تعمل "باسف" (BASF) في إنتاج الجزيئات، وتنتج الكثير منها بوصفها أكبر شركة للمواد الكيميائية في العالم، وتدير عمليات في أكثر من 90 دولة. وعندما تحتوي هذه الجزيئات على ذرات كربون (وكثير منها كذلك لأنها مورد متعدد الاستخدامات بشكل مثير للإعجاب)، فإنها تأتي عادة من الوقود الأحفوري. وعندما يتطلب تصنيعها درجات حرارة مرتفعة، وغالباً ما تكون الحال كذلك أيضا، تأتي الحرارة من حرق الوقود الأحفوري. إلى وقت قريب، كان مصنع "باسف" الضخم في لودفيغسهافن بألمانيا يستأثر بـ 4 في المئة من إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي في البلاد.
الاعتقاد السائد هو أن شركة كبيرة كهذه لا يمكنها فعلاً أن تأمل في إحداث خفض كبير لعدد جزيئات ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها في أثناء عملها. بل إن خفض الانبعاثات الكربونية يتأتى بدلا من ذلك من جمع تلك الجزيئات والتخلص منها تحت الأرض، وهي عملية تسمى احتجاز الكربون وتخزينه. ويشير الاعتقاد السائد نفسه إلى أن البديل الأخضر الواضح لحرق جزيئات الغاز لإنتاج الحرارة، إذا قررت "باسف" (BASF) التوقف عن حرقها، سيكون حرق جزيئات الهيدروجين بدلاً منها. لكن لا بد من تصنيع تلك الجزيئات أيضا في عملية تستهلك الطاقة بكثافة.
لذا فإن تصريح رئيس شركة "باسف" مارتن برودرمولر، بأن "إزالة الكربون من الصناعات الكثيفة الاستهلاك للطاقة لا يمكن تحقيقها إلا بتحولها الى الكهرباء"، نزل على مسامع الكثيرين بوصفه ضرباً من الخيال. فالكهرباء مناسبة للمنازل والمصابيح وربما للسيارات أيضا، لكن ليس للصناعات الثقيلة التي تقوم على حرق كميات هائلة من الوقود الأحفوري. مع ذلك لا يقتصر هذا الرأي على برودرمولر وحده.