قد يصف البيت الأبيض اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "تمرين على الاستماع"، ولكن يمكن القول إن مستقبل الأمن الأوروبي يكاد يكون مرهونا بما ستؤول إليه هذه المحادثات.
فأي اتفاق يُظهر بوضوح عجز بوتين عن بلوغ الأهداف التي سعى إليها عند إطلاق ما سماه "العملية العسكرية الخاصة"، سيُعد مكسبا كبيرا لأوروبا، لما يحمله من رسالة صريحة إلى الكرملين بأن القوة العسكرية ليست سبيلا مشروعا لحل النزاعات الإقليمية بين الدول.
أما إذا أسفر الاتفاق عن مكاسب لبوتين، فإن ذلك ينطوي على مخاطر جسيمة على بقية أنحاء أوروبا، إذ قد يدفع موسكو إلى الاعتقاد بأنها قادرة على استخدام قوتها العسكرية لفرض تحديات في أماكن أخرى من القارة، سواء في البلقان أو أوروبا الوسطى.
وقد يفضي هذا المسار إلى تفعيل المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تُلزم الدول الأعضاء بالدفاع عن أي عضو يتعرض لهجوم من روسيا، وهو ما قد يمهد لاندلاع حرب عالمية.
لذلك، فإن المخاطر تبلغ ذروتها مع توجه ترمب إلى ألاسكا، وهو ما قد يفسّر حرص البيت الأبيض على خفض سقف التوقعات بشأن تحقيق أي اختراق في المحادثات.
وبدلا من التنبؤ بنتائج لقاء ألاسكا، لمح البيت الأبيض إلى احتمال عقد قمة ثانية قريبا إذا سارت المفاوضات بشكل جيد مع بوتين. وفي تصريح قبيل القمة المقررة غدا، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن اللقاء سيكون أقرب إلى "تمرين استماع" منه إلى مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع. وأضافت: "هذا تمرين استماع بالنسبة لترمب"، مشيرة إلى أن المحادثات قد لا تفضي إلى النتائج المرجوة، لكنها جزء من الخطة.
ويُفترض أن تُعقد القمة في مدينة أنكوريج، كبرى مدن ولاية ألاسكا، وستكون أول زيارة لبوتين إلى الولايات المتحدة منذ عشر سنوات، وأول لقاء مباشر له مع ترمب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي. ووفقا لشبكة "سي إن إن"، سيُعقد الاجتماع في منشأة عسكرية أميركية هي قاعدة "إلمندورف–ريتشاردسون" المشتركة، التي توفر الترتيبات الأمنية اللازمة للزيارة.