في قلب الأزمة اليمنية تتكشف فصول مأساة صامتة تطال أقلية دينية صغيرة، هم البهائيون. لم تكن معاناتهم وليدة الصراع الحالي، بل هي امتداد لاضطهاد تاريخي تفاقم منذ سيطرة جماعة الحوثي على زمام الأمور في صنعاء ومناطق شمال اليمن في أواخر عام 2014. تحول الاضطهاد من ممارسات متفرقة إلى سياسة ممنهجة.
يشير مسؤولون بهائيون، و"المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين" إلى أن ما يتعرض له البهائيون في مناطق حكم الحوثي من اضطهاد واستهداف ليس سببها فقط وجود جماعة دينية متطرفة في صنعاء، وليس مجرد جزء من الظلم الذي يتعرض له كل من يحمل فكرا أو معتقدا مختلفا عن فكر ومعتقد الحوثي. بل الموضوع هو نتيجة أجندة منهجية تستهدف البهائيين تحديدا، وهذه الأجندة تُنفذ كامتداد للاضطهاد الشديد الذي يتعرضون له في إيران منذ عقود طويلة.
كحقوقيين، صُدمت المبادرة اليمنية في عام 2016 عندما اكتشفت، بعد عامين من أحداث العنف المتتالية ضد اليمنيين البهائيين، أن هناك مسؤولا في السفارة الإيرانية في صنعاء يتابع ملف "القضاء على البهائيين". ووفقا للمبادرة، فإن عددا ممن يديرون ملف ملاحقة البهائيين هم من القيادات الأمنية والقضائية التي حصلت على تدريب في إيران، وبأن ملاحقة البهائيين كانت جزءا مما تم توجيههم للقيام به.
وفي حديث إلى "المجلة" يقول أحد "البهائيين" اليمنيين إن ما تتعرض له جماعتهم في اليمن لو كان مجرد نتاج لحالة عامة، لأمكن اتخاذ بعض الخطوات القانونية التي تخفف نسبيا من معاناتهم، أو ربما التواصل مع بعض الشخصيات الأكثر اعتدالا في صنعاء للتخفيف من حدة ما يحدث. ولكن للأسف، الاضطهاد والاستهداف أصبحا سياسة عليا لدى الحوثيين.