الإخفاقات في مسار إنهاء الحرب في السودان تتوالى، إخفاقات لم ينجُ منها حتى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام. والفشل المتكرر وإطالة عمر الحرب وضعا البلد الأفريقي الغني بالموارد الطبيعية أمام سيناريوهات مفتوحة على خيارات مريرة وخطيرة، والتي من بينها أن لا يكون السودان كما كان في خريطة العالم قبل اندلاع حرب 15 أبريل/نيسان 2023، التي دخلت عامها الثالث بخطى حثيثة.
والمفارقة أنه في كل صباح خلال الشهور الماضية، يضاف عنصر جديد للأزمة يدفعها بعيدا عن الحل، ويقربها من أن تصبح أزمة دائمة ومنسية، بمستقبل قاتم، والنموذج الأفضل لما سبق ما جرى في يوليو/تموز الماضي عندما وجد السودانيون أنفسهم محكومين بحكومتين لكل منهما رئيس سيادة ورئيس وزراء وعاصمة، الأولى في أقصى شرق البلاد في بورتسودان والثانية في أقصى غرب البلاد في نيالا. وكلتا الحكومتين تدعي الشرعية، ومع كل هذا الحراك تظل الحرب هي هاجس السودانيين الأكبر، وينتظرون المخلص منها بعد أن عجزت الإرادة الداخلية عن ذلك، إرادة متحاربين وقوى سياسية ومجتمع مدني.