منذ 90 عاما، يحتل مقهى "الروضة" الواقع غرب العاصمة بيروت، مكانة خاصة في المشهد الاجتماعي والثقافي وحتى السياسي للمدينة، ليكون بديلا من سلسلة المقاهي الشعبية القديمة المندثرة نتيجة التمدد العمراني الحديث في محيط كورنيش المنارة البحري الممتد من منطقة "الزيتونة باي" وعين المريسة حتى المنارة والروشة وصولا الى الرملة البيضاء.
المقهى اليوم، كما في الأمس القريب والبعيد، لا يزال امتدادا للبيت بألفته وحميميته، يمكن الوصول إليه من منعطف جانبي بعيد من ضجيج الطريق العام لكورنيش المنارة. ديكور المقهى بسيط مؤلف من طاولات وكراس خشب موزعة على الطرف الغربي من المكان المحاط بحديقة وسط نافورة قديمة الطابع.
تقصد المقهى عائلات لتناول الطعام وتمضية الوقت، فيما يميل بعض المثقفين والفنانين والإعلاميين الى التردد يوميا عليه لكتابة نص أو مقال أو لمجرد تبادل الأفكار والأخبار بعضهم مع بعض، فضلا عن لعب طاولة الزهر أو تدخين النارجيلة مع الأصدقاء.
صمود المكان
يؤكد الدكتور عصام شبارو، وهو معد سلسلة مؤلفات تاريخية عن بيروت وبعض مناطقها، ومنها عين المريسة، لـ"المجلة"، إن "مقهى الروضة لا يزال الوحيد الصامد مع مقهى ملاصق له هو ’عروس البحر’، وذلك بعد هدم سلسلة مقاه قديمة على طول الطريق المؤدية إليه، ومنها ’مقهى الغلاييني’ الذي تحول إلى منتجع سياحي، و’مقهى دبيبو’ المطل على صخرة الروشة وهو مهمل اليوم، ومقهى ’الحاج داوود’ الذي أزيل لتوسيع خليج "الزيتونة باي" كونها منطقة سياحية بامتياز، ومقهيا "البحري" و"البحرين" اللذان دمرا كليا ليبقيا فقط في ذاكرة بيروت القديمة".