عرب ألمانيا خائفون... بعد "7 أكتوبر" ليس كما قبله

الفلسطينيون ضحايا المحرقة اليهودية

Aliaa Aboukhaddour
Aliaa Aboukhaddour

عرب ألمانيا خائفون... بعد "7 أكتوبر" ليس كما قبله

برلين: لم يسبق لأيٍّ منهم أن عرف أيّا من الآخرين أو التقاه. وحدها مصادفة عابرة ومفاجئة جمعتهم على رصيف محطة القطار في مدينة دورين الألمانية. والمصادفة ما كانت لتستوقفهم وتجمعهم - كسواها من ملايين المصادفات التي لا تستوقف البشر في حياتهم اليومية، فيسقطونها سريعا في الغفلة والصمت والنسيان - لولا كلمات عربية تبادلها شابان يصعدان الدّرجات الأخيرة من السلّم المؤدّي إلى رصيف تلك المحطة، حيث كان رجل خمسيني يجلس منشغلا بتجفيف حذائه المبلّل بمياه المطر، فسقطت كلماتُ الشابين العربية أليفة في سمعه، وحملته على الالتفات إليهما وتحيتهما، قائلا إنه من لبنان.

غَزّة على رصيف محطّة

قال الشابان أنهما سوريّان أخوان من حلب. وفجأة انضم إلى الثلاثة شاب في العقد الرابع من عمره، مثل الأخوين السوريين، وقال إنه ليبي. أما المرأة الأربعينية التي تقف قربه فقالت إنها سودانية. وأنا من لفتني لقاؤهم، اقتربت منهم قائلا إنني من لبنان.

لم يذكر أيّ منهم اسمه. كأنما المناسبة والمكان والبلاد البعيدة التي غادروها، ولا تزال شؤونها وشجونها ولغتها ومصائرها المأسوية حية راعفة في صدورهم وكلماتهم، تكفي وحدها للتعريف بهم ولتبادلهم الكلام. والكلام سرعان ما دار بينهم عن غزّة وما يحدث فيها من مجازر ومآسٍ. وتكلموا كذلك عن التظاهرات في أوروبا وألمانيا، تضامنا مع الفلسطينيين، وشجبا للحرب والمجازر التي يرتكبها بهم الجيش الإسرائيلي.

اسيقظت الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا مذهولة غاضبة من طوفان الدم الفلسطيني الذي لم تر فيه معظم الحكومات الأوروبية سوى "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ووجودها"

كان الشاب السوري الأكبر من أخيه، حذرا ومتوجّسا في كلامه. كأنما الكلام عن البلاد والحروب والتشرد، يتشبّث علقمُه بروحه ولسانه ويخنقه في صدره، فيجتهد ويجاهد لإخراجه من حنجرته باردا محايدا. وهذا على خلاف الليبي والسودانية المنطلقين بسهولة في كلامهما عن غزة ومأساتها الراهنة الماحقة.

قال الأخ السوري الأكبر إنه هنا لاجئ في ألمانيا. وقبلها أمضى طوال نصف عمره يعمل في لبنان الذي يعرفه أكثر من سوريا. لكنه فرَّ منه أخيرا، بعدما ضربه الفقر والبؤس اللذين حملا لبنانيين كثيرين على رمي مأساتهم على السوريين. وها هو ينصرف اليوم إلى تدبير شؤون حياته وعمله في بلاد جديدة وغريبة، في منأى عن السياسة والحروب. ثم أضاف: "أنا، ونحن السوريون، اللي فينا مكفّينا". وهذا بعدما قال أخوه الأصغر إنه علم من أصدقائه السوريين أن السلطات الألمانية سحبت الإقامة من حوالى 190 سوري في أنحاء ألمانيا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وانطلاق الاحتجاجات والمظاهرات المناصرة للحق الفلسطيني. لكن أخاه الأكبر بادر سريعا إلى القول: "لا، لا نعلم شيئا لا تعنينا المظاهرات، ما لنا والمظاهرات. نحن هنا لنعمل ونعيش ونبني حياتنا من جديد، بعدما دُمّرت في سوريا ولبنان".

AP
أطباء من أصول فلسطينية يحتجون على الحرب الاسرائيلية ضد المدنيين في غزة، أمام برلمان ولاية شمال الراين وستفاليا في دوسلدورف، ألمانيا، الأربعاء 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

أما المرأة السودانية التي قالت إنها تقيم في بلجيكا، فأطلقت غضبها وغيظها من المواقف الأميركية والأوروبية الرسمية المتماهية تماهيا تاما مع الرواية الإسرائيلية عن "حربها الموصوفة بأنها دفاع عن نفسها، وهي في الحقيقة الواقع تقتلع أو تجتث من لا تقتلهم من الفلسطينيين في غزّة، وترميهم في صحراء سيناء". وافقها الليبي الخمسيني الواقف قربها، بعدما قال إنه يقيم في أمستردام، وأضاف متسائلا: "هل سمعتم خطبة أمين عام حزب الله في لبنان، حسن نصر الله الذي لا يزال حزبه يقاتل في سوريا ويحتلها إلى جانب جيش بشار الأسد؟ ثم قال إن الحرب الإسرائيلية على غزّة تخصّ الفلسطينيين بالدرجة الأولى، ويقتصر دور مقاومته من لبنان على اشتباكات محدودة مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، لإشغاله وتخفيف ضغطه الحربي على غزة!".

 

عبادة ضحايا المحرقة اليهودية

أنا من وقفتُ مُستمعا إلى حديثهم الذي أنهاه وصول القطار، تذكرتُ أحاديثي المطوّلة مع سوريين ولبنانيين كثيرين في برلين قبل أكثر من شهر ونصف الشهر من هجوم "حماس" الصاعق على إسرائيل في محيط غزة. آنذاك كانت مثل هذه الأحاديث "العربية" على رصيف محطة قطار بمدينة ألمانية، في ظهر الغيب، إن لم تكن طي التلاشي والنسيان اللذين راحا منذ سنوات يغشيان مأساة الفلسطينيين التاريخية المديدة. وهذا بعدما تكاثرت المآسي والحروب الأهلية في بلدان عربية كثيرة، وانهارت دولها وتلاشت، من اليمن إلى ليبيا مرورا بالعراق والسودان وسوريا ولبنان، من دون أن يخفى ضلوع إيران وأذرعها المحلية في معظمها، وتحت راية وشعارات تحرير فلسطين.

أما اليوم - بعدما طفت المأساة الفلسطينية على بحر من استباحة إسرائيل دماء 2,5 مليون فسطيني في غزة، انتقاما لعملية "طوفان الأقصى" الحمساوية على مستوطنين إسرائيليين ومواقع عسكرية إسرائيلية - فقد اسيقظت الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا مذهولة غاضبة من طوفان الدم الفلسطيني الذي لم تر فيه معظم الحكومات الأوروبية سوى "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ووجودها".

لكن قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غالبا ما كانت شواغل السوريين في ألمانيا مثلا، اهتماماتهم وأحاديثهم ولقاءاتهم اليومية، تنصبّ على شؤون الهجرة واللجوء، الاندماج وجمع الشمل العائلي، دورات تعلُّم اللغة الألمانية والتأهيل المهني، والتعليم المدرسي والجامعي، البحث عن مسكن وعمل، والحصول على الإقامة الدائمة والجنسية لاحقا. وعلى هامش هذه الشواغل والاهتمامات كانت تحضر في أوضاع ومناسبات محدّدة، ريبة عابرة لدى السوريين من الموقف الألماني العام والرسمي من "الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"، أو "العربي - الإسرائيلي". وهي ريبة يتشاركونها مع سواهم من المهاجرين واللاجئين العرب والمسلمين.

dpa
برلين

وحتى المهاجرون الهاربون من بلدان عربية سئم أهلها ويئسوا من ذاك الصراع التاريخي المديد وتبعاته على بلدانهم - مثل لبنان وسوريا ومصر، إضافة إلى الفلسطينيين طبعا - فغالبا ما كان يفاجئهم الخطاب الرسمي والإعلامي الألماني، يثيرهم ويستفزّهم انحيازُه الكامل والمباشر إلى إسرائيل. وهذا - حسب شهادة لبناني يحمل الجنسية الألمانية ومُتزوّج من ألمانية فلسطينية الأصل - "يتأسّس على عقدة ذنب متأصلة وشبه مقدّسة لدى الألمان حيال المحرقة اليهودية التي ارتكبتها النازية باليهود الأوروبيين. والألمان عامة لا يفصلون ولا يميّزون بين اليهود وإسرائيل التي غالبا ما يعتبرون يهودها ضحاياهم، ولا يمكن لومهم ولا يجوز إلا التعاطف معهم مهما فعلوا، بوصفهم ضحايا أبديين، معبودين ومقدسين".

الألمان عامة لا يفصلون ولا يميّزون بين اليهود وإسرائيل التي غالبا ما يعتبرون يهودها ضحاياهم، ولا يمكن لومهم ولا يجوز إلا التعاطف معهم مهما فعلوا، بوصفهم ضحايا أبديين، معبودين ومقدسين

الرأي العام العربي والمسلم

وضرب صاحب هذه الشهادة مثلا على ذلك، فروى أن إقدام مستوطنين يهودا على قتل فلسطينيين في الضفة الغربية، أو قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين في قطاع غزة أو من "عرب فلسطين"، لا يستأهل حتى خبرا عابرا في الإعلام الألماني. أما إذا جُرح إسرائيلي فإن خبره سرعان ما ينتشر ويتصدّر الأخبار ويثير ردود فعل عامة. وهذا التمييز غالبا ما يستفزّ الجاليات العربية والمسلمة في ألمانيا، كأنما القضية الفلسطينية تعيد توحيدها وجمعها وبعث ذاك "الجرح العميق الراعف في الوجدان العربي والمسلم".

المناسبة الأخرى التي توحّد هذه الجاليات وسواها من الجاليات الإفريقية والأميركية اللاتينية، هي مناسبة مونديال كرة القدم الذي تتصاعد الوطنية الألمانية بقوة استثنائية لافتة في يوميات مبارياته. هذا في ما يتضامن أبناء تلك الجاليات ويتوحدون في أيام المونديال على تشجيع منتخبات غير أوروبية. وعندما طرح اليمين الألماني المتطرف مسألة التجنيد الإلزامي في ألمانيا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، دبَّ الخوف في أبناء الجاليات إياها، وخاصة في صدور من يحملون منهم الجنسية الألمانية.

وروى فنّان تشكيلي سوري شاب مقيم في برلين وقائع حادثة "فنية" أو "ثقافية" أثارت الرأي العام الألماني. وفي مقابله وردا عليه، وحّدت الحادثة الرأي العام العربي والمسلم. حدث ذلك عندما عرض أندونيسي أعماله الفنية المعاصرة في معرض سنوي جماعي ببرلين في مطلع هذا العام (2023). وفي عمل منها رسم "يهوديا في هيئة نصّاب جشع، مستمدا ملامحه من بعض الصور والرسوم الأوروبية التي كانت شائعة لليهودي ما قبل النازية الألمانية والمحرقة اليهودية".

ما أن عُرض هذا العمل حتى "قامت الدنيا ولم تقعد" في الإعلام الألماني، إلا بعد إزالته من المعرض، باعتباره عنصريا ضد اليهود ويثير مشاعر اللاسامية المحرّمة في ألمانيا، والتي يجرّمها القانون الألماني. والغريب أن ذلك حمل جماعات من الشبان الفلسطينيين والسوريين وسواهم من مهاجرين عربا ومسلمين في برلين على الدفاع عن الفنان الأندونيسي تحت شعار "حرية التعبير واستنكار قمع الحريات". وهم في حملتهم هذه "لم يعبأوا - حسب قول الفنان التشكيلي السوري صاحب هذه الشهادة - بحساسية الرأي العام والثقافة الألمانيين حيال هذا الموضوع الذي يثير عقدة الذّنب التاريخية، المقدّسة والحاضرة دائما وبقوة حيال اليهود ومحرقتهم، وحيال العنصرية النازية المعادية للسامية التي مورست ضدهم في ألمانيا وأوروبا".

AFP
خلال "مسيرة من أجل فلسطين" في دورتموند، غرب ألمانيا في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأضاف الفنان السوري أن مثل هذه الحادثة تنطوي على "جهل" معظم المهاجرين العرب في ألمانيا وسائر البلدان الأوروبية بالمجتمعات والثقافة السياسية في أوروبا، وخاصة في ألمانيا. لكن هذا الجهل تصير تبعاته مضاعفة على أصحابه عندما يبدون عدم اكتراث بالتعرّف على هذه المجتمعات وثقافتها وقضاياها وأحزابها وسياساتها، ويصرّون على البقاء على "جهلهم" بها.

 

بين السوريين والجزائريين

جمعتُ هذه الشهادات من سوريين ولبنانيين في برلين، قبل أكثر من شهر ونصف الشهر من عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. وذلك في إطار تحقيق استقصائي كان يُفترض أن يكون عنوانه "سوريو القطيعة مع الماضي"، أو "شهادات سوريين تشفيهم ألمانيا من ماضيهم الأليم". وهذا بعد نشري في "المجلة" تحقيفا آخر عنوانه "سوريا الألمانية الحرة العاملة.. في طور التبلور؟" (14 سبتمر/أيلول 2023). وفي تلك الشهادات كان هامشيا حضور المسألة الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، والمواقف الألمانية منهما، وكذلك ردود فعل السوريين والجاليات العربية والمسلمة على تلك المواقف.

وكان شاب سوري (25 سنة، ومضت أكثر من سنوات ثلاث على فراره في واحدٍ من "قوارب الموت" بين تركيا واليونان) قد قال في شهادته إنه لم يفهم، بل استغرب إقدام شبان ضواحي باريس الجزائريين على حرق العاصمة الفرنسية في يونيو/ حزيران الماضي. ورد قوله هذا هامشيا وعابرا في سياق حديثه عن معاناته في تعلُّمه اللغة الألمانية، وفي دورة التدريب المهني التي لا يزال يداوم عليها في برلين. وأضاف إلى هذا تذمّره من البيروقراطية الألمانية في إجراءات جمع الشمل العائلي والأسري للاجئين السوريين، وفي إنهاء مدّة إقامتهم في مآوي اللجوء، قبل منحهم الإقامة الدائمة وإجازات العمل.

نعم لقد بيّن ما جرى ويجري في غزة، وما أثاره من مواقف وردود فعل في العالم والعلاقات الدولية، أن ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده. فمشاعر اللاجئين والمهاجرين السوريين، وسواهم من العرب والمسلمين في ألمانيا، انتكست وبدأ يشوبها شيء من الخوف والريبة المتبادلة

حضر لقائي الشاب السوري في مقهى برليني، صديق لبناني (يحمل الجنسية الفرنسية، ويعمل باحثا في تاريخ "الإسلام الفرنسي" الاجتماعي والسياسي)؛ فعلّق على استغراب الشاب السوري قائلا إن "انتفاضة فتيان الغضب الذين أحرقوا باريس، فرنسيون وليسوا بجزائريين ولا يعرفون الجزائر. وهم من أبناء الجيل الثالث أو الرابع لمهاجرين جزائريين في فرنسا. وآباؤهم وأجدادهم من قبلهم يحملون الجنسية الفرنسية". وأضاف أن ما فجّر غضب فتيان ضواحي باريس هو "حقد رجال الشرطة الفرنسية العنصري الأعمى عليهم، باعتبارهم غير فرنسيين، لأنهم أصول عربية ومسلمة. والمعروف أن ضواحي المدن الفرنسية مرتع للمهانة والبؤس والحصار الاجتماعي والأمني، والتمييز والبطالة وانعدام التعليم". وتساءل الباحث اللبناني: "ماذا يراكم هذا كله سوى الغضب من فرنسا والحقد عليها؟". وأضاف أن ما قام به فتيان الضواحي الباريسية يبدو مستغربا، في حال مقارنة الهجرات الجزائرية في فرنسا باللجوء السوري المستجد في ألمانيا. ذلك لأن علاقة فرنسا الاستعمارية بالجزائر وإرثها الثقيل، شكلا سابقة تاريخية لا مثل لها تقريبا، ولا يقارن عنفها وقسوتها بسواها من وقائع التاريخ الاستعماري الأوروبي.

EPA
خلال مسيرة تضامنية في برلين مع الفلسطينيين في غزة، ألمانيا.

ووجّه الباحث اللبناني كلامه إلى الشاب السوري قائلا: "مقارنة بالهجرة الجزائرية إلى فرنسا وفيها، تُعتبرون أنتم السوريون محظوظين في لجوئكم إلى ألمانيا التي تخلو علاقتها بسوريا من إرث استعماري أليم. ولربما تجوز مقارنة فظاعات الاستعمار الفرنسي في الجزائر بتلك التي ارتكبها نظام الأسد الذي دمّر سوريا وشرّد شعبها في أرجاء العالم. وقد يكون الكاتب والباحث السوري ياسين الحاج صالح مصيبا في تسميته النظام الأسدي السوري بالاستعمار الداخلي الذي شرّد ملايين السورين في العالم. وهو استعمار قد تجوز مقارنته بالاستعمار الصهيوني لفلسطين، وتشريده الشطر الأكبر من شعبها في البلدان العربية التي ارتكبت سلطاتها أخطاء مميتة في تعاملها مع القضية الفلسطينية ومعاملتها اللاجئين الفلسطينيين".

لكن اللافت أن صديقنا اللبناني الفرنسي ختم مطالعته هذه - وهي سبقت الحرب الإسرائيلية على غزة بشهر ونصف الشهر - خائفا من ما يخبئه القدر التاريخي من مفاجآت وتحولات وتراكمات حوادث، قد تؤدّي إلى انتكاسٍ أو رضّة تصيب علاقة السوريين بألمانيا. وهو علّل خوفه بقوله إن "عالمنا اليوم، عالم العولمة، عالم مأزوم بتجدد انبعاث الهويات والقوميات القلقة والمضطربة".

نعم لقد بيّن  ما جرى ويجري في غزة، وما أثاره من مواقف وردود فعل في العالم والعلاقات الدولية، أن ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليس كما بعده.

فمشاعر اللاجئين والمهاجرين السوريين، وسواهم من العرب والمسلمين في ألمانيا، انتكست وبدأ يشوبها شيء من الخوف والريبة المتبادلة.

ورب قائل إن موقف الحكومة الألمانية الدّاعم لحرب إسرائيل على غزة بلا أي قيد ولا شرط إنسانيين، واعتبارها النشاط التضامني مع فلسطين والفلسطينيين في مأساتهم التاريخية المزمنة جراء الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي وتدميره عمرانهم واجتماعهم، دعما لـ"إرهاب" منظمة "حماس"، ومثيرا لـ"المشاعر المعادية للسامية" التي يحرّمها ويجرّمها القانون الألماني- رب قائل إن هذا كله سمّم حياة العرب والمسلمين في ألمانيا، وسمّم مشاعرهم الطيبة حيال المجتمع الألماني.

font change

مقالات ذات صلة