في هذه المقالة، نحاول أن نسلط الضوء على أدوار المملكة العربية السعودية تاريخا وحاضرا ومستقبلا، بشكل يعطي لهذا البلد العربي قليلا من تاريخه وحاضره ومستقبله، نلخصها في هذه الفسحة من الكتابة لمجلة وليس لموسوعة، تتناول آفاق وأدوار هذه القيادة وتلك الريادة ودورها الواضح في المسيرة سواء كانت على مستوى المملكة المتسعة المساحة والمتشعبة المناطق والممتدة على مساحة 2.15 مليون كيلومتر مربع، وشعب كان يعيش حياة البداوة والحضر، وقبائل ممتدة بين تسميات عديدة.
كانت هذه البلاد بقيادة الملك عبدالعزيز المؤسس، قد حققت أول وحدة لتجمعات عربية، وكانت متناثرة وسط الجزيرة العربية تدين بدين واحد، لم يدخلها المستعمر الذي حام حولها ولم يستعمرها. شذرات من التدخلات، فكان نداء الملك المؤسس أن هيا لنحقق وحدة هذه الجزيرة وسط هذه الرمال وتلك الواحات المنفردة في الصحراء، وفيها الماء والنخيل، وما وهبه الله لهذه البلاد من إمكانات للعيش.
وكان الفتح الذي قام به الملك المؤسس وجماعته الذين كان يراودهم شعور عروبي واضح لتأسيس دولة عربية، لها مقومات الدولة، بعد أن وحّد القبائل والعشائر، وزجها في مسيرة وحدوية، شعارها الإيمان بالله، والطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو بالوحدة والعمل داخل هذه الجزيرة. وبدأت المسيرة وعلى مدار أعوام، كان ما أريد له أن يتحقق، دولة هي المملكة العربية السعودية تضم المنطقة الشرقية والرياض ونجد والقصيم. والشمال، حائل وعرعر وطريف وتبوك. والحجاز حيث مكة المكرمة قبلة المسلمين، والمدينة المنورة. وجنوبا إلى عسير ونجران وجازان وبيشة ووادي الدواسر. واستوت المعارك على تحقيق كل ذلك في عام 1932، وأُعلنت المملكة العربية السعودية، وعاصمتها السياسية الرياض، إلى جانب مكانة مدينتي مكة والمدينة في العالم الإسلامي. وجدة، العاصمة التجارية على البحر الأحمر.