جديد على أنقاضها. إن الطريق نحو استعادة الدولة طويل- لكنه يبدأ، كما كان يجب أن يبدأ دائما، بشجاعة مواجهة الحقيقة.

font change

مقالات ذات صلة