ليس من اليسير أن يحقق رسام مهاجر اختراقا على مستوى إثبات حضوره في المشهد الفني الأوروبي. فالمقاييس المنضبطة لا تغيب لحظة عن ذلك المشهد وكل شيء محسوب ومعد سلفا، من النقد الفني حتى السوق المحكومة بآليات ليس للمصادفة تأثير عليها.
غير أن السوري بهرام حاجو الذي يقيم معرضا جديدا له في "غاليري مصر" بالقاهرة كان استثناء حين نجح في اللحاق بمواطنه مروان قصاب باشي الذي سبقه إلى ألمانيا واستطاع أن يقف بجدارة بين كبار الرسامين الالمان بل ويكون معلما يشار إليه بقدر عال من التقدير.
غريب يرسم الغرباء
رسوم حاجو تثني على معاناته الإنسانية ولا تخفيها. وهي بالنسبة له معاناة مزدوجة، إنسانا وفنانا، وفي الحالين فإن هناك شعورا عميقا بالفقد والحرمان والضياع تقابله رغبة في اختراق المجهول والوصول إلى هدف، ليس في الإمكان تسميته. لا لأنه لا يُرى بل وأيضا لأنه يقع في منطقة محرمة. وهو ما يعني أن في إمكان الرسم أن يحقق نوعا من التوازن في حياة المهاجر الذي يرتجل شخصيته مع كل خطوة جديدة يلقيها على أرض منفاه.
يرسم حاجو الغرباء. لا يحتاج الغرباء إلى ملامح واضحة. إنسانيا هم ليسوا متشابهين، لكنهم من وجهة الآخر هم الشخص نفسه. الشخص الذي يتكرر. الشخص الذي يفترسه الحلم عينه وتقف وراءه الحكايات نفسها.


