على الرغم من صمود الاقتصاد الروسي أمام العقوبات الغربية والحرب المستمرة منذ 2022، فإن الواقع الاقتصادي أصبح هشا بشكل متزايد. التراجع الصناعي، استنزاف القوى العاملة، وارتفاع التضخم يضغط على المواطنين ويحد من قدرة الحكومة على تحفيز النمو. الخيارات المتاحة صعبة: الاستمرار في تمويل الحرب على حساب الاقتصاد المدني أو مواجهة ركود يهدد الإيرادات العامة واستقرار البلاد، في ظل ضغوط داخلية وخارجية متشابكة تلوح في الأفق وترسم مستقبلا غامضا للبلاد.
أظهرت أحدث البيانات والمؤشرات تراجع قدرة الاقتصاد الروسي على الصمود في وجه العقوبات الغربية، ومواصلة تمويل الحرب على أوكرانيا، المستمرة منذ فبراير/شباط 2022، بالوتيرة نفسها من دون أن يخلّف ذلك تداعيات متزايدة على بنية الاقتصاد وأخطارا اجتماعية متنامية.
ومنذ صيف العام المنصرم، حذّر مسؤولون وخبراء من مؤشرات ضعف متزايدة في الاقتصاد الروسي، الذي تمكن خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب، بفضل موارده الواسعة وارتباطاته الخارجية، إلى جانب اتباعه سياسة نقدية ومالية صارمة، من امتصاص صدمة العقوبات الغربية القاسية.
تباطؤ للربع الثالث على التوالي
كشفت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية في 29 أكتوبر/تشرين الأول أن نمو الناتج المحلي الإجمالي واصل تراجعه للربع الثالث على التوالي. وأوضحت أن معدل النمو انخفض إلى 0,6 في المئة في الربع الثالث من السنة الجارية، مقارنة بـ1,1 في المئة في الربع الثاني و1,4 في المئة في الربع الأول. وللمقارنة، كان الاقتصاد الروسي قد سجل نموا بنسبة 4,5 في المئة في الربع الأخير من عام 2024. وأضافت الوزارة أن الاقتصاد نما بنحو 1 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، أي بمعدل يقل أربع مرات عن نمو العام المنصرم الذي بلغ 4,3 في المئة وفقا للبيانات الرسمية.



