نقل مؤتمر "وحدة الموقف" الذي عقدته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) يوم الجمعة 8 أغسطس/آب الجاري في الحسكة، ملف التفاوض بين الحكومة السورية و"قسد" إلى مستوى جديد كليا. هذا المستوى يهدد بانهيار المسار على نحو متسارع ويُغير طبيعة الملفات التفاوضية في حال تمكن الطرفان من الاستمرار فيه بضمانات ووساطات دولية. المؤتمر الذي عُقد تحت شعار "معا من أجل تنوع يعزز وحدتنا وشراكة تبني مستقبلنا" بحضور نحو 400 شخصية من شرق الفرات إضافة لمشاركة مصورة للشيخ الدرزي حكمت الهجري والشيخ العلوي غزال غزال، يعني خروج "قسد" من العباءة الجغرافية التي كانت تفاوض عليها- شرق الفرات- والدخول في مسار جديد يضم أطرافا سورية علاقتها بدمشق سيئة-الشيخان الهجري وغزال- وتتوافق تصوراتها مع تصورات "قسد" من ناحية شكل الحكم في سوريا، أي النظام اللامركزي.
معلومات "المجلة" تقول إن الأيام القليلة التي سبقت المؤتمر شهدت جهودا مكثفة من قبل "قسد" لإقناع العشائر العربية والمرجعيات السياسية في شرق الفرات لحضور المؤتمر، وأرسلت كثيرا من الوفود إلى دير الزور والرقة والحسكة للقاء شيوخ العشائر والمرجعيات الدينية في تلك المناطق للتحاور معهم وضمان مشاركتهم في المؤتمر الذي تعول عليه "قسد" كثيرا في سياق إظهار التحالف القوي الذي لديها داخليا، ما يُعطيها قوة على طاولة المفاوضات مع الحكومة السورية من جهة، ويمنح "قسد" أيضا صوتا أقوى في سياق محاولاتها لإقناع دول خارجية بضرورة الحكم اللامركزي كونه مطلب سوري وليس مطلبا كرديا فقط. من جهتها بذلت الحكومة السورية جهودا أيضا للحد من قوة تأثير المؤتمر من خلال تكثيف اتصالاتها الداخلية مع العشائر وشخصيات كردية وعربية في شرق الفرات لإقناعهم بأن أهداف المؤتمر ليست وطنية وتهدف إلى تعميق الخلافات السورية-السورية وتأخير جهود توحيد الأراضي السورية ودعم الاستقرار في البلاد.