بينما يواجه قادة العالم صراعين كبيرين في أوكرانيا وغزة، يثير التصعيد الدراماتيكي الأخير في التوتر بين الهند وباكستان احتمال اندلاع حرب جديدة بين قوتين نوويتين. الهجوم الدموي الذي نفذه مسلحون هذا الأسبوع في منطقة كشمير الجبلية المتنازع عليها، وأسفر عن مقتل 25 سائحا هنديا ومواطن نيبالي، أعاد إشعال التوترات المزمنة بين البلدين، والتي تعود جذورها إلى التقسيم عام 1947.
وقد أعلنت جماعة إسلامية مسلحة غير معروفة من قبل تُدعى "جبهة المقاومة" مسؤوليتها عن الهجوم، فسارعت السلطات الهندية إلى اتهام جارتها باكستان بالوقوف وراء المجزرة، من دون أن تقدم حتى الآن أي دليل يدعم هذا الادعاء.
ولطالما استخدمت جماعات إسلامية مسلحة متعددة، يرتبط بعضها بمنظمات متطرفة مثل "القاعدة"، الأراضي الباكستانية كمنصة لشن هجمات ضد الهند، وسط اتهامات مستمرة من نيودلهي لقوات الأمن الباكستانية القوية بالتواطؤ مع هذه الجماعات.
وقد تجلى هذا الأمر بشكل خاص خلال ما يُعرف بـ"الحرب على الإرهاب"، حين نفذت جماعات متمركزة في باكستان هجمات إرهابية مدمرة ضد الهند، مثل تفجيرات القطارات في مومباي عام 2006، التي أودت بحياة 207 أشخاص.
ونُسبت تلك التفجيرات إلى جماعة "لشكر طيبة"، وهي جماعة إسلامية تنادي بانفصال كشمير عن السيادة الهندية، وتقول السلطات الهندية إنها على صلة بجهاز الاستخبارات الباكستاني المعروف اختصارا بـ"آي إس آي".
وبينما تنفي إسلام آباد باستمرار وجود أي علاقة لها بـ"لشكر طيبة" أو الجماعات الإسلامية الأخرى، فإن استمرار نشاط هذه الجماعات داخل الأراضي الخاضعة لسيطرتها يظل مصدر توتر دائم مع الهند، وقد دفع البلدين في مناسبات عدة إلى حافة الحرب.
ويُخشى الآن أن تؤدي الهجمات الأخيرة في كشمير، بعد فترة من الهدوء النسبي على الحدود بين البلدين، إلى اندلاع جولة جديدة من الأعمال العدائية بين البلدين اللذين خاضا أربع حروب كبرى أعوام 1947، 1965، 1971، و1999.
وتتزايد المخاوف من أن تتفاقم هذه التوترات إلى صراع إقليمي أوسع، نظرا للعلاقة الوثيقة التي تربط باكستان حاليا بالصين، وهي قوة إقليمية أخرى تشوب علاقتها بدلهي توترات متصاعدة. فقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة اشتباكات حدودية بين القوات الصينية والهندية، ما أثار القلق من احتمال تحولها إلى حرب إقليمية.