إذا كان من خلاصة أولية لتسليم حركة "حماس" اثنين من عناصرها من "المتورطين في عمليتَي إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بتاريخَي 22 و28/3/2025"، كما ورد في بيان الجيش اللبناني في الخامس من الشهر الجاري، فهي أن العلاقة بين "حماس" وسائر المنظمات الفلسطينية الموجودة على الأراضي من جهة وبين الدولة اللبنانية من جهة أخرى قد دخلت مرحلة جديدة بناء على المتغيرات في المنطقة.
بالتالي لا يمكن الفصل، من حيث التوقيت والظرف الإقليمي، بين تسليم "حماس" لاثنين من عناصرها إلى الجيش اللبناني، بينما يتوقع تسليمها اثنين آخرين في القضية نفسها، وبين توقف السلطات الأردنية، في 15 أبريل/نيسان الفائت، 16 شخصا "ضالعًا في نشاطات غير مشروعة تابعتها دائرة المخابرات العامة بشكل دقيق منذ 2021"، وأحالتهم للمحاكمة في 4 قضايا، عُرف بعضها باسم "خلية تصنيع الصواريخ". وقد عرض التلفزيون الرسمي الأردني اعترافات مسجلة لعدد من هؤلاء الذين قالوا إنهم زاروا لبنان للتدريب وتعلم كيفية تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، وذكر لاحقا أنهم تلقوا هذا التدريب على يد "حماس". وكان الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام قد أبديا "كل الاستعداد للتعاون مع السلطات الأردنية"، في هذا الملف.
في السياق نفسه، كانت لافتة إجراءات السلطات السورية الجديدة ضد بعض الفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا، تحديدا تلك التي كانت مقربة من النظام السابق وقاتلت إلى جانبه. وأحدث تلك الإجراءات توقيف الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين–القيادة العامة"، طلال ناجي، لساعات عدة قبل إطلاق سراحه يوم السبت الفائت. مع العلم أن السلطات السورية تستمر في توقيف مسؤول "ساحة سوريا" في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيمية لـ"الساحة السورية" أبو علي ياسر، منذ منتصف الشهر الماضي. كذلك، ذكرت تقارير إعلامية أنه تم إيقاف عدد من مقاتلي "القيادة العامة" في إطار ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين.