عندما أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب قاذفات قنابل لضرب مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، كان يراهن على أنه يستطيع مساعدة إسرائيل حليفة بلاده في شل برنامج طهران النووي مع عدم الإخلال بتعهده منذ فترة طويلة بتجنب التورط في حرب طويلة الأمد.
وبعد أيام قليلة فحسب، يوحي إعلان ترمب المفاجئ الاثنين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأنه ربما يكون قد أعاد حكام طهران إلى طاولة المفاوضات، بحسب تقرير لوكالة "رويترز" من واشنطن.
لكن لا تزال هناك قائمة طويلة من التساؤلات الكبيرة التي لم تتم الإجابة عنها، منها ما إذا كان أي وقف لإطلاق النار يمكن أن يسري بالفعل ويصمد بين خصمين لدودين تحول "صراع الظل" بينهما الذي استمر لسنوات إلى حرب جوية تبادلا فيها خلال الاثنى عشر يوما الماضية الغارات الجوية. ويمكن الحديث عن عشرة تحديات وأسئلة فنية وعسكرية وسياسية، هي:
1- غياب نص الاتفاق: لم يصدر نص لاتفاق وقف النار بين إيران وإسرائيل، يتضمن بنوده ومواعيد تنفيذه. ربما يكون السبب أن إيران لا تريد أن تدخل في اتفاق مع دولة لا تعترف بها. الرئيس ترمب أعلن عن اتفاق بتغريدة على "السوشيال ميديا".
2- غياب البنود: ماذا يشمل اتفاق وقف النار؟ وقف قصف الطائرات والصواريخ والمسيرات؟ هل يشمل "حرب الظل" وعمليات الاغتيالات؟
3- آلية التحقق: في حال ادعى طرف أن الطرف الآخر انتهك الاتفاق، من يتحقق من الانتهاك؟ كيف سيكون الرد على أي انتهاك مزعوم؟
4- آلية المراقبة: من يراقب التزام الطرفين باتفاق وقف النار؟ من يراقب الأجواء الإيرانية والإسرائيلية؟ هل تقوم أميركا بدور المراقب؟
5- آلية المحاسبة: ماذا لو ثبت خرق طرف للاتفاق؟ هل يقوم ترمب بإجراء الاتصالات؟ هل يتصل مع إيران؟
6- البرنامج النووي: ما مصير البرنامج النووي الإيراني؟ ما مصير الـ408 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60 في المئة؟ ما مصير أجهزة الطرد؟
7- المراقبون: هل يعود المراقبون التابعون للأمم المتحدة كي يتحققوا من التزامات إيران؟ هل ستلتزم إيران بمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل؟ هل تنسحب؟
8- الصواريخ الباليستية: ما مصير برنامج الصواريخ الباليستية؟ هل هي جزء من المفاوضات المستقبلية؟
9- العقوبات الغربية: مع اقتراب انتهاء مهلة رفع العقوبات الأوروبية على إيران بموجب اتفاق 2015، هل تعود الدول الأوروبية لفرض العقوبات في أغسطس/آب المقبل؟
10- دور إيران: تعرض "محور الممانعة" بقيادة إيران لنكسات كبيرة بعد هزيمة "حزب الله" وسقوط نظام الأسد، وظهر تراجع دور "المحور" خلال حرب الـ12 يوما، هل دور إيران جزء من المفاوضات المستقبلية مع طهران؟