هل تصمد "الأخوة التي لا تقهر" بين بوتين وكيم جونغ أون؟

بُنية تعاون غير مسبوقة، ولكن مع استخدام مصطلحات الحرب الباردة

 سبوتنيك/ الكرملين
سبوتنيك/ الكرملين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون اثناء اجتماعهما في مطار فوستوتشني في 13 سبتمبر 2023

هل تصمد "الأخوة التي لا تقهر" بين بوتين وكيم جونغ أون؟

بعد نحو عام على توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية، تزداد المؤشرات إلى تغيرات جذرية في علاقات البلدين تتجاوز العودة إلى استخدام مصطلحات الحرب الباردة

بعد نحو عام على توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية، تزداد المؤشرات إلى تغيرات جذرية في علاقات البلدين تتجاوز العودة إلى استخدام مصطلحات الحرب الباردة، نحو بناء شراكات غير مسبوقة في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية وحتى السياحية.

وبعد أيام على ذرف دموع على جنود بلاده الذين قتلوا في أوكرانيا أثناء احتفالات الذكرى السنوية للاتفاقية، استقبل الرئيس كيم جونغ أون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منتصف الشهر الماضي في بيونغ يانغ، مشيرا إلى أن زيارة لافروف "تمثل نقطة تحول مهمة في مسار التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ". ومن جانبها قالت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، إن بلادها تدعم حق روسيا في حماية سلامة أراضيها وسيادتها، وشددت على "معارضة المؤامرات المهيمنة للإمبرياليين، واستعداد حكومة بلادنا لتنفيذ جميع بنود الحوار الدولي الجديد بجدية".

وردا على الدعم الكوري الشمالي غير المحدود قال لافروف إن مشاركة العسكريين الكوريين الشماليين في تحرير مقاطعة كورسك، تؤكد بشكل مباشر على أن العلاقات بين الدولتين تتسم بطابع "الأخوة التي لا تقهر".

وفي إشارة إلى الابتعاد أكثر عن المواقف الغربية بشأن شبه الجزيرة الكورية، حذر لافروف الولايات المتحدة وحلفاءها من "بناء تحالفات موجهة ضد أي طرف بما في ذلك روسيا وكوريا الديمقراطية". وامتدح الوزير الروسي قيادة كوريا الشمالية التي توصلت إلى استنتاجات مناسبة قبل وقت طويل من الضربات الإسرائيلية الأمريكية ضد إيران، و"لهذا السبب بالذات (أي أن هذه الاستنتاجات تم التوصل إليها في الوقت المناسب ) لم يفكر أحد في استخدام القوة ضد كوريا الديمقراطية، رغم أن البناء العسكري حولها بمشاركة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مستمر".

وتشهد العلاقات بين البلدين تطوراً متسارعاً في مختلف المجالات، السياسية والعسكرية والاقتصادية والتقنية، وسط حرص واضح من الجانبين على تعزيز هذا التعاون. وتكثفت الزيارات الرسمية، وباتت بيونغ يانغ وجهة رئيسية للمسؤوليين الروس. كما بدأت موسكو بالفعل في تنفيذ مشاريع داخل كوريا الشمالية، وتخطط لاستقدام عدد كبير من العمال والمهندسين الكوريين الشماليين، وبشكل خاص في قطاعي البناء والصناعة، في خطوات تشير إلى انتقال التعاون من المستوى السياسي إلى شراكة عملية على الأرض.

وفي الوقت ذاته، تبرز مؤشرات إلى احتمال زيادة كوريا الشمالية لانخراطها في الحرب الأوكرانية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذا التدخل، ومدى تأثيره على مسار الحرب، وتداعياته على التوازنات الإقليمية والدولية.

من التوقيع إلى التنفيذ

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في 19 يونيو/حزيران 2024، اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" نصّت على تقديم الدعم المتبادل في حال التعرّض لأي عدوان خارجي، وتوسيع التعاون الدفاعي والاقتصادي.

وعلى عكس كثير من الاتفاقات الروسية مع بلدان أخرى، كان لافتا أن الاتفاق لم يبق مجرّد إعلان سياسي، وبدأت مفاعيله تتبلور على الأرض، في مسارات سياسية واقتصادية وأمنية متسارعة، نقلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة، تتجاوز التكهنات التي رافقت توقيع الاتفاق قبل عام.

واستعادت قنوات التواصل الرسمية زخمًا غير مسبوق، وارتفعت وتيرة اللقاءات بين مسؤولي البلدين إلى مستويات لم تسجل منذ نهاية الحرب الباردة.

استعادت قنوات التواصل الرسمية زخمًا غير مسبوق، وارتفعت وتيرة اللقاءات بين مسؤولي البلدين إلى مستويات لم تسجل منذ نهاية الحرب الباردة.

وكان لافتاً في هذا السياق دور وزير الدفاع الروسي السابق وأمين مجلس الأمن القومي الروسي الحالي، سيرغي شويغو، الذي تحوّل إلى ما يشبه "المبعوث الخاص" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملف كوريا الشمالية. فمنذ يوليو/تموز 2023 زار شويغو بيونغ يانغ مرات عدة منها ثلاث مرات في السنة الحالية.

وساهمت الاتصالات الثنائية في موسكو وبيونغ يانغ في تطوير عملي للبنية التحتية الداعمة للعلاقة، من استئناف الرحلات الجوية وخطوط القطارات، إلى إطلاق مشروع لبناء جسر بري فوق نهر تومانايا، وتوسيع التبادل التجاري الحدودي، والتمهيد إلى لاستقبال مزيد من السياح الروس في منتجعات فاخرة.

ولايعكس الزخم المتصاعد في التواصل السياسي والعسكري بين موسكو وبيونغ يانغ مستوى جديدًا من التقارب فحسب، بل يشير أيضاً إلى ما تصفه موسكو بـ"بنية غير مسبوقة" في العلاقات بين البلدين، تتأسس على الثقة المتبادلة والاستجابة السريعة للمتغيرات الجيوسياسية. كوريا الشمالية تعمّق تدخلها العسكري في أوكرانيا.

رويترز
احتفال مهيب لبوتين في بيونغ يانغ

كشفت زيارة شويغو الاخيرة في 17 يونيو/حزيران 2025، عن المنعطف الذي بلغته العلاقات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية. فأثناء لقائه كيم جونغ أون، أُعلن رسميًا عن إرسال ألف مهندس قتالي إلى منطقة كورسك الروسية، إضافة إلى خمسة آلاف مهندس وعامل بناء عسكري، للمساعدة في إزالة الألغام وإعادة إعمار المنشآت المتضررة من الحرب. إلا أن هذا التعاون، الذي كان يُعرض سابقاً باعتباره لوجستياً أو هندسياً، لم يعد يخفي طبيعته العسكرية المتزايدة.

ومنذ أواخر 2024، تحدثت تقارير استخباراتية غربية عن مشاركة مباشرة لوحدات كورية شمالية في القتال إلى جانب القوات الروسية، وذكرت تقديرات بريطانية أن أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي شاركوا في تحرير مقاطعة كورسك، وتكبدوا خسائر تجاوزت 6 آلاف إصابة. ومع أن موسكو نفت هذه الأرقام، فإنها لم تنكر لاحقاً الدور الميداني لتلك القوات، بل كشفت عن خطط لإقامة نصب تذكاري خاص بهم، واطلاق أسماء بعضهم على شوارع وساحات تكريما لدورهم.

تزداد المؤشرات إلى نية كوريا الشمالية توسيع نطاق مشاركتها العسكرية، مع تقارير تتحدث عن استعدادها لإرسال ما يصل إلى 30 ألف جندي إضافي

وتزداد المؤشرات إلى نية كوريا الشمالية توسيع نطاق مشاركتها العسكرية، مع تقارير تتحدث عن استعدادها لإرسال ما يصل إلى 30 ألف جندي إضافي.  ويكتسب هذا الانخراط العسكري الكوري الشمالي أهمية مضاعفة في ضوء ما يرافقه من تعاون تقني متصاعد بين موسكو وبيونغ يانغ.

إذ لا يقتصر التنسيق على إرسال قوات ومهندسين، بل يمتد إلى تطوير مشترك في مجالات الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية. فقد أظهرت التقارير أن كوريا الشمالية تزوّد روسيا بكميات كبيرة من الذخائر والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، تُستخدم في الهجمات على أهداف أوكرانية حساسة، مقابل حصولها على مساعدات نوعية تُسهم في تحديث جيشها.

 في المقابل، تشمل المساعدات الروسية تزويد بيونغ يانغ بمعدّات دفاع جوي، وأنظمة تشويش إلكتروني، وبرامج مخصصة لتحسين دقة الصواريخ وتطوير الطائرات المسيّرة، وهي تقنيات لطالما واجهت كوريا الشمالية صعوبات في إنتاجها بشكل مستقل. كما يسمح هذا التعاون لبيونغ يانغ باكتساب خبرة ميدانية حديثة من خلال مراقبة وتقييم نتائج السلاح في ظروف قتال حقيقية.

ويعوّض هذا التعاون  إلى حدّ ما تراجع انتاج بعض الأسلحة بسبب العقوبات الغربية، خاصة مع قدرة كوريا الشمالية على الإنتاج السريع ونقل الذخائر من دون الحاجة إلى المرور عبر قنوات دولية حساسة. ومع تواصل التنسيق العملياتي بين الطرفين، يبدو أن الجانب العسكري في هذه الشراكة بات يشكّل أحد أركان العلاقة الثنائية، وليس مجرد بند ثانوي ضمن اتفاق أوسع.

ومن المؤكد أن التدخل الكوري يمكن أن يُحدث فارقاً تكتيكياً على مستوى اللوجستيات، وإزالة الألغام، وإعادة البناء، وربما يغير جزئياً موازين الحرب في بعض خطوط الجبهة، لكنه لن يكون حاسماً في مسار الحرب الأوكرانية ومآلها.

 

 سبوتنيك/ الكرملين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون اثناء اجتماعهما في مطار فوستوتشني في 13 سبتمبر 2023

في موازاة التعاون العسكري، تعمل موسكو وبيونغ يانغ على توسيع الشراكة الاقتصادية عبر مشاريع حيوية تشمل النقل والتبادل التجاري وتطوير البنى التحتية، في مؤشر على رغبة الطرفين في الإسراع بإعادة بناء الروابط الاقتصادية واللوجستية رغم العقوبات الغربية والدولية.

ومن غير المستبعد أن تعمل روسيا على استقدام عشرات آلاف العمال ومئات المهندسين الكوريين الشماليين، ليس فقط للعمل في قطاعات البناء والخدمات، بل في سياق حماية المناطق الحدودية مع أوكرانيا، وتوطين بعض الصناعات العسكرية الكورية الشمالية على الأراضي الروسية، مستفيدة من انضباط وكفاءة الكوادر الكورية. وتشير تقارير إلى أن موسكو تسعى إلى تقليص اعتمادها على عمال آسيا الوسطى في الاقتصاد الروسي وسط تشديد على العمال القادمين من هذه المنطقة مع اتهامات لهم بالتطرف والإرهاب.

في المقابل، تُبدي كوريا الشمالية حذراً واضحاً في إرسال أعداد كبيرة من مواطنيها، خشية أن يؤدي هذا الانفتاح الخارجي المفاجئ إلى اضطرابات داخلية، أو إلى تماسّ غير منضبط مع العالم الخارجي. كما أن هذه الخطط تصطدم بعقبة قانونية دولية، تتمثل في قرارات مجلس الأمن التي تحظر تصدير العمالة الكورية منذ ديسمبر/كانون الأول 2019، ضمن حزمة عقوبات تهدف إلى تجفيف مصادر تمويل البرنامج النووي الكوري الشمالي. ويبدو أن الجانبين يتعاملان مع هذا الحظر كواقع سياسي قابل للتجاوز بترتيبات خاصة، إلا أن ذلك يُفسّر جزئياً التردد الكوري.

وإلى جانب المشاريع اللوجستية والصناعية، تسعى كوريا الشمالية إلى تأمين احتياجاتها الأساسية من الغذاء والطاقة، وهي من الملفات التي تشكّل أولوية داخلية في بيونغ يانغ. وتشير تقارير إلى أن روسيا بدأت فعلياً تزويد كوريا بكميات من الحبوب والوقود، إضافة إلى معدات زراعية وأسمدة تُستخدم لدعم الإنتاج المحلي. ويُتوقّع أن تتعزّز هذه القنوات خلال العام الجاري، في ظل التوجه الروسي إلى بناء شبكة تبادل ثنائية طويلة الأمد مع كوريا الشمالية، تشمل الغذاء والطاقة، كجزء من منظومة "الاكتفاء المشترك" بين البلدين.

قلق غربي وإقليمي

لم تُثِر اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية عند توقيعها في صيف 2024 ردود فعل فورية قوية، إذ اعتُبرت آنذاك خطوة رمزية في إطار اصطفاف سياسي متوقع. ومع تصاعد خطوات تنفيذ الاتفاق على الأرض، ازدادت المخاوف الغربية.

وتخشى واشنطن من أن التعاون التقني والعسكري يساعد بيونغ يانغ على تطوير قدراتها في مجالات استراتيجية مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والحرب الإلكترونية. ورداً على ذلك، وسّعت الولايات المتحدة من نطاق العقوبات على كيانات مرتبطة بهذا التعاون.

وفي أوروبا، أثارت الأنباء عن التوسّع المرتقب في مشاركة القوات الكورية الشمالية موجة قلق إضافية، واعتبرت جهات دبلوماسية أن نشر هذا العدد من الجنود لا يعزز فقط القدرات الهجومية الروسية، بل يفتح الباب أمام تدويل تدريجي للصراع، تتورط فيه أطراف من خارج المسرح الأوروبي.

إقليمياً، جاء الرد الأشد من كوريا الجنوبية، التي رأت في مشاركة عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الشماليين في حرب خارجية سابقة خطيرة تهدد توازن الردع في شبه الجزيرة، ودعت إلى تعزيز التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة واليابان.

لم تُثِر اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية عند توقيعها في صيف 2024 ردود فعل فورية قوية، إذ اعتُبرت آنذاك خطوة رمزية

وتخشى الجارة الجنوبية من امتلاك الجنود الشماليين مهارات الحروب الحديثة والحصول على اسلحة روسية حديثة. أما طوكيو، فأعربت عن خشيتها من أن تساهم هذه المشاركة في نقل خبرات ميدانية متقدمة إلى برنامج التسلح الكوري الشمالي، إضافة إلى تطوير بعض أنواع الصواريخ البالستية.   

وتتّبع الصين نهجاً مغايراً، يتسم بالحذر العميق والصمت المحسوب، ويمكن وصفه بأنه قلق غير معلن. فبينما لم تُصدر بكين أي إدانة رسمية لزيادة انخراط بيونغ يانغ في الحرب على أوكرانيا، والعلاقات المتنامية مع موسكو في عدة مجالات. وتراقب بكين تأثيرات التعاون الروسي الكوري الشمالي الاستراتيجية نظراً لانعكاساته المحتملة على توازن القوى الإقليمي، ولسياستها الخارجية المبنية على "عدم المجازفة". ومع ذلك، قد ترى بكين في هذا الانخراط فرصة غير مباشرة لصالحها، فمشاركة كوريا الشمالية في دعم روسيا، سواء عسكرياً أو تقنياً، تتيح لموسكو الحصول على دعم ميداني ملموس دون أن تُضطر الصين نفسها إلى تقديم دعم أو تحمّل الكلفة السياسية لذلك. وبهذا الشكل، تُبقي بكين على توازن دقيق: فهي لا تمانع في تقوية موقف روسيا، لكنها تحافظ في الوقت نفسه على مسافة آمنة تُجنّبها مواجهة مباشرة مع الغرب. ولا يمكن استبعاد احتمال ان يكون تعاون بيونغ يانغ وموسكو العسكري بمباركة من بكين أو حتى مشاركة بنقل الأسلحة بغطاء كوري شمالي، فالصين لا تفضل الانخراط مباشرة في الحرب الروسية على أوكرانيا، وحساباتها تنطلق من عدم تحقيق روسيا انتصارا كبيرا، لكن انهيار موسكو يضعف قوة الصين العالمية بفقدان حليف مهم، ويشجع الغرب على الرد بقوة في حال قررت الحرب على تايوان. 

آفاق وتحديات

من الواضح أن العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ مرحلة جديدة من التنسيق العملي دخلت ، مدفوعة بتصاعد المواجهة الروسية-الغربية، ورغبة الجانبين في كسر العزلة المفروضة عليهما من قبل الغرب. وتحوّل اتفاق الشراكة إلى أداة نفعية تخدم مصالح اقتصادية وعسكرية وسياسية متبادلة.  وبعد عام تبدو موسكو مستفيدة أكثر من هذه الشراكة مع تدفق الجنود والمعدات العسكرية الكورية الشمالية إلى خطوط الجبهة. وعمليا، تملك روسيا مجالا واسعا للمناورة مع عدم وجود بوادر مواجهة بين كوريا الشمالية وطرف إقليمي أو دولي دون دفع كلفة استراتيجية.  ويبقى السؤال مشروعا حول احتمال تكرار النمط الروسي في التخلي عن الحلفاء، إذا أصبح هذا التحالف عبئاً أو تعارض مع مصالح أوسع. كما حدث مع صربيا 1999، ومع العراق عام 2003، ومؤخراً التخلي عن نظام بشار الأسد، وعدم تقديم أي دعم لإيران في مواجهتها للضربات الإسرائيلية والأمريكية.

وفي المحصلة، لا يمكن الجزم بمآل هذه الشراكة، فاستمرارها أو تطورها سيعتمد على مدى  تقاطع المصالح والتحالفات. وفي حال توسّعت مساحة المصالح، قد تتعمّق العلاقة وتتخذ طابعاً أكثر تنسيقاً، أما إذا اختل هذا التوازن، فإن الشراكة قد تُعاد صياغتها أو تتراجع، بناء على التحولات في السياقين الإقليمي والدولي.

font change