على مدى أيام قليلة حافلة بالصور المثيرة، والاجتماعات عالية المستوى، توسطها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وسيطا قويا بين أعداء شرسين وصانعا للحدث، شهد العالم ما يمكن أن يمهد لنهاية الحرب الأشد خطرا والأكثر دموية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
تَصدّر هذا المشهد المفتوح ترمب، بالإيقاع السريع لمفاجآته وتنوعها وعلنيتها، بدءا من دعوته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للالتقاء به في الولايات المتحدة الأميركية في ألاسكا، ما بدا انتصارا معنويا لبوتين الذي طالما اعتبرته أميركا مجرم حرب، وتفرض على بلده عقوبات اقتصادية بسبب اعتدائها العسكري على أوكرانيا، مرورا بزيارة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، بعد لقاء ألاسكا بثلاثة أيام، ثم اجتماع أوسع مع زعماء أقوى الدول الأوروبية، وليس انتهاء باجتماع مرتقب، يعمل ترمب على تحقيقه، يجمع بوتين وزيلينسكي بحضوره. على مدى الأسابيع القليلة المقبلة، سيشهد العالم المزيد من هذا الإيقاع، صعودا ونزولا، لجهة الإعلانات والصور والاجتماعات، قبل أن تستقر الأشياء، إما بسلام صعب التحقيق لكن لا يزال ممكنا بسبب قوة الوساطة الأميركية، وإما باستمرار هذه الحرب على المنوال المعتاد: هجمات متبادلة، تتخللها فترات هدوء نسبي على جبهة قتال طويلة، تمتد لأكثر من ألف كيلومتر.