تُعدّ العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وكندا من أعمق وأكثر العلاقات التجارية تعقيدا في العالم، ومع ذلك، شهدت أخيرا توترا غير مسبوق، خاصة مع خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي أثارت جدلا واسعا، إذ أعلن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من كندا بنسبة 25 في المئة، تُطبَّق اعتبارا من فبراير/شباط 2025، في قطاعات مثل الألمنيوم والصلب والأخشاب والمنتجات الزراعية، وفرض تعريفة إضافية بنسبة 10 في المئة على موارد الطاقة. والحجة في ذلك مكافحة تهريب المواد المخدرة غير المشروعة مثل مخدر "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة، والمهاجرين غير الشرعيين، ودعم التصنيع المحلي الأميركي وخفض العجز التجاري.
ووقع الرئيس ترمب، في 31 يوليو/ تموز، أمرا تنفيذيا يقضي برفع التعريفات الجمركية على الواردات من كندا من 25 في المئة إلى 35 في المئة، مع سريان الزيادة فورا في الأول من أغسطس/ آب. وجاء في بيان البيت الأبيض: "ردا على استمرار تقاعس كندا وردها الانتقامي، رأى الرئيس ترمب ضرورة زيادة الرسوم الجمركية لمعالجة حالة الطوارئ الحالية بفاعلية".
هذه السياسة التجارية، التي وُصفت بأنها ذات طابع سياسي أكثر منه اقتصاديا، أدت إلى تصعيد التوترات التجارية بين الجارتين في أميركا الشمالية، وخلفت تداعيات اقتصادية عميقة على البلدين. فمن هم الرابحون والخاسرون في الاقتصادين، وكيف كانت ردود الفعل الكندية، وما هي توقعات الخبراء في شأن تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد الكندي؟
حسابات الأرباح والخسائر بين البلدين؟
من أهم الرابحين في هذه الحرب الجمركية الصناعات الأميركية، حيث تهدف الرسوم الجمركية إلى تعزيز الصناعات الأميركية، خصوصا في قطاعات الصلب والألمنيوم والسيارات، من خلال جعل المنتجات المحلية أكثر تنافسية مقارنة بالواردات الكندية. وقد تشهد الشركات الأميركية التي تعتمد على المواد الخام المحلية، زيادة في الطلب، مما يعزز الإنتاج والوظائف.