الصحافة الإيرانية… لعدم إغلاق باب المفاوضات

تركيز على حجم الاختراقات الإسرائيلية

أ.ف.ب
أ.ف.ب
ملصق يعرض صور القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي في وقت مبكر من يوم 13 يونيو، على جسر في طهران في 14 يونيو

الصحافة الإيرانية… لعدم إغلاق باب المفاوضات

أثار الهجوم الإسرائيلي الواسع على مناطق مختلفة من إيران واغتيال عدد من القادة في الحرس الثوري وعلماء في القطاع النووي يوم الجمعة (13 يونيو/حزيران) هزة في أركان النظام وردودا واسعة من مختلف الفئات والجماعات والشخصيات في البلاد.

وجاء أول الردود من رأس النظام الإيراني المرشد علي خامنئي الذي قال بعد الضربات الإسرائيلية إن "القوات المسلحة الإيرانية ستتعامل بقوة وستجعل الكيان الصهيوني الخبيث في حال يرثى لها وأن الكيان الصهيوني لن ينجو بسلام من هذه الجريمة وأنه على الشعب أن يكون على يقين أننا لن نتهاون في الرد".

وشنت إيران مساء الجمعة هجوما على إسرائيل بالفعل وقالت وكالة "تسنيم" للأنباء إن إيران أطلقت "الوعد الصادق-3" بکلمة سر "علي بن أبي طالب".

ونقلت مواقع إخبارية إيرانية أسماء القادة والشخصيات العلمية في القطاع النووي الذين قتلوا في الاستهدافات الإسرائيلية يوم الجمعة، منهم الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية،فريدون عباسي، في منطقة الشهيد محلاتي. وعالم الفيزياء وأستاذ مادة الفيزياء في جامعة الشهيد بهشتي ورئيس الجامعة الإسلامية الحرة، محمد مهدي طهرانجي، في منطقة سعادت آباد. والأستاذ المشارك في كلية الهندسة النووية التابعة لجامعة الشهيد بهشتي، أحمد رضا ذوالفقاري دارياني. وعضو الهيئة العلمية في جامعة الشهيد بهشتي ورئيس معهد أبحاث العلوم والتقنيات النووية، سيد أمير حسين فقهي. ورئيس كلية الهندسة النووية التابعة لجامعة الشهيد بهشتي، عبد الحميد مينوتشهر.وأستاذ جامعة الشهيد بهشتي، أحمد ذوالفقاري، في منطقة شهرآرا. واستهدفت موجات الهجمات الإسرائيلية الكثير من المناطق السكنية في طهران مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال وذلك بهدف اغتيال الشخصيات المذكورة التي كانت موجودة في هذه المناطق السكنية في طهران حسب وسائل إعلام إيرانية.

واغتالت إسرائيل عددا من القادة العسكريين والأمنيين على غرار باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، وعلي شمخاني، العضو الحالي في مجمع تشخيص مصلحة النظام والأمين السابق في المجلس الأعلى للأمن القومي في منطقة كامرانية، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي في منطقة بيروزي، والذي قالت وسائل إعلام إيرانية إن المقر العام لقيادة الحرس الثوري في بيروزي تعرض للهجوم، متكهنة إما أن سلامي كان موجودا هناك أو في برج سكني تعرض أيضا لهجوم إسرائيلي في حي أندرزكو، حسب موقع "رويداد 24".

وأضاف الموقع أن قائد مقر خاتم الأنبياء للحرس الثوري، غلام علي رشيد، تم اغتياله في منطقة الشهيد محلاتي. كما تعرضت أحياء كبيرة أخرى في العاصمة للهجمات على غرار أزكل،ومرزداران، وستارخان، وساحة ونك، وسعادت آباد، ونارمك، ونوبنياد، ونياوران، وجيتكر، والشهيد جمران، وفرحزاد، وباسداران، والشهيد دقايقي، ولويزان، وانديشه، وألبرز،ونياوران، وفتح، وتهرانسر، وشريعتي، ومنشأة نطنز النووية في أصفهان. ووقوع انفجارات عدة في همدان، وخرم آباد، وخنداب،وكرمانشاه، ولرستان. والهجوم على مقرات عسكرية، ومفاعل أراك للماء الثقيل، ومجمع بارشين في طهران. ومواقع ومقرات عسكرية في بروجرد، وقصر شيرين، وإيلام، وبيرانشهر، وتبريز، ومراغه،والأهواز، ومناطق أخرى.

الاستهداف العسكري الأخير أوصل التوتر والتصعيد إلى ذروتهما وأصبحت آفاق المفاوضات بين إيران وأميركا مسدودة وقامت بتغيير المعادلات الأمنية في المنطقة

موقع "رويداد 24"

 

وفي تقرير آخر بعنوان "الرصاصة من تل أبيب والتهديد من واشنطن.. ماذا بقي من الدبلوماسية؟"، اعتبر موقع "رويداد 24" أن الاستهداف العسكري الأخير أوصل التوتر والتصعيد إلى ذروتهما وأصبحت آفاق المفاوضات بين إيران وأميركا مسدودة وقامت بتغيير المعادلات الأمنية في المنطقة. وأعلن المسؤولون الإيرانيون ردا على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أن الرد حتمي غير أنهم لوحوا بعدم إغلاق الباب أمام الدبلوماسية وأبدوا ترحيبهم بالمفاوضات، ولكنهم أكدوا أن إيران لن تفاوض تحت الضغط والتهديد.

منصور حقيقت بور، هو أحد المحللين والمراقبين الذين يعتقدون أنه ينبغي على طهران الحفاظ على قنوات المفاوضات لاستخدامها في الوقت المناسب. ويقول في حوار مع موقع  "نامه نيوز" التحليلي أن إيران لم تقل أبدا إنها ستتخلى عن الدبلوماسية.

رويترز
أثار الدمار إثر هجوم صاروخي من إيران على إسرائيل، في رمات جان، إسرائيل، 14 يونيو

ویرى "رويداد 24" أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تبنى سياسة مزيجة من التهديد والرغبة في استمرار المفاوضات لتوجيه رسالة مزدوجة وهي: الحد الأقصى من الضغط في حال عدم رضوخ إيران، واحتمال الوصول إلى اتفاق بسرعة في حال استسلام طهران. إن الرد الإيراني على هذه الازدواجية واضح: لن ترضح إيران في إجراء مفاوضات تحت الضغط بالأخص في الوقت الحالي الذي تم فيه اغتيال الكثير من القيادات الإيرانية ومن المستبعد أن يرغب أحد في القيادة بالمفاوضات.

أفادت وكالة أنباء "إيلنا" بأن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية اقترحت في جلستها الاضطرارية الجمعة تقييد وصول مفتشي الوكالة الذرية وتعزيز قدرات القوات المسلحة

وتطرق الموقع الإخباري الإيراني إلى سيناريوهات متوقعة وهي:

1- تأجيل المفاوضات إلى أن تهدأ الأوضاع.

2- المفاوضات السرية دون التغطية الإعلامية في سلطنة عمان أو قطر.

3- إلغاء المفاوضات بشكل كامل. وإذا كان الرد العسكري الإيراني على الهجمات الإسرائيلية قويا فسيتم إغلاق ملف المفاوضات.

من جهته قال أحمد خاتمي خطيب، جمعة طهران إن إيران تحارب الولايات المتحدة وليس فقط إسرائيل وسنحول نهارهم إلى ليل أسود.

ونشر موقع "الدبلوماسي الإيراني" التحليلي مقالا بقلم أحمد حسيني بعنوان "قوة إيران في التحشيد" جاء فيه أن "إيران لديها قدرة على حشد المجتمع والتأقلم مع الظروف وهذا ما أثبتته خلال العقود الماضية مرات عديدة كما أن إيران لديها قيادة مقتدرة ويقظة تغتنم الفرص وتدير الظروف الحالية بكفاءة. إن سرعة انتصاب قيادات جديدة تحل مكان كبار القادة الذين قتلوا تثبت أن إيران بدأت اتخاذ إجراءات فورية".

وأفادت وكالة أنباء "إيلنا" بأن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية اقترحت في جلستها الاضطرارية الجمعة تقييد وصول مفتشي الوكالة الذرية وتعزيز قدرات القوات المسلحة.

وكتب الباحث العلي معروفي، في موقع "تابناك" الإخباري، أن الأهداف التي وضعتها إيران متعددة ومن ضمنها مفاعل ديمونة، مضيفا أن "الجمهورية الإسلامية تتبنى حاليا عقيدة عدم امتلاك القنبلة الذرية. هذه العقيدة قابلة للتغيير حسب حاجة البلاد الأمنية حفاظا على سلامة مواطنيها.. إن الشعب الإيراني وبالرغم من كل المشاكل والتحديات غير أن كافة الفئات من المتشددين والإصلاحيين والطبقات الوسطى والفقيرة والغنية متحدون للدفاع عن إيران".

ونشر موقع "عصر إيران" الإخباري تقريرا قال فيه: "إن الضربة الأكبر والحاسمة التي تستطيع إيران توجيهها إلى إسرائيل هي العثور على الجماعات والأفراد الذين قاموا بهذا الاختراق في الداخل وهؤلاء كثيرون يؤثرون على مراكز صنع القرار بهدف اتخاذ قرارات تلحق الضرر الأكبر بإيران وتشويه سمعة الشخصيات الوطنية والعمل على إقصاء هذه الشخصيات وإدخال أفراد جاهلين في المراكز القيادية وتحشيد الرأي العام".

الولايات المتحدة ليست غير جديرة بالثقة فقط بل إنها مخادعة لأنها كانت تتحدث عن المفاوضات وتحديد موعد الجولة السادسة في حين أن نتنياهو كان يحضر لشن الهجوم العسكري بعلم من الولايات المتحدة

موقع "عصر إيران"

وأضاف: "من السذاجة أن نتصور أن هدف إسرائيل يقتصر على تدمير (حماس) وأن إسرائيل لا تلحق الأذي بالشعب الإيراني. ينخر عملاء إسرائيل منذ سنوات البلاد والنظام من الداخل وتم إطلاق تحذيرات عديدة مرارا وتكرارا ولكنها لم تؤخذ على محمل الجد. والهجوم الإسرائيلي على طهران والمنشآت العسكرية والنووية خير دليل على هذه الاختراقات. هذه معلومات لايحصل عليها العدو بأساليب تقليدية بل إن الشبكات التي تقوم بالاختراق تقوم بتحديث معلومات دقيقة وتقديمها للعدو".

أ.ب
قاعدة صاروخية إيرانية قرب كرمانشاه، إيران، بعد غارة إسرائيلية في 13 يونيو

وأردف: "لقد أثبتت الولايات المتحدة مرة أخرى أنها غير جديرة بالثقة وهذا أمر مفهوم في العلاقات الدولية، غير أن الولايات المتحدة ليست غير جديرة بالثقة فقط بل إنها مخادعة لأنها كانت تتحدث عن المفاوضات وتحديد موعد الجولة السادسة في حين أن نتنياهو كان يحضر لشن الهجوم العسكري بعلم من الولايات المتحدة التي قالت إن الاتفاق وشيك للغاية قبل ساعات من الهجوم. كان ذلك كله خداعا لإيهام طهران بأنها لن تتعرض للهجوم في المستقبل القريب على أقل تقدير".

font change