تشكل العلاقات السعودية الصينية علامة فارقة في العلاقات الدولية لناحية قصر المدة الزمنية ومتانة العلاقة. تأسست الصين الجديدة بعد انتصار الحزب الشيوعي الصيني في عام 1949، في حين تأسست المملكة العربية السعودية 1932 على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، إلا أن البلدين لم يدشنا علاقاتهما الديبلوماسية إلا مطلع عام 1990 أي قبل ما يقارب 35 سنة.
كانت السعودية آخر دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين. حينها كانت الرياض متوجسة من الإيديولوجيا الشيوعية الثورية للحزب الشيوعي الصيني بسبب تباين النهج بين حكومتي البلدين آنذاك خصوصا خلال عهد المؤسس والرئيس ماو تسي تونغ الذي كان يعتمد نهج الحزب في التشدد تجاه المسلمين الصينيين حيث يقدم الإيديولوجيا الشيوعية على المصالح الاقتصادية حينها.
على أية حال، برغم حداثة العلاقة الديبلوماسية، إلا أنهما حافظا على علاقات تجارية سابقة لهذا التاريخ-اقصد بذلك العلاقات بين الصينيين وسكان الجزيرة العربية- تعود جذورها إلى طريق الحرير التاريخي الذي ربط بين الصين والعالم بشكل عام، والصين وجزيرة العرب بشكل خاص. لقد ساهم طريق الحرير البري والبحري القديم في نقل الحرير الصيني الى جزيرة العرب، كما نقل التجار العرب البضائع العربية من البخور والعطور واللؤلؤ إلى الصين من خلاله.